منتدى عباد الرحمن الإسلامي الاجتماعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عباد الرحمن الإسلامي الاجتماعي

لتوعية المسلمين بشؤون دينهم ودنياهم ونبذ التحزب والتمذهب والطائفية ولإنشاء مجتمع متوحد على ملة أبينا إبراهيم وسنة سيدنا محمد (عليهم الصلاة والسلام)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا * فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا * إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا * أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
الموسوعة الحديثية http://www.dorar.net/enc/hadith
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ http://tanzil.net
إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ
قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)

 

  سورة البقــــرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 9, 10, 11  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:20 pm

يوسف عمر كتب:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)

إقامة الصلاة معروفة
وهي تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم
بشروطها من قيام وركوع وسجود

لكن الحق يقول (وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين)

فإما أنه يريد منهم أن ينضموا إلى موكب الإيمان الجامع
إذن فهو يريد منهم أن يؤمنوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
ولايظنوا أن إيمانهم بموسى (عليه السلام)
يعفيهم من أن يكونوا خاضعين لما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أو يقولون إن ديننا يكفينا
إنما جاء الإسلام لمن لا دين له
وهم الكفار والمشركون
فيقول لهم (اركعوا مع الراكعين)

وإما أن الحق سبحانه و تعالى
يريد أن يلفتهم إلى أن صلاتهم لن تُقبل منهم إلا أن يكون فيها ركوع
وصلاة اليهود ليس فيها ركوع
وإن كان فيها سجود

والحق سبحانه وتعالى
يريد أن يهدم تكبرهم على الدين الجديد
فأمرهم بالصلاة كما يصلي بها المسلمون
وبالزكاة كما يزكيها المسلمون
فلا يعتقدون أن إيمانهم بموسى والتوراة سيُقبل منهم
بعد أن جاء الرسول الجديد الذي أمروا أن يؤمنوا به

بل أن إيمانهم بموسى (عليه السلام) والتوراة
لو كانوا مؤمنين بهما حقا
يستوجب هذا الإيمان عليهم أن يؤمنوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
لأن التوراة تأمرهم بذلك

فكان عدم إيمانهم بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
كفر بالتوارة ونقض لتعاليمها

وبعد الصلاة
تأتي الزكاة
لأن العبد المؤمن لابد أن يوجه حركة حياته إلى عمل نافع
يتسع له ولمن لايقدر على الحركة في الحياة

والله سبحانه وتعالى حينما يطالبنا بالسعي في الأرض
لايطالبنا أن يكون ذلك على قدر احتياجاتنا فقط
بل يطالبنا أن يكون تحركنا أكثر من حاجة حياتنا
حتى يتسع هذا التحرك ليشمل حياة غير القادرين
فيتسع المجتمع للجميع
ويزول منه الحقد والحسد
وتصفى النفوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:20 pm

يوسف عمر كتب:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)

بعد أن لفت الله سبحانه وتعالى أنظار اليهود
إلى أن عدم إيمانهم بالإسلام هو كفر بالتوراة
لأن تعاليم التوراة تأمرهم أن يؤمنوا بالرسول الجديد
وقد أعطوا أوصاف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وزمنه في التوراة
وأمروا أن يؤمنوا به

قال لهم الحق (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
لأن اليهود كانوا يبشرون بمجيء رسول جديد
ويعلنون أنهم سيؤمنون به
فلما جاء الرسول ليس من قومهم .. بل من العرب
وعرفوا أن سطوتهم ستزول
وأن سياستهم الاقتصادية ستنتهي
كفروا به

وهذا الكلام لاينطبق على اليهود فقط
بل حتى على المسلمين الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا
وهؤلاء هم خطباء الفتنة
الذين رآهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فسأل: من هؤلاء يا جبريل ؟
فقال: خطباء الفتنة ..

وهؤلاء يزينون لكل ظالم ظلمَه
ويجعلون دين الله في خدمة أهواء البشر
بعد أن كان الأصل أن تخضع أهواء البشر لدين الله

وهؤلاء هم الذين يحاولون – تحت شعار التجديد -
أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله
فهم يبررون ما يقع
ولايتدبرون لحساب الآخرة

وقول الله سبحانه (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
يعطينا منهجا آخر من مناهج الدعاة
لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحمل منهج الله
يريد أن يُخرج من لايؤمن .. من حركة الباطل التي ألفها
وإخراج المؤمن من حركة الباطل أمر شاق على النفس
لأنه خروج على الذي اعتاده

والدين كلمة تقال وسلوك يُفعل
فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك
ضاعت الدعوة
كما يقول الحق في آية آخرى

(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)


لماذا ؟

لأن من يراك تفعل ما تنهاه عنه
يعرف أنك مخادع وغشاش

وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك
لايمكن أن تبشر به غيرك

كما أن منهج الدين وحده لايكفي إلا بالتطبيق
ولذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لايأمر أصحابه بشيء
إلا كان أسبقهم إليه
فكان المسلمون يأخذون القدوة منه (صلى الله عليه وسلم) قولا وفعلا

وكان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين يريد أن يقنن أمرا في الإسلام
يأتي أهله وأقاربه فيقول لهم: لقد بدا لي آن آمر بكذا وكذا.. ومن خالف منكم فسأجعله نكالا للمسلمين

لماذا ؟

لأن عمر (رضي الله عنه) بهذا يقفل أبواب الفتنة
لأنه يعلم من أين تأتي

أما في الدعوة الإسلامية
فلابد أن يكون العلماء قدوة لينصلح أمر الناس
ففي كل علوم الدنيا .. القدوة ليست مطلوبة إلا في الدين
ولو ذُكر لك عالم كيمياء بأنه يتناول الخمر
قد تقول مالي وسلوكه لأني سآخذ منه علمه
إلا عالم الدين
فلو كان هناك عالم دين يبصرك بالطريق المستقيم
ثم تسمع أنه يشرب الخمر أو يسرق
أتستمع له ؟

أبدا
لأنه يهبط من نظرك في الحال
ومهما كان علمه
فإنك ستقول عنه دجالا

وهكذا عالم الدين لابد أن يكون قدوة
فالناس كلها مفتحة أعينهم لما يصنع
والإسلام قبل أن ينتشر بالمنهج العلمي انتشر بالمنهج السلوكي
وأكبر عدد من المسلمين اعتنق هذا الدين من أسوة حسنة

كما يقول الحق في آية أخرى

(ومن أحسن قولا مما دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)

فالشرط الأول هو الدعوة إلى الله
والشرط الثاني العمل الصالح
وقوله إني من المسلمين: فهو لم ينسب الفضل لنفسه بل للإسلام

لكن قولوا لي
اي فائدة أن نقول أننا مسلمون ونعمل بعمل غير المسلمين ؟!!!

إذن
الحق سبحانه وتعالى يذكر اليهود أن يقولوا ما يفعلون
لأن التوراة (الكتاب) تأمرهم بالإسلام
وتأمرهم بالإيمان بالنبي الجديد
وخاصة أنهم متأكدون من صدق رسالة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)
إلا أنهم لايؤمنون

وقوله (لايعقلون)..
أي كان عليهم أن يتدبروا بعقولهم ما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم)
لكنهم يريدون علوا في الأرض
لذلك عطلوا عقولهم

وكما قلنا من قبل
إن هذه الآية لاتنطبق على اليهود وحدهم
بل على كل من سلك هذا السلوك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:21 pm

يوسف عمر كتب:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)


بعد أن بين الله سبحانه أن الإيمان قدوة
وبعد أن لفتنا إلى أن التوراة تطالب اليهود بأن يؤمنوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
يطلب الحق سبحانه الاستعانة بالصبر والصلاة

ومعنى الاستعانة بالصبر
أن هناك أحداثا شاقة ستقع
وأن المسألة لن تكون سهلة
بل تحتاج إلى جهد

فالصبر معناه حمل النفس على أمر صعب
وهم ما داموا قد تعودوا على شراء آيات الله بثمن قليل
لأنهم قلبوا الصفقة
فجعلوا آيات الله ثمنا لمتع الدنيا
واشتروا بها ملذاتهم
بعد أن تعودوا على الربا وغيره من وسائل الكسب الحرام
إذن لابد أن يستعينوا بالصبر إذا أرادوا العودة لطريق الإيمان

وكما قلنا
إن المسألة موجهة للجميع وليست لليهود فقط
فكل مؤمن يدخل منهج الإيمان
محتاج إلى الاستعانة بالصبر ليحمل نفسه على مشقة المنهج وتكليفه
وليمنع نفسه عن الشهوات التي حرمها الله سبحانه

والصبر هنا في الآية الكريمة
فسره بعض العلماء بخصوص الصيام
فكأن الله تعالى يأمرهم أن يجوعوا ويصبروا على ألم الجوع
والبعض الآخر قال إنه الصبر بالعموم
أما الصلاة فهي تُنهي استكبارهم
من أن يؤمنوا بدين لم ينزّل على أحد من أحبار اليهود

يقول الله تعالى (استعينوا بالصبر والصلاة)
وهما شيئان
وكان سياق الآية يقتضي أن يقال (وانهما لكبيرة..)
لكن القرآن قال (وإنها لكبيرة)
فهل المقصود واحدة منهما ؟

عندما يأتي أمران منضمان إلى بعضهما
لاتستقيم الأمور إلا بهما معا
فإنهما يكوّنان علاجا واحدا
كما في قوله تعالى

(يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين)

فقال (يرضوه) ولم يقل (يرضوهما)
فليس لله حق .. ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) حق آخر
لكن حق الله وحق رسوله يلتقيان على حق واحد

إذن (استعينوا بالصبر والصلاة)
لأن العلاج في الصبر مع الصلاة

الصبر كبير أن تتحمله النفس وكذلك الصلاة
لأنهما يأخذان من حركة حياة الإنسان
والصبر هنا مطلوب ليصبروا على ما يمتنعون عنه من نعيم الدنيا وزخرفها
والصلاة تحارب الاستكبار في النفس
فكأن الوصفة الإيمانية لا تتجزأ
فلا يتم الصبر بلا صلاة
ولاتتقن الصلاة إلا بالصبر

ثم يقول (إلا على الخاشعين)

فما معنى الخشوع ؟

الخشوع: هو الخضوع لمن ترى أنه فوقك بلا منازع
فالناس يتفاوتون في القيم والمواهب
وكل واحد يحاول أن يفاخر بعلوه ومواهبه ويقول أنا خير من فلان
أو أنت خير من فلان

وهذا معناه
أنه من الممكن أن يستكبر الإنسان بما عنده
لكن الإنسان يخضع لمن كانت له حاجة عنده
لأنه لو تكبر عليه
أتعبه في دنياه

لذلك أعطى الله سبحانه وتعالى للناس المواهب
فكل إنسان محتاج للآخر
وكل إنسان مميز بما لايقدر عليه غيره
وهذه مواهب

والخشوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه
ويعرف ضآلة قيمته ومدى عجزه أمامه
ويعلم أن كل ما عنده يمكن أن يُذهب الله به في لحظة
لذا يخضع ذلك الإنسان للذي لايتغير

فترى إنسان يفاخر بقوته
فإذا به يمرض فيخر صريع الفراش

وآخر يفاخر بماله
فيضع في لحظة

(وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) فالخاشع هو الطائع لله
الممتنع عن المحرمات
الصابر على الأقدار
الذي يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر لله وحده
وليس لأي قوة أخرى

ولأن الحق سبحانه وتعالى
يريد أن يعطينا أوصاف الخاشعين
قال

(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

فما هو الظن ؟

أولا هناك فرق بين الظن والشك
فالشك هو نتيجة مقارنة بين أمرين متساويين في النفي والوجود
أما الظن.. فهو إن رجحت احدى تلك الكفتين

والحق سبحانه وتعالى قال (الذين يظنون)
ولم يقل (الذين تيقنوا إنهم ملاقوا ربهم)
لأن مجرد الظن أنك ملاق الله تعالى.. كاف أن يجعلك تلتزم بالمنهج
فما بالك لو كنتَ متيقنا ...

وعلى سبيل المثال
لو نفرض أنك سائر في طريق
وجاء شخص يخبرك أن هذا الطريق في لصوص وقطاع طرق
فمجرد هذا الكلام يجعلك لاتمشي في هذا الطريق
إلا إذا كنت مسلحا ومعك شخص أو اثنان
فأنت تفعل ذلك للاحتياط
مجرد الظن دفعك للاحتياط

إذن قوله تعالى (يظنون أنهم ملاقوا ربهم)
فمجرد الظن يكفي لاتباع منهج الله
فوقوا أنفسهم من عذاب عظيم

فكل كذب بالآخرة خاسر
والنفس البشرية لابد أن تحتاط للقاء الله
وإن تعترف أن هناك بعثا وحشرا وتعمل لذلك

لذلك يختم الحق الآية (وإنهم إليه راجعون)
فالرجوع إلى الله أمر يقيني
فما دمت قد جئت إلى الدنيا مخلوقا من الله
فأنت لا محالة سترجع إليه
وهذا اليوم يجب أن تحتاط له حيطة كبرى
وأن نترقبه
لأنه يوم عظيم

وإذا كنا نحتاط لأحداث دنيوية لاتساوي شيئا
بالنسبة لأهوال يوم القيامة
فكيف لانحتاط أننا سنلاقي الله
وأن نعمل لذلك اللقاء ألف حساب ؟!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:21 pm

يوسف عمر كتب:
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا
وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)


يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبا بني إسرائيل (اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم)
أي أذكروا أنني جعلت في كتابكم ما يثبت صدق محمد (صلى الله عليه وسلم) في نبوته
واذكروا نعمتي أني فضلتكم على العالمين ممن عاصروكم وقت نزول رسالة موسى
وجعلت منكم الأنبياء

وما دام الحق سبحانه وتعالى قد فضلهم على العالمين
فكيف يمنّ عليهم ؟

نقول
المنّ هنا لشدة النكاية بهم
فالله سبحانه وتعالى لشدة معصيتهم وكفرهم
جعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت
رغم أن الله قد أعطاهم خيرا كثيرا
لكنهم نكثوا العهد
فاستحقوا العذاب

والحق يريد أن يلفتنا إلى أنه مادام قد أنعم عليهم
فلا يظنون أنهم غير مطالبين بالإيمان بمحمد (صلى الله عليه وسلم)

إنما كان لابد أن يفهموا
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاء ليصحح لهم كتابهم
ويوضح لهم الطريق الصحيح
فكان يجب عليهم أن ينصروه

والنعمة
لايمكن أن تستمر مع الكفر بها
حتى لانظن أن الله سبحانه وتعالى قد قسا عليهم
بأن جعلهم أمما متفرقة في الأرض كلها
ثم بعد ذلك يجمعهم في وطن واحد
ليُقتلوا

ثم يقول لهم (واتقوا يوما)
فهو يذكرهم بهذا اليوم
وهو يوم القيامة الذي لاينفع الإنسان فيه إلا عمله
ويطلب منهم أن يجعلوا بينهم وبين عذاب الله
وقاية

ثم يقول (لاتجزي نفس عن نفس شيئا)

فكم نفسا هنا ؟

اثنان
نفس أولى ونفس ثانية

النفس الأولى هي الجازية
والنفس الثانية هي المجزي عنها

لكن
وما دام هناك نفسان
فهل الشفاعة من النفس الأولى أم الثانية ؟


إذا نظرت إلى المعنى
فالمعنى أنه كمجيء إنسان صالح
فيقول يارب أنا سأجزي عن فلان أو أقضي حق فلان فيشفع له
أو كمن يسدد ديون الناس ليخفف عنهم

فإذا كانت المسألة يوم القيامة مع الله سبحانه وتعالى
فلابد أن يكون هذا الإنسان المشفع من الصالحين
كي تقبل شفاعته عند الله .. للمسرف على نفسه

فلرب سائل يسأل .. أين المشكلة ؟

المشكلة هي قوله تعالى في آية أخرى

(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)

وفي آية أخرى

(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم
ولايشفعون إلا لمن أرتضى
وهم من خشيته مشفقون)


وهذا يعني
أن الإنسان الصالح يحاول أن يشفع للمذنب
فلا تقبل شفاعته
ولايؤخذ منه عدل
ولايسمح لها بأي مساومة أخرى

لذلك قدم الشفاعة على العدل (لايقبل منها شفاعة ولايؤخذ منها عدل)

فمن هم الذين سيطلبون الشفاعة عند الله؟

إنهم ...

(هل ينظرون تأويله
يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل
قد جاءت رسول ربنا بالحق
فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا
أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل
قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون)


أما قوله (لايؤخذ منها عدل)
فكلمة العدل تأتي مرة بكسر العين
وتعني مقابل الشيء من جنسه
أي أن يعدِل القماش قماش مثله
أو يعدِل الذهب ذهب مثله

وتأتي بفتح العين
وتعني مقابل الشيء لكن من غير جنسه

والعدل لايكون إلا بين خصمين
وهو الحق
وهو الانصاف
وهو الشيء الثابت الذي لايتغير

لكن
لم قال (لاتجزي نفس عن نفس شيئا)
ولم يقل (لاتجزي روح عن روح شيئا) ؟


إن النفس إذا وردت في القرآن الكريم
فمعناه أنه يتحدث عن الروح
لأن الروح حينما تتصل بالمادة تعطيها الحياة

ثم يقول (ولا هم ينصرون)
أي أن الله سبحانه وتعالى إذا أقضى عليهم العذاب
فلا يستطيع أحد نصرهم
أو وقف عذابهم
لأن الأمر كله لله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:22 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ
وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ
وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)


بعد أن حذر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل
من يوم لاتنفع فيه الشفاعة
أراد أن يذكرهم بفضله عليهم وبنعمه

وقوله (إذ) هي ظرف زمان
أي أذكروا وقت فعلتُ لكم كذا وكذا
أو أذكروا الوقت الذي نجاكم فيه من فرعون

ويقول بعدها (نجّيناكم)
والكلام هنا من الله
لأنه في آية أخرى يقول (أنجاكم) فالكلام من موسى (عليه السلام)

(أذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب
ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم)


والفرق بين نجّى وأنجى .. فرق كبير
فكلمة (نجّى) تكون وقت نزول العذاب
بينما كلمة (أنجى) تمنع عنهم العذاب
الأولى للتخليص من العذاب
والثانية تبعد عنهم عذاب فرعون نهائيا
وهذا يعني
أن فضل الله عليهم كان على مرحلتين
مرحلة أنه خلصهم من عذاب واقع بهم
ومرحلة أنه أبعدهم عن آل فرعون بالمطلق

ثم قال (يسومونكم سوء العذاب)

فما هو السوء؟

السوء: هو المشتمل على ألوان من العذاب
منها الجلد والسخرة والعمل بالأشغال الشاقة

أما السوم.. فيقال سام الماشية
أي تركها ترعى
لكن سام فلان خصمه.. أي أذله وأرهقه
معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب

ثم قال (يذبّحون أبناءكم)
وفي آية أخرى يقول (يقتّلون أبناءكم)

فما الفرق بين الذبح والقتل ؟

الذبح: لابد فيه من إراقة دماء
والذبح عادة يتم بقطع الشرايين عن الرقبة
أما القتل فقد يكون بالذبح أو بغيره كالخنق والإغراق
أي أن القتل ليس فيه شرطا أن تُسفك الدماء

وتقول الروايات
إن فرعون رأى مناما فيه نار هبت من ناحية بيت المقدس
فاحرقت كل المصريين ولم ينج منها غير بني إسرائيل
فلما طلب فرعون تأويل الرؤيا
قال له الكهان: يخرج من ذرية إسرائيل ولد يكون على يده نهاية مُلكك
فأمر فرعون القوابل (الدايات) بذبح كل مولود ذكر من بني إسرائيل
لكن قوم فرعون الذين تعودوا على خدمة هذه الفئة
قالوا لفرعون: إن فعلت ذلك على وجه الدوام فسيننقرض بني إسرائيل وهم يخدموننا
فجعل فرعون الذبح سنة
والسنة الثانية يبقون على المواليد
وهارون ولد في السنة التي لم يكن فيها ذبحا .. فنجا
وموسى ولد في السنة التي فيها ذبح.. فحدث ما حدث

إذن سبب الذبح
هو خوف فرعون من ضياع ملكه
وفرض الذبح حتى يتأكد قوم فرعون من موت المولود
لأنهم لو فعلوه بطريقة أخرى كطعنة من سيف أو رمح
فقد ينجو

واستخدم الحق هنا كلمة (أبناءكم) ولم يقل (أولادكم)
لأن كلمة الابن تطلق على الذكر
لكن (الولد) تطلق على الذكر والأنثى

ثم قال (يستحيون نساءكم)
ولم يقل (يستحيون بناتكم)
لأن الفكرة من هذا هو ابقاء عنصر الأنوثة يتمتع بهن آل فرعون
فلم يقل بنات بل نساء
أي أنهم يريدونهم للمتعة وللتنكيل ببني إسرائيل
ولايقتل رجولة الرجل إلا أنه يرى الفاحشة تُصنع في نسائه

ثم يقول (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم)

فما هو البلاء ؟

بعض الناس يقول إن البلاء هو الشر
لكن الله سبحانه يقول في آية أخرى

(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)

إذن هناك بلاء بالخير
وبلاء بالشر

والبلاء كلمة لاتخيف
الذي يخيف هو نتيجة هذا البلاء


لأن البلاء هو امتحان لك
إن أديته ونجحت فيه كان خيرا لك
وإن لم تؤده كان وبالا عليك

والبلاء جاء لبني إسرائيل من جهتين
بلاء الشر بتعذيبهم وتقتيلهم وذبح أبناءهم
وبلاء الخير بإنجائهم من آل فرعون

ولقد نجح بنو إسرائيل في البلاء الأول (بلاء الشر)
وصبروا على العذاب والقهر وكان بلاء عظيما

لكن في البلاء الثاني (بلاء الخير)
فعلوا أشياء لاتليق بإيمانهم
سنتعرض لها في حينه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:22 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)

مرة ثانية تأتي (وإذ)
ويأتي الإنجاء وسيلة
فقد خرج موسى (عليه السلام) وقومه ولحق بهم فرعون وجنده

ولما وصلوا إلى البحر
أوحى الله سبحانه وتعالى إلى موسى (عليه السلام)
أن يضرب بعصاه البحر فانفرق
وهكذا توقف قانون الماء وهو الاستطراق والسيولة
وانفرق البحر وأصبح كل جزء منه كالجبل
ذرات الماء تماسكت مع بعضها البعض
لتكون جبلين كبيرين بينهما يابس
يمر منه بنو إسرائيل

والفرق هو الفصل بين شيئين

وإذا كان البحر قد انشق
فأين ذهب الطين المبتل في قاع البحر ؟


تقول الروايات إن الله ارسل ريحا مرت عليه فجففته
ولذلك قال الحق في آية أخرى (طريقا في البحر يبسا)
وقد يكون البحر قد يبس بلا ريح
فقدرة الله لايعلوها شيء

وقوله تعالى (وأنتم تنظرون)
فالمقصود ليس فرعون
بل عن إغراق فرعون

لماذا ؟

لأن آل فرعون هم الذين أعاونه على جبروته وبطشه وطغيانه
هم الأداة التي استخدمها لتعذيب بني إسرائيل

والله سبحانه وتعالى أراد أن يري بنو إسرائيل آل فرعون وهم يغرقون
فوقفوا يشاهدونهم

وأنت حين ترى مصرع عدوك
تشعر بالمرارة التي في قلبك تزول

كذلك (وأنتم تنظرون)
تحتمل معنى آخر
أي ينظر بعضكم إلى بعض
وأنتم غير مصدقين أنكم نجوتم من هذا البلاء العظيم
وفي نفس الوقت تطمئنون وأنتم تشاهدونهم وهم يغرقون
دون أن ينجو منهم أحد
حتى لايدخل في قلوبكم الشك
إنه ربما نجى بعضهم وسيعودون بجيش ليتبعوكم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:23 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ)

وهذا الوعد
كان لإعطاء موسى المنهج

فحينما كلم الله موسى (عليه السلام) بجانب الطور
كان هذا لإبلاغه بأنه رسول من رب العالمين
وأنه أرسله ليخلص بني اسرائيل من طغيان فرعون وعذابه
وأنه سيمده بآيات ومعجزات
حتى يقتنع فرعون وقومه بأن موسى رسول من الله
ثم ذهب موسى (عليه السلام) إلى فرعون وباقي القصة معروف
لذلك بمجرد أن نجى الله سبحانه رسوله وقومه من الغرق
كان لابد أن يتم ابلاغ الكليم بالمنهج

والوعد هو أربعين ليلة
هذه الليالي حددت كثلاثين أولا
ثم أتمها الحق بـ 10 أخرى
كما في قوله

(وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة)

ولاحظ
أنه عندما يتكلم الحق عن الدين ويربطه بالزمن
يتكلم دائما بالليلة
والسبب في ذلك أنك لاتستطيع أن تحدد الزمن بدقة بالنهار
فالشمس تشرق وتغرب ثم تعود لتشرق
فإذا نظرت إلى قرص الشمس فلايمكنك تحديد في أي وقت من الشهر نحن
هل في أوله
أو في وسطه
أو في آخره

لكن إذا جاء الليل
فبمجرد أن تنظر للقمر
تستطيع أن تحدد الزمن

لذلك في منطق الدين
نحسب كل شيء بدخول الليل
فهذه ليلة الأول من رمضان نصلي فيها التراويح
وليلة العيد ليس فيها تراويح
وليلة النصف من شعبان
وليلة الإسراء والمعراج

وفي كل مقاييس الدين
فالليل لايتبع النهار إلا في شيء واحد
هو يوم عرفه

فلا نقول ليلة عرفة
بل يوم عرفة

إذن الليلة هي ابتداء الزمن في الدين
والزمن عند الله مدته 12 شهرا في العام الواحد

بعدها قال الحق (ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون)
يريد أن يمحّص بني إسرائيل
ويبين لنا كفرهم بنعم الله
فالله نجاهم من آل فرعون
ولم يكادوا يعبرون البحر حتى رأوا قوما يعبدون الأصنام
فقالوا كما في آية أخرى

(يا موسى اجعل لنا آلها كما لهم آلهة)

ولاحظ أن الحق استخدم كلمة (وعد) وليس (وعيد) مع موسى الكليم
لأن الوعد هي اخبار بشيء سار
أما الوعيد فهي الإخبار بشيء سيء

لكن أحيانا يأتي (الوعد) تهكما واستهزاء
كما في قوله (النار وعدها الله الذين كفروا)
لأن النار تفرح بتعذيب الكافرين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:23 pm

يوسف عمر كتب:
(ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

يمن الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل مرة أخرى
مع أنهم ارتكبوا ذنبا من ذنوب القمة
ومع ذلك
عفى عنهم لأنه يريد أن يستبقي عنصر الخير للناس
يريد أن يعلم خلقه أنه رب رحيم
يفتح أبواب التوبة للواحد بعد الآخر
لتمحو خلايا الشر في النفس البشرية

فالإنسان حين يذنب ذنبا
ينفلت من قضية الإيمان
ولو لم تشرع التوبة والعفو من الله
لزاد الناس في معاصيهم وغرقوا فيها

لأنه إذا لم تكن هناك توبة
وكان الذنب الواحد يؤدي إلى النار
والعقاب سينال الإنسان
فإنه يتمادى بالمعصية
وهذا ما لايريده الله لعباده
كما في الحديث الشريف

"لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيرة وقد أضله في أرض فلاة"

ومعنى الحديث
رجل معه بعير يحمل ماله وطعامه وشرابه وكل ما يملكه
هذا البعير تاه في صحراء جرداء
بحث عنه صاحبه فلم يجده
ففقده وفقد معه كل مقومات حياته
ثم نظر فجأة فوجده أمامه
كيف تكون فرحته ؟!
أكيد بلا حدود

هكذا تكون فرحة الله تعالى بتوبة عبده المؤمن
بل أشد من ذلك
سبحان الحبيب


والحق سبحانه وتعالى
حين يفتح باب التوبة
يريد لحركة العالم أن تسير

هب أن نفسا غفلت مرة
أو قادتها شهوتها مرة إلى معصية
أو وسوس الشيطان لها كما حدث مع آدم وحواء
لو لم تكن هناك توبة مغفرة
لاتقلب كل هؤلاء إلى شياطين
بل أن أعمال الخير تأتي من الذين أسرفوا على أنفسهم
فهؤلاء يحسون كثيرا ويفعلون الخير كثيرا
مصداقا لقوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات)

وقوله (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)

إذن فكون الله سبحانه وتعالى يتوب على بني إسرائيل
مع أنهم كفروا بالقمة في عبادة العجل
فذلك لأن الله يريد استبقاء الخير في كونه
ولقد عبد بنو إسرائيل العجل قبل أن ينزل عليهم المنهج
وهو التوراة

ولكن
هل بعد أن أنزل الله عليهم التوراة
تابوا وأصلحوا
أم استمروا في معصيتهم وعنادهم ؟!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:23 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)


الحق سبحانه وتعالى
يذكر بني إسرائيل هنا أنه بعد أن أراهم من المعجزات الكثير
ونجاهم من آل فرعون وشق لهم البحر
كان لابد لهم أن يؤمنوا إيمانا حقيقيا لايشوبه أي تردد
ذلك لأنهم رأوا وشاهدوا
وكانت شهادتهم عين يقين

لكن
هل استطاعت هذه المشاهدة أن تمحو من قلوبهم النفاق والكفر ؟


لا

لذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحذر أمته
من أن يكونوا كبني إسرائيل
ويكونوا قوما شددوا فشدد الله عليهم
وكما في الحديث الذي رواه مسلم

(ذروني ما تركتكم
فإنما هلك الذين من قلبكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم
فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم
وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)


والآية تقول هنا.. (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان)
فكأن إتيان موسى الكتاب والفرقان .. نعمة
كان يجب أن يذكرها قومه
وأن يستقبلوا منهج الله على أنه نعمة أخرى
فلا يأخذ الإنسان التكليف الإلهي من زاوية تقييد الحركة
لأن الله حين حرم عليك السرقة
حرم على الناس جميعا أن يسرقوك
فإذا أخذ منك حريتك أن تسرق
فقد أخذ من كل الناس حريتهم أن يسرقوا مالك
وهذه حماية كبيرة لك

فما هو الكتاب .. وما هو الفرقان ؟

الكتاب هو التوراة
هو الذي يبين المنهج

والفرقان هو الأشياء التي يقرق الله فيها بين الحق والباطل
فكأن الفرقان تطلق مرة على التوراة لأنها تفرق بين الحق والباطل
وتطلق أيضا على كل ما يفعل ذلك
ولذلك سمي يوم بدر بيوم الفرقان

ثم يقول (وإذا قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل)

فيذكر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بقصة عبادة العجل
وهي قصة مخالفة خطيرة لمنهج الله
ومخالفة لقمة العبودية

وهذه القصة حدثت حينما ذهب موسى (عليه السلام) يكلم ربه
وترك أخيه هارون (عليه السلام) خليفة له في قومه
فأخبر الحق كليمه أن قومه قد ضلوا وعبدوا غير الله
وعاد موسى (عليه السلام) وهو في قمة الغضب
وأمسك بأخيه هارون يجره من لحيته ورأسه
وتم اكتشاف ما فعله السامري
حين قبض قبضة من أثر حصان جبريل الملاك
ووضعها في العجل المصنوع من الذهب
فأخذ يحدث خوارا كأنه حي

ولا نتعجب
من أن صاحب الفتنة يجد معونة من الأسباب
حتى يفتن بها الناس
لأن الله تبارك وتعالى يريد أن يمتحن خلقه
والذي يحمل دعوة الحق لابد أن يهيئه الله تهيئة خاصة

ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن ينتقل للمدينة
تعرض هو والمسلمون إلى ابتلاءات كثيرة
وذهب إلى الطائف يدعو أهلها
فسلطوا عليه غلمانهم وسفهاءهم فقذفوه بالحجارة

وليس هذا على الرسول وحده بل والمؤمنين معه
حتى أن مصعب بن عمير فتى قريش المدلل
الذي كان عنده من الملابس والأموال والعبيد ما لايعد ولا يحصى
رئي بعد إسلامه وهو يرتدي جلد حمار
حتى أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه عنه (انظروا كيف فعل الإيمان بصاحبكم؟)

والحق سبحانه وتعالى
لابد أن يمحص ويختبر أولئك الذين سيحملون دعوته إلى الدنيا كلها
لابد أن يكونوا صابرين على البلاء
أقوياء أمام خصوم الدعوة
مستعدين لتحمل المتاعب والآلام
لأن هذا هو دليل الصدق في الإيمان

ولذلك
تجد كل دعوة ضلال تأتي بالفائدة لأصحابها
فدعوة الشيوعية مثلا يستفيد منها أعضاءها الكبار
أما الشعب فإنه يرتدي ملابس رخيصة
ويسكن في بيوت ضيقة

بينما في دعوة الحق
فصاحب الدعوة هو الذي يدفع أولا
وهو الذي يضحي أولا
ولاينتفع بما يقول
بل يضحي في سبيل ما يقول

إذن
الباطل يأتي بالخير لصاحب الدعوة
فإذا رأيت دعوة تغدق على أتباعها
فاعلم إنها دعوة باطل

والآية الكريمة هنا
هي تقريع من موسى (عليه السلام) لقومه
الذين نجاهم الله من آل فرعون وأهلك عدوهم فاتخذوا العجل إلها

لكن
متى حدث ذلك ؟


حدث في الوقت الذي كان موسى (عليه السلام) فيه
قد ذهب لميقات ربه ليأتي بالمنهج

فماذا قال لهم حين عاد ؟

قال: ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل

(يا) حرف نداء مع أنه بينهم
وكأنهم ابتعدوا عن منهج الله
وظلموا أنفسهم لأنهم أوردوها مورد التهلكة دون أن يستفيدوا شيئا
والظلم أنواع
لكن قمة الظلم أن تجعل لله شريكا
ولذلك قال الحق في آية آخرى (إن الشرك لظلم عظيم)

وعلاقة الشرك بالظلم أنك جئت بمن لم يخلق
ومن لم يرزق
وجعلته شريكا لمن خلق ورزق

ثم يقول (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ)
لأن التوبة هي أصل المغفرة
فأنت تتوب عن فعلك للذنب وتعتزم ألا تعود لمثله أبدا
ويقبل الله توبتك ويعفو عنك

وكان من الممكن أن يأخذهم الله بهذا الذنب ويهلكهم
كما حدث مع الأمم السابقة
لكن شرع لهم التوبة وهذه نعمة أخرى

ثم يقول (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)
فانظروا إلى دقة التكليف ودق الحيثية
فالحق لم يقل: أنا لم أغلب عليكم خالقا خلقكم أو آخذكم منه
لكن أنا الذي خلقتكم ..

ولهذا جاء بلفظ (الباريء)
والفرق بين الخالق والباريء
هو أن الخالق الذي أوجد شيئا من عدم
أما الباريء فهو الذي سواه على أحسن تقويم

(فاقتلوا أنفسكم) لأن الذي خلقك وسواك
كفرت به وعبدت سواه
فكأنك في هذه الحالة قتلت نفسك
فلابد أن تعيد لك الحياة التي وهبها الله لك

وبعد هذا الحُكم
جعل موسى (عليه السلام) بني إسرائيل يقفون صفوفا
وقال لهم إن الذي لم يعبد العجل.. عليه أن يقتل من عبده
لكنهم لم يقدروا على التنفيذ
لأن الجانب الآخر فيه أبناء العم والأخوة وذوي الأرحام
فرحمهم الله بأن بعث ضبابا يسترهم
وقيل أنهم قتلوا من أنفسهم 70 ألفا والله أعلم

والتشريع هنا بالقتل هو كفارة للذنب
لأن الذي عبد العجل واتخذ إلها غير الله
فيُقدم نفسه ليُقتل
فهذا اعتراف منه بأن العجل معبود باطل
وهذا أقسى أنواع الكفارة
أن يقتل نفسه إثباتا لإيمانه بلا إله إلا الله

ثم يقول (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
أي أن هذه التوبة هي أصدق أنواع التوبة
وهي خير لأنها تنجيكم من عذاب الآخرة

أما قوله (تاب عليكم) أي شرع لكم الكفارة
وأما (التواب) وهي التوبة الثانية لأنه تقبل منكم التوبة
وعفا عنكم عفوا أبديا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:24 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)


بدأ لون جديد من العناد واللجاجة لبني إسرائيل
لأنهم يبحثون عن الماديات
ويريدون أن يجعلوا الله مادة.. معاذ الله
ولم تستطع عقولهم أن تدرك أن المعبود موجود .. لكنه لايُدرك

لذلك ردّنا الله في تلك القضية بآية أخرى حين قال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
أي الدليل في نفسك
الدليل ليس خارجا عنك
الدليل على أن هناك خالق.. موجود عندك

فكل شيء في جسمك يؤدي وظيفته في الحركة والحس والحياة
والجسم مدار بروح
لكنك لاتدرك هذه الروح
لاتدركها لا بالعين ولا بالأنف ولا باللمس ولا بالسمع
فإذا كانت الروح مخلوقة لله .. وأنت مخلوق لله .. وعجزت عن إدراكها
فكيف تريد أن تدرك الله ؟!

هم يقولون (حتى نرى الله جهرة)
نرى: هذه قد تُطلق على المعنوية .. وقد تطلق على العلمية
كما في قوله (أ رأيت) أي أ أعلمت ؟

أما بني إسرائيل فمقصدهم هنا
علمية مادية بحتة
يريدونا (جهرة) أي واضحة مدركة بالحواس

وهذا السؤال منهم
يدل على أنهم لم يرتقوا عن المادية التي هم فيها
وأن كل شيء غير مادي
سيرفضونه

وهم في هذه الحالة جهلاء سُذج
لانهم حين يقولوا نرى الله جهرة
فهذا يعني أنه موجود
لكنهم لايستطيعون رؤيته

طيب..

فلماذا إذن لاتأخذوا الجزء الذي رأيتموه منه (آثار نعمته وحكمته في الخلق)
وتتركوا الجزء الثاني وهو ما عجزت عقولكم عن إدراكه ؟!!

العقل إذن لم يقف في وجود الله
بل وقف في أن رؤية الله جهرة !

فحين قال (موسى أرني أنظر إليك)
وهذه قضية في الدنيا لا سبيل إليها
لأن معداتك في الدنيا لا تقدر عليها
بل هي لأهل الجنة فقط
والدليل أن أجسامهم غير أجسام الدنيا
والمقاييس هناك غير المقاييس هنا
فلا تنقل مقاييس القيامة إلى مقاييس الدنيا

أنت الآن تعيش في آثار الله وقدرته (النعمة)
وفي الجنة تعيش مع المنعم نفسه

والشيء الذي لم يكن يُرى في المجاهر من قبل
أستطاع الناس أن يرونه اليوم
فالشيء البعيد الذي لم نكن نراه نحن
استطاع الإنسان وهو خلقٌ من خلق الله
أن يعطي لإنسان آخر جهازا يقرب له البعيد
ويجعل غير المرئي .. مرئيا !

فإذا كان ذلك هو عمل الإنسان
فما المانع أن يمدك الله في الآخرة
بأشياء من ذاتيتك لتراه ؟!!

فالعجز عن إدراك الله .. إدراك

ويكفي أن نعيش في آثار رحمة الله
لنعلم أن من خلقها موجود

وكأنهم قالوا أننا لن نصدقك إن لم نر الله جهرة (فأخذتهم الصاعقة وأنتم تنظرون)
والصاعقة أما نار تأتي
أو رجس ينزل من عذاب
أو هلاك

(وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) .. قيل إنها تعني وأنتم ينظر بعضكم إلى بعضا
وقد تعني أمورا أخرى الله أعلم بها

بعدها قال (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

فموسى (عليه السلام) أيضا أصيب بالصاعقة حينما طلب النظر إلى ربه
علما أن الحق سبحانه وتعالى لم يتجلى لموسى بل تجلى للجبل
فصعق موسى من رؤية المتجلى عليه .. فكيف لو رأى المتجلي ؟!!

ويقول الحق عن ذلك (وخر موسى صعقا فلما أفاق ...)
بينما عن بني إسرائيل قال (ثم بعثناكم من بعد موتكم)

فكأن الصاعقة أصابت الكليم بنوع من الاغماء
أما قوم موسى فماتوا فعلا

وموسى أفاق من تلقاء نفسه
أما قوم موسى فاحتاجوا أن يبعثهم الله كي يعودوا إلى الحياة !

فهل شكروا الله كما ذكرهم بهذه النعمة في الآية .. ؟!

في الحقيقة .. لا

لأن الحق يقول بعد ذلك

(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)


فهو سبحانه يذكرهم حين كانوا في الصحراء
وليس فيها ظل يحتمون به من حرارة الشمس القاسية
وليس فيها مكان يستظلون فيه
لا ماء ولا نبات
فظلل الله عليهم بالغمام رحمة
ثم أنزل إليهم المن والسلوى

والمن: نقط حمراء تتجمع على أوراق الشجر بين الفجر وطلوع الشمس
وهي موجودة حتى الآن في العراق
وفي الصباح الباكر يأتي الناس بالملاءات البيضاء ويفرشونها تحت الشجر
ثم يهزون الشجر فتتساقط القطرات
فيجمعونها وتصبح من أشهى أنواع الحلويات
وهي سهلة الهضم
جعلها الله وقود حياة بني إسرائيل لتعطيهم الطاقة

أما السلوى فطائر من السماء يقال له السمان
يأتيهم في جماعات كبيرة ويبقى على الأرض حتى يمسكوا به ويذبحوه ويأكلوه !

فانظر كيف رزقهم الله بهذا الرزق الطيب
من غمام يقيهم حرارة الشمس
ومن وقود يعطيهم طاقة للحركة
وسلوى كغذاء لهم
وكل هذا يأتيهم من السماء دونما تعب منهم
لكن
لعدم إيمانهم بالغيبيات
يريدون الأمر المادي
يخافون أن ينقطع عنهم المن والسلوى يوما فماذا يفعلون ؟

لو كانوا مؤمنين حقا
لقالوا: إن الذي يرزقنا بالمن والسلوى لن يضيعنا
فبدل أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر
قابلوها بالجحود

وقوله تعالى (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
فهل يستطيع أحد أن يظلم الله ؟!

لا

لا أحد يستطيع أن يظلم الله
لأن الله سبحانه وتعالى باق بقدرته وقوته وعظمته
لايقلل منها لو كفر أهل الأرض جميعا
ولايزيد فيها لو آمن أهل الأرض جميعا
فقدرة الله باقية
وكلمته ماضية

لكن نحن الذين نظلم أنفسنا حين نوردها موارد التهلكة

فكل من عصى الله
وتمرد على دينه
فقد ظلم نفسه
لأنه حرمها من نعيم أبدي
وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:24 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ
فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)


حين انتهت حادثة عبادة العجل
كان لابد للحق سبحانه وتعالى .. أن يعلم الكليم كيف يُضخّم ما فعله قومه من شناعة الفعلة
لأنهم عبدوا العجل
قبل أن يستقبلوا المنهج الذي أتى به موسى (عليه السلام)

أما القرية هنا
فقيل هي (الأرض المقدسة.. أو بيت المقدس)

ولاحظ
تارة يقول تبارك وتعالى .. (كلوا من حيث شئتم رغدا)
وفي آية أخرى يقول .. (كلوا رغدا حيث شئتم)

الفرق بينهما
هو أن الأولى .. تدل على أن هناك أصنافا كثيرة من الطعام
وأن المخاطَب غير جائع

أما الثانية .. فتدل على أن هناك صنف واحد لا غير ..
والمخاطب جائع لأنه سيرضى بأي طعام

وهذا يعني .. أن فيهم الجائع .. وفيهم من ليس بجائع..
لكن في الآية التي نحن بصددها (فكلوا منها من حيث شئتم رغدا)
تعني أنكم ستجدون في تلك الأرض
ألوانا كثيرة من الطعام تغريكم للأكل
ولو لم تكونوا جائعين

ثم يقول (وادخلوا الباب سُجّدا)
أي ادخلوا وأنتم في منتهى الخضوع

و (قولوا حِطَة) .. أي حط عنا ذنوبنا يا رب

غير أنهم حتى في هذا الأمر
ابدلوا مضمونه
ولبسوا الحق بالباطل .. وهذه خاصية فيهم
لذلك دخلوا الباب وهم غير ساجدين
بل زاحفين على ظهورهم
مع أن ما أمرهم الله به أقل مشقة مما فعلوه !

فكأن المخالفة لم تأت من أن أوامر الله شاقة
لكن من الرغبة في مخالفة أمر الخالق فحسب !

وبدلا من أن يقول حطة
قالوا "حنطة"
ليطوعوا اللفظ لأغراضهم
وكأن القضية استهزاءا بالقول
أو كأن القضية مخالفة اللفظ حتى لو لم يكن له معنى !

والحق سبحانه وتعالى يريد أن يقطع أمام خلقه
أنه سبحانه أمهلهم بما لايستحقون الإمهال فيه
ومع ذلك .. عصوه
رغم أنه سبحانه وعدهم بالمغرفة والرحمة والزيادة للمحسنين

لكن (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)

فزادوا في الكلام حرفا
فلقوا من البلاء ما لقوا
لكي يعرفنا الله أن الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة
عظيمة الخطر
شديدة الضرر
فما بالك بتغيير الدين كله ؟!!
أو صفات المعبود كلها ؟!!


(فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)

والرجز (بكسر الراء) يقول بعض العلماء هو الرجس
كما في قوله سبحانه في آية أخرى (فزدناهم رجسا إلى رجسهم)
أي نتنا إلى نتنهم

والسبب .. فسقهم
وخروجهم عن طاعة الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:25 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا
قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)


معنى (إذ) .. أي أذكر يا محمد حين استستقى موسى لقومه
وتلك أحد النعم التي امتن الله بها على بني إسرائيل
وهو سبحانه يذكرهم بها
إما مباشرة على لسان موسى عليه السلام
وإما أنه يذكر المسلمين بها على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم)
كي لايكونوا كبني إسرائيل

وهنا
وصلت ندرة الماء عند بني إسرائيل
لدرجة أنهم لم يجدوا ما يشربونه
لأن الإنسان يبدأ الجفاف عنده لعدم وجود ماء يسقي بها زرقه
ثم يقل الماء فلا يجد ما يسقي به أنعامه
ثم يقل الماء فلا يجد ما يشربه
وهذا هو قمة الجفاف أو الجدب

وموسى (عليه السلام) طلب السقيا من الله
ولاتُطلب السقيا من الله إلا إذا كانت الأسباب قد نفدت
وانتهت آخر نقطة من الماء عندهم
فالماء مصدر الحياة ينزله الله من السماء
وينزله نقيا صالحا للشرب والري والزرع وسقيا للأنعام

وقوله تعالى (وإذ استسقى موسى لقومه)
تدل على أن هناك مُستسقى  بفتح القاف
ومُستسقي بكسر القاف
والثاني متضرع إلى الأول وهو الله الذي يُنزل المطر

ولابد أن نتحدث
كيف أن الحق سبحانه وتعالى
بعد أن قابل بنو إسرائيل النعمة بالجحود والنكران
فهل كان موسى (عليه السلام) على يقين من أن الله سيسقيهم بعد كل ذلك ؟

الجواب.. نعم

لأن المؤمن على طمع دائم من رحمة الله
والحق يقول ادعوني استجب لكم
وعلى هذا كانت الاستجابة من الله تأتي

ولرب سائل يسأل .. لماذا لم يقل (وإذ استسقى موسى ربه لقومه)
لأن لفظ (ربه) تم حذفها لأنها مفهومة

ولذلك أتت الآية بهذا الشكل (وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر)
فكأن الإجابة مفهومة أيضا .. سبحان الله

ثم قال (واضرب بعصاك الحجر)

والإنسان حين يستسقي الله
يطلب منه أن ينزل عليه مطرا من السماء
والحق سبحانه كان قادرا على أن ينزل على بني إسرائيل مطرا من السماء
لكنه سبحانه أراد المعجزة
فقال .. سأمدكم بماء ولكن من جنس ما منعكم الماء
وهو الحجر الموجود تحت أرجلكم
وليس ماء من السماء

لكن
من الذي يتأثر بالضرب .. الحجر أم العصا ؟!

العصا هي التي تتأثر وتتحطم
والحجر لايحدث له شيء
لكن الله سبحانه أراد بضربة واحدة من العصا
أن ينفق الحجر !

لذلك يقول الشاعر:

أيا هازئا من صنوف القدر – بنفسك تعنف لا بالقدر
وياضاربا صخرة بالعصا – ضربت العصا أم ضربت الحجر


فانفجار الماء من ضربة العصا
دليل على أن العصا أشارت فقط غلى الصخرة
فتفجر منها الماء
وحتى لو كانت العصا من حديد
فهل تكون قادرة على أن تجعل الماء ينبع من الحجر ؟!!

فالنعمة هنا
كأنها مركبة
لأن نبع الماء من متعلقات كن فيكون

ولابد أن ننظر إلى تعنت بني إسرائيل
فقالوا لموسى.. هب أننا في مكان لا حجر فيه
فمن أين ينبع الماء
فلابد أن نأخذ الحجر معنا
حتى إذا عطشنا ضربنا الحجر بالعصا !!!!

ونسوا
أن هناك ما يتم بالأسباب
وهناك ما يتم بـ "كن"

ولقد انفجرت من الحجر 12 عينا

لماذا ؟

لأن اليهود كانوا يعيشون حياة انعزال
كل مجموعة منهم كانت تسمى سبطا
ولها شيخ مثل شيخ القبيلة
والتآلف بينهم كان صعب للغاية

ثم يقول (قد علم كل أناس مشربهم)
أي كل سبط ذهب ليشرب من مشربه

وذلك الحجر
كان يعطيهم الماء على قدر حاجتهم
فإذا ما شربوا جميعا
ضرب موسى (عليه السلام) الحجر فتوقف

ثم قال (كلوا واشربوا من رزق الله)
فرزق الله في الأكل .. هو المن والسلوى
ورزق الله في الشراب.. هو الماء المتفجر من الحجر

ثم قال (ولاتعثوا في الأرض مفسدين)
العيث: هو شدة الفساد
وأتى بـ (مفسدين) لتكرار المعنى وتأكيدا عليه

ولاحظ أنه قال (في الأرض) وليس (على الأرض)
لأن الإنسان حين يُفسد .. يُفسد في الأسباب التي سخرها الله له
ومعظم هذه الأسباب مرجعها إلى الأرض
كالإفساد في الماء والنبات والحيوان .. وهذه نعم يستعين بها الإنسان للحياة
فإذا كانت الأرض بالأساس مسخرة للإنسان مهادا وسكنا
فأين سيعيش إذا أصبح المهاد فاسدا ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:25 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ
فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا
قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)


هذه الآية الكريمة أيضا من آيات التذكير بنعم الله سبحانه وتعالى
على موسى (عليه السلام) وعلى بني إسرائيل

وقلنا من قبل
إن الطعام الواحد هو (المن والسلوى)
وقلنا إن تكرار نزول المن والسلوى كل يوم
جعل الطعام لونا واحدا

فماذا قال بنو إسرائيل ؟

قالوا (لن نصبر على طعام واحد)
فوصفوا الطعام بأنه واحد .. مع أنه صنفين
لكنه واحد لرتابة نزوله

فالطعام كان يأتيهم من السماء
لكن تعنتهم مع الله جعلهم لايصبرون عليه
فقالوا: ما يدرينا فلعله لا يأتي !
نريد طعاما نزرعه بأيدينا ويكون طوال الوقت أمام عيوننا
وكأن هذه المعجزات ليست كافية
لتعطيهم الثقة في استمرار رزق الله

فلماذا فعلوا ذلك ؟

لأن مشكلتهم .. إنهم يريدون أن يروا
ألم يقولوا لموسى من قبل "أرنا الله جهرة" !!

فماذا طلبوا ؟

قالوا (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض)

وادع لنا ربك: أي اطلب من الله

وانظر غبائهم .. لأنهم قالوا (ربك)
وكأن الرب.. هو رب موسى فقط
وليس ربهم جميعهم

لقد طلبوا من موسى (عليه السلام)
أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض
وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة

فقالوا .. (من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)
علما
إن هذه الأصناف تدل على أن من يأكلها .. هم العبيد !
والمعروف أن آل فرعون استعبدوا بني إسرائيل
فكأن بنو إسرائيل أحبوا حياة العبودية تلك .. واستطعموها
ولايريدون أن يغيرونها

ورغم أن الحق سبحانه وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم
فنزل عليهم المن والسلوى
لكنهم فضلوا طعام الأذلاء على طعام الأعزاء

والبقل هنا.. ليس هو البقول فحسب
بل هو كل نبات لا ساق له
كالخس والفجل والكرات والجرجير
والقثاء: صنف من الخيار
والفوم: هو القمح أو الثوم
والعدس والبصل معروفان

والله سبحانه وتعالى
قبل أن يجيبهم على سؤالهم
أراد أن يؤنبهم

فقال لهم (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)

وحينما تسمع كلمة (استبدال)
فاعلم أن الباء تدخل على المتروك
تقول: اشتريت الثوب بدرهم
يعني أنك أخذت الثوب وتركت الدرهم

إذن
قوله تعالى (الذي هو أدنى بالذي هو خير)
يعني أنهم تركوا الخير وهو المن والسلوى
وأخذوا الذي هو أدنى

والدنو هنا لايعني الدناءة
لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله .. لايمكن أن يوصف بالدناءة
لكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب
ويخلق بالخلق المباشر بكلمة كن فيكون

فكأنهم استبدلوا الرزق المباشر
بالرزق المعتمد على الأسباب

ويبدو أن بنو إسرائيل
لم يجيبوا على هذا التأنيب

فقال لهم الحق (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم)

ولايقال هذا إلا بعد اصرارهم على طلبهم

ونلاحظ هنا أن مصر جاءت منونة فكأنها غير معروفة
فهل هي مصر التي نعرفها
أم هي مصر من الأمصار
أم هي واد غير ذي زرع
لاندري

ثم يقول (وضربت عليهم الذلة والمسكنة)

الذلة: هي المشقة التي تؤدي إلى الإنكسار
ويمكن أن تُرفع عنك بأن تكون في حمى غيرك
فيمنع عنك الأذى

أما المسكنة .. فهي الانكسار في الهيئة

وقد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة
حتى كأنها طُبعت فيهم فأصبحت عليهم بصمة
كما تضرب على النقود بالصور فتطبع أثرا فيها
فكان اليهود يلبسون الملابس القذرة ويقفون في موقف الذل والخزي
لأجل أن لايدفعوا الجزية للمسلمين !

ثم (وباءوا بغضب من الله)
أي غضب عليهم بذنوبهم وعصيانهم
حتى أصبح الغضب من كثرة عصيانهم
كأنه سمة من سماتهم

لماذا ؟

(لأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق)

أي كانوا يكفرون بالنعم ولايشكرون
ويكفرون بالآيات ويشترون بها ثمنا قليلا
ولم يكتفوا بذلك
بل كانوا يقتلون أنبياء الله بغير حق
فهذا كان جزاءهم بما عصوا من أوامر الله
وبما اعتدوا به على ما لايُرضي الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:26 pm

يوسف عمر كتب:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون)


بعد أن تحدث الحق عن بني إسرائيل
وكيف كفروا نعمه
أراد أن يعرض لنا
حساب الأمم التي سبقت أمم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة

فمن هم (الذين آمنوا) هنا ؟

عندما خلق الله آدم عليه السلام
وأنزله ليعمر الأرض
أنزل معه الهدى
كما في قوله (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هدايَ فلا يضل ولا يشقى)

ومفروض أن آدم أبلغ المنهج لأولاده
وهؤلاء أبلغوه لأولادهم
وهكذا

ثم تشغل الناس الحياة
وتطرأ عليهم الغفلة
ويصيبهم طمع الدنيا وجشعها
ويتبعون شهواتهم
فكان لابد من رحمة الله لخلقه
أن يأتي بالرسل ليذكروا وينذروا ويبشروا

الآية الكريمة تقول (إن الذين آمنوا)
أي إيمان الفطرة الذي نزل مع آدم إلى الأرض
وهو إيمان الإسلام لأن آدم عليه السلام .. كان مسلما

وبعد ذلك
جاءت أديان كفر الناس بها
فأبيدوا من على الأرض
كقوم نوح ولوط وفرعون وغيرهم

وجاءت أديان لها أتباع
كاليهودية والنصرانية والصابئية
والله سبحانه وتعالى يريد أن يجمع كل ما سبق
في رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم)

إذن
إن الذين آمنوا أولا
سواء مع آدم أو مع الرسل
الذي جاءوا بعده لمعالجة الأمراض التي وقعت
ثم الذين تسموا باليهود
والذي تسموا بالنصارى
والذين تسموا بالصابئة
فالله تبارك وتعالى يريد أن يبلغهم
لقد انتهى كل هذا

فمن آمن بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فكأن رسالته (صلى الله عليه وسلم) جاءت لتصفية كل المسميات السابقة
وكل إنسان في الكون مطالب بأن يؤمن بمحمد (صلى الله عليه وسلم)
فكل أولئك لابد أن يكونوا مسلمين ولو اختلف مسمى دينهم
ومن أتى بعد أولئك فلابد أن يكون مسلما مؤمنا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)

كما تدل الآية
على أن الذين لم يؤمنوا بهذا الدين
فهم في خوف.. وهم في حزن يوم القيامة
والله سبحانه هو من سيفصل بينهم

ثم يقول (مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)
لأن من مقتضيات هذا الدين أن تؤمن بالله واليوم الآخر
وأنت حينما تطعن في الإيمان باليوم الآخر
فقد طعنت في الدين

(وَعَمِلَ صَالِحًا).. لأن الإيمان بدون عمل صالح
لا فائدة منه

وأنت حين تحقق معنى الإيمان بالله
وحين تحقق معنى الإيمان باليوم الآخر
فتكون من المتقين لعذاب الله
بالابتعاد عن ما نهى الله
والإتيان بكل ما أمر الله
فكيف لا يكون (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ )

والأجر يأتيك من عند الله
وليس من عند وسيط لما عند الله

والأجر يأتيك من ربك
الذي خلقك
وأنعم عليك
ورباك وهداك وحماك وثبّتك
فلابد أن يكون ذلك الأجر ممن يحبك سبحان الله

ثم يقول (وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون)
فنفى عنهم الخوف وهو المكروه المستقبلي أولا
ثم نفى عنهم الحزن وهو الشعور بالمكروه الحاضر
فإذا كان بلا خوف .. فهم في أمن
وإذا كانوا بلا حزن .. فهم في سرور

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:27 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ
خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)


يمتن الله سبحانه وتعالى مرة أخرى
على بني إسرائيل
بالنعم التي انعم بها عليهم
ويذكرهم بجحودهم بها

ولو نلاحظ
أن القرآن الكريم حينما يتكلم عن اليهود
يتكلم عنهم بالخطاب المباشر
فهم الذين عاصروا نزول القرآن
وهم الذين أخذ الله تبارك وتعالى عليهم الميثاق
وهؤلاء
مخاطبون بمراد آبائهم وأجدادهم الذين عاصروا موسى (عليه السلام)

فكان على كل جد أو أب
أن يبلغ ذريته على ما أنتهت إليه قضية الإيمان

لماذا ؟

لأن الحق سبحانه وتعالى
حين يتمن عليهم أنه أهلك فرعون وأنقذهم
يمتن عليهم لأن أنقذ آبائهم من التذبيح
ولولا أنه أنقذ أولئك الآباء
لما وصل اليهود لعصر محمد (صلى الله عليه وسلم)

إذن
كل إمتنان على اليهود في عهد موسى (عليه السلام)
هو إمتنان على ذريتهم في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

والحق سبحانه وتعالى قد أخذ على أولئك الآباء الميثاق
ولولا هذا الميثاق ما آمنوا
ولا أمنت ذريتهم

ثم يقول (ورفعنا فوقهم الطور)
فبعد أن نجوا وأغرق الله فرعون وأتباعه
ذهب موسى (عليه السلام) لميقات ربه ليتلقى عنه التوراة
فعبد بنو إسرائيل العجل
وعندما عاد موسى بالتوراة والألواح
وجدوا في تعاليمها مشقة
وقالوا نحن لا نطبق هذا التكليف لأن أنفسهم لا تطيقه
مع أن الحق سبحانه وتعالى
لايكلف نفسا إلا وسعها

وبعض الناس ليومنا هذا
تظن كما ظن بنو إسرائيل
أن تكليف الله للعباد .. ليس في وسعهم
أو أن العصر اليوم لم يعد يحتمل
أو أن ظروف الدنيا وسرعة الحركة لاتتناسب مع تكاليف القرآن

وهنا
علينا أن نطرح سؤالا

هل الذي كلفك قديما هو نفسه ؟
الجواب نعم

طيب

أليس الذي كلفك يعلم أن في وسعك أن تؤدي التكليف وقت نزوله
وبعد آلاف السنين من نزوله
وحتى قيام الساعة ؟!!!

على العكس
بل أن هناك أناسا لدرجة ما عشقوا التكليف
زادوا منه نوافلا !

فالحق قد فرض عليك الصلاة
وهناك من يزيدها نوافل

والحق قد فرض عليك صيام رمضان
وهناك من يزيده تطوعا

والحق قد فرض عليك الزكاة
وهناك من يزيدها صدقات

وهذا معناه
أن التكاليف التي أمر الله بها
هي في مقدور البشر
بدليل أن هناك من يزيد عليها

لذلك
لم يرغم الحق سبحانه وتعالى أحدا على التكليف
وهو القاهر فوق عباده
وهو القادر على أن يصيبهم بعذاب من عنده

لكن بني إسرائيل رفضوا التكليف
رغم أنهم خارجون للتو من أعظم معجزة بحرية وهم ينظرون

ولسوء أدبهم مع الله
رفع الله فوقهم جبل الطور
وأجبرهم على القبول

ولما رأى بنو إسرائيل الجبل فوقهم
سجدوا خوفا على الأرض
وسجودهم دليل على أنهم قبلوا المنهج
لكنهم كانوا وهم ساجدون
ينظرون إلى الجبل فوقهم خشية أن يطبق عليهم
ولذلك نجد سجود اليهود حتى هذا اليوم
على جهة من الوجه
بينما الجهة الأخرى تنظر إلى أعلى
وكأنهم لازالوا على الصورة التي حدثت لهم أيام الكليم !

ثم يقول (خذوا ما آتيناكم بقوة)
والأخذ مقابل العطاء
أنت تأخذ من معط
والتكليف أخذ من الله حتى تعطي به حركة صلاح في الكون

إذن
كل أخذ لابد أن يأتي منه عطاء
فأنت تأخذ من الجيل الذي سبقك
وتعطي للجيل الذي يليك
لكنك لاتعطيه كما هو بل قد تضيف عليه
وهذه الإضافة
هي التي تصنع الحضارات

وقوله تعالى (بقوة)
اي لا تأخذوا التكليف بتخاذل
بل خذه بقوة وعزم وإرادة ويقين
لتعطي بقوة وعزم وإرادة ويقين
فما فيه هو النفع الخالص
لأنه من الله

ثم يقول (وأذكروا ما فيه لعلكم تتقون)
أي أذكروا ما فيه المنهج وطبقوه
لأنه يعالج كل قضايا الحياة
واعرفوا حكم هذه القضايا فلا تظالموا
لعلكم تتقون
فتطيعون الله وتتقون عذابه وعقابه يوم القيامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:27 pm

يوسف عمر كتب:
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

بعد أن بين الله لنا
كيف أمر اليهود بأن يتذكروا المنهج ولا ينسوه
وكان مجرد تذكرهم للمنهج
يجعلهم يؤمنون بالإسلام وقت سماعهم القرآن
وبرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إضافة إلى أنه مكتوب عندهم في التوراة
ومذكورة أوصافه

فماذا فعل اليهود ؟!

يقول الحق سبحانه (ثم توليتهم من بعد ذلك)
أي أعرضتم عن منهج الله
ونسيتموه
ولم تلتفتوا إليه

ثم يقول (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)

فما هو الفضل .. وماهي الرحمة ؟

الفضل هو الزيادة عما تستحق
يقال: هذا حقك وهذا فضل مني
أي زيادة على حقك

وعن عائشة (رضي الله عنها)
عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
"سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لايُدخل أحدا الجنة عمله
قالوا: ولا أنت يارسول الله ؟
قال: ولا أنا .. إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة"


فإذا تساءلت كيف يتم هذا ؟
وكيف أنه لا أحد يدخل الجنة بعمله؟

نقول: نعم
لأن عمل الدنيا كله لايساوي نعمة من نعم الله على خلقه
فأنت تذكرت العمل ولم تتذكر الفضل
وكل من يدخل الجنة فبفضل الله سبحانه وتعالى
حتى الشهداء الذين أعطوا حياتهم وهي كل ما يملكون في الدنيا
يقول الحق عنهم

(فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم)

فإذا كان هؤلاء الشهداء وهم في أعلى مراتب الجنة
قد دخلوا الجنة بفضل الله
فما بالك بالذين هم أقل منهم أجرا ؟!!

لذلك
فالله سبحانه وتعالى له فضل على جميع عباده
كما يقول في آية أخرى (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون)

أما الرحمة
فهي التي فتحت طريق التوبة لغفران الذنوب
والله سبحانه يريد أن يلفتنا
إلى أنه لولا هذا الفضل على بني إسرائيل
ولولا أنه فتح لهم باب الرحمة والمغفرة
ليعودوا مرة أخرى إلى ميثاقهم ومنهجهم

لولا هذا لكانوا من الخاسرين
لكن الله سبحانه بفضل منه ورحمة
قد قادهم إلى هذا الدين
الذي حفظه بقدرته من التحريف
فرفع عنهم عبء حفظ الكتاب
وما ينتج عن ذلك من حمل ثقيل في الدنيا
ورحمهم برسول (صلى الله عليه وسلم) الذي أرسله رحمة للعالمين
وأعطاهم فضل هذا الدين الخاتم
الذي حسم قضية الإيمان في هذا الكون
ومع هذه الرحمة وهذا الفضل
بأن نزل إليهم في التوراة أوصاف النبي المنتظر
وموعد بعثه
ففتح لهم بابا حتى لايخسروا الدنيا والآخرة
لكنهم تركوا هذا الباب وتولوا عنه
كما تولوا عن دينهم من قبل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:28 pm

يوسف عمر كتب:
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)

بعد أن بين الله سبحانه لنا
كيف أنه فتح باب الفضل والرحمة لليهود فتركوه
أراد أن يبين لنا بعض الذي فعلوه
في مخالفة أوامر الله والتحايل عليها

لأن الحق سبحانه له أوامر في الدين
و أوامر تتعلق بشؤون الدنيا
وهو سبحانه يحب لنا أن نأخذ أوامره جميعها بمحمل الجد
وأن لا نفضّل أمرا على أمر
كما في قوله

(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون
فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)


فهذان أمران
أحدهما في الدين والثاني يتعلق بالدنيا
وكلاهما من منهج الله
فالله لايريدك أن تتاجر وتعمل وقت الصلاة
ولا أن تترك عملك بلا داع وتبقى في المسجد بعد الصلاة

فإذا نودي للصلاة.. فإلى المسجد
وإذا قضيت الصلاة .. فإلى السعي للرزق

وهناك يومان ذُكرا في القرآن .. الجمعة والسبت
والجمعة هي عيد المسلمين الذي شرع فيه اجتماعهم في المساجد

ولو لاحظنا
أن الأحد يُنسب إلى الواحد
والاثنين .. ينسب إلى الاثنين
والثلاثاء .. إلى الثلاثة
والأربعاء .. إلى الأربعة
والخميس .. إلى الخمسة
فكان من الطبيعي .. أن يأتي الجمعة باسم السديس ليرمز إلى الستة
لكنه أتى باسم الجمعة

لماذا ؟

لأنه اليوم الذي اجتمع فيه للكون نظام وجوده
فسماه الله تبارك وتعالى الجمعة
وجعله لنا عيدا
فهو يوم اجتماع نعمة الله في إيجاد الكون وتمامها

وقد خلق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض في ستة أيام
وكان تمام الخلق يوم الجمعة
وفي اليوم السابع وهو السبت
كان كل شيء قد استقر وفرغ
فلما أراد اليهود يوما للراحة
اعطاهم الله يوم السبت
وأراد أن يبتليهم في هذا اليوم
والابتلاء هو امتحانهم
فقد كانوا يعيشون على البحر
وعملهم كان صيد السمك

فكان الإبتلاء
أن حرم الله عليهم العمل في هذا اليوم
ثم جعل الله الحيتان التي يتصطادونها تأتي إليهم
وقد كانوا يبحثون عنها طوال الإسبوع ولايجدونها
فأصبحت فتنة لهم

ثم إذا جاء صباح الأحد
اختفت بعيدا

فماذا فعلوا ؟

لقد احتالوا على الله
سبحانه وتعالى
جعلوا لهم حياضا عميقا كالحفرة يوم السبت
فدخلت الأسماك فيها
ولكونها عميقة فلم يستطع الأسماك الخروج منها
فتركوها لليل
ثم اصطادوها صباح الأحد

وقصة السبت والحيتان هذه
معروفة حتى عند اليهود
يعلمها الأجداء للآباء
والآباء للأحفاد

لذلك حين يقول (ولقد علمتم)
أي أن القصة هذه معروفة عندكم يا بني إسرائيل

ثم يقول (الذين اعتدوا منكم في السبت)
ولو لاحظنا أنهم جمعوا الأسماك يوم الأحد
لكن الحيلة كانت يوم سبت
ولأنهم احتالوا على الله .. فقد اعتدوا على حكم الله
أي تجاوزا الحد المرسوم لهم
فتظاهروا بالطاعة وهم عاصون
وحسبوا أنهم يستطيعون خداع الله بأنهم طائعون
وصدر حكم الله عليهم (فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)

وعادة
أنك لاتأمر إنسانا أمرا
إلا إذا كان في قدرته أن يفعل
والأمر هنا .. أن يكون قردة !
فهل يستطيعون تنفيذه ؟!
وأن يغيروا خلقتهم إلى قردة ؟!

ذلك أمر
في مقدرة الله وحده
فكيف يقول لهم كونوا قردة ؟!

والجواب على هذا الإشكال
هو أن أمر الله لهم بـ (كونوا) .. أي أنهم أصبحوا
أي بمجرد أن قال لهم (كونوا قردة) .. أصبحوا قردة
قبل أن ينتبهوا أصلا إلى أنهم أصبحوا قردة !
فكأن المسخ قد تم
وهم لايدرون

ثم انقرضوا
لأن الممسوخ لايتناسل

لكن
لماذا اختار الله لهم
أن يكونوا قردة ؟

لأن القرد هو الحيوان الوحيد الممفضوح العورة دائما
ولايتأدب إلا بالعصا
واليهود لم يقبلوا المنهج إلا بعد أن رُفع فوقهم الطور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:28 pm

يوسف عمر كتب:
(فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)

يريد الله تبارك وتعالى
أن يلفتنا إلى أنه بعد أن جعل المسخة الخلقية والأخلاقية لليهود
بقوله (فجعلناها نكالا لما بين يديها) أي ما معها
(وما خلفها) أي ما بعدها
والنكال: هو العقوبة الشديدة
والعقوبة لابد أن تنشأ عن تجريم أولا
فهذا هو المبدأ الإسلامي والمبدأ القانوني
فرجال القانون يقولون لا عقوبة إلا بتجريم ولاتجريم إلا بنص
قبل أن تعاقب لابد أن تقول إن هذا الفعل جريمة وعقوبتها كذا وكذا
وفي هذه الحالة عندما يرتكبها أي إنسان يكون مستحقا للعقوبة
وما دام هذا هو الموقف فلابد من تشريع

والتشريع ليس معناه أن الله شرع العقوبة
ولكن معناه محاولة منع الجريمة بالتخويف
حتى لايفعلها أحد
فإذا تمت الجريمة
فلابد من توقيع العقوبة
لأن توقيعها عبرة للغير ومنه له من ارتكابها
وهذا الزجر يسمى نكولا
ومنها النكول في اليمين أي الرجوع فيه

إذن فقوله تعالى (وجعلناها نكالا)
اي جعلناها زجرا وعقابا قويا
حتى لايعود أحد من بني إسرائيل إلى هذه المخالفة

(نكالا لما بين يديها)
أي عقوبة حين يرويها الذين عاصروها
تكفي لكيلا يقتربوا من هذه المعصية أبدا
وتكون لهم موعظة لاينسونها

(وما خلفها)
يعني جعلناها تتوارثها الأجيال من بني إسرائيل جيلا بعد جيل

(وموعظة للمتقين)
أي موعظة لكل الناس الذين سيبلغهم الله تبارك وتعالى بما حدث من بني إسرائيل
وبما عاقبهم به
حتى يقوا أنفسهم شر العذاب يوم القيامة

على أننا لابد أن نلفت الإنتباه
إن المبدأ أولا

(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)

أي أن الرسول يأتي أولا ليجرّم هذه الأفعال
فإن ارتكبها أحد من خلق الله
حقت عليه العقوبة

ومن هنا
فإن كل ما يقال عن قوانين بأثر رجعي
مخــــــــــــــــــالف لشريعة الله تعالى
وعدله
فلايوجد في الإسلام عقاب بأثر رجعي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:29 pm

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)

يقول الحق في بداية الآية (وإذ)
يعني وأذكروا

(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
ولم يقل لماذا أمرهم أن يذبحوا البقرة
وعلينا أن نقرأ باقي الآيات لكي نعلم سبب ذبحها

والإيمان
يجعل المؤمن يتلقى الأمر من الله طائعا
عرف علته أم لم يعرف
ويقوم بتنفيذه لأنه صادر من الله
بل أن علة حدوثه هي الإيمان بالله

ولذلك
فإن الحق سبحانه وتعالى
يبدأ كل تكليف بقوله (يا أيها الذين آمنوا)
أي يا من آمنت بالله ربا وإلها وخالقا
خذ عن الله وافعل لأنك آمنت بمن أمرك

وفي هذه الآيات التي نحن بصددها
أراد الله أن يبين لنا ذلك
فجاء الأمر أولا بذبح البقرة
ليختبر قوة إيمان بني إسرائيل

فإذا بهم يساومون ويتباطئوا
وليس ذلك فحسب
بل هم مستعدين ليفعلوا أي شيء ليبطلوا التكليف
فاتهموا موسى (عليه السلام) بالاستهزاء
كأن المشكلة التي وقعت بهم لايمكن حلها بذبح بقرة

وعندما سمع موسى (عليه السلام) كلامهم
ذُهل
فهل هناك نبي يهزأ بتكليف من تكليفات الله عز وجل ؟!
أو هل ينقل نبي الله لهم أمرا من أوامر الله تعالى .. على سبيل الهزل ؟!
وهنا
عرف موسى (عليه السلام)
أن هؤلاء اليهود جاهلون
جاهلون بربهم وبرسولهم وبآخرتهم
وأنهم يحاولون أن يأخذوا كل شيء بمقاييسهم
وليس بمقاييس الله تعالى

فاتجه إلى السماء
يستعيذ بالله من هؤلاء الجاهلين
الذي يأتيهم اليسر فيريدونه عسرا
ويأتيهم السهل فيريدونه صعبا
ويطلبون من الله أن يعنتهم وأن يشدد عليهم
وأن يجعل كل شيء في حياتهم شاقا معقدا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:29 pm

يوسف عمر كتب:
(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ)

كان سؤالهم يبين نقص درجة الإيمان عندهم
لم يقولوا ادع لنا ربنا
بل قالوا ادع لنا ربك
وكأنه رب موسى وحده

ولقد استمر الحوار بينهم وبين موسى (عليه السلام) لفترة طويلة
يوجهون السؤال لموسى فيدعو الله فيأتيه الجواب
فبدلا أن ينفذوا الأمر وتنتهي المسألة
يوجهون سؤالا آخر
فيقطع عليهم الحق أسباب الجدل
بأن يعطيهم أوصافا لبقرة لاتنطبق إلا على بقرة واحدة

ونأتي إلى أسئلة بني إسرائيل (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي)
سؤال لا معنى له ولا محل
لأن الله قال إنها بقرة
ولم يقل مثلا إنها حيوان على إطلاقه

ثم قال (إنها بقرة لا فارض ولا بكر)
الفارض في اللغة هو الواسع
والمراد به بقرة غير مسنة

لكن
ما العلاقة بين سن البقرة والواسع ؟

البقرة تتعرض للحمل كثيرا وأساسا هي للبن والإنجاب
وما دامت قد تعرضت للحمل كثيرا
يكون مكان اللبن فيها إتساع
أي أن بطنها يزداد اتساعا مع كل حمل جديد
وعندما يكون بطن البقرة واسعا
يُعرف عنها أنها مسنة
وولدت كثيرا
وصارت فارضا

وكلمة (بِكر) لها معان متععدة
منها أنه لم يطأها فحل
ومنها أنها بكر ولدت مرة واحدة
ومنها أنها ولدت مرارا لكن لم يظهر ذلك عليها لأنها صغيرة السن

وقوله تعالى (عوان بين ذلك)
يعني وسط بين هذه الأوصاف كلها

ثم يقرعهم الحق بعد ذلك فيقول (فافعلوا ما تؤمرون)
يعني كفاكم مجادلة
ونفذوا أمر الله
واذبحوا البقرة

لكنهم لم يسكتوا
يريدون الجدل ليبطلوا التكليف
فغيروا صيغة السؤال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:30 pm

يوسف عمر كتب:
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)


نلاحظ أن موسى (عليه السلام) لما أجاب عليهم بتحديد سن البقرة
فكأنه فتح لهم بابا آخر ليجادلوا فيه
و بدل أن يشكروه على ذلك
إذا بهم يستغلون هذه الفرصة
ويغيروا السؤال

فقالوا بنفس صيغة الجهل (ادع لنا ربك) وليس ربنا
وطلبوا أن يصف لهم لونها

قال: إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين
والصفرة لون من الألوان
فاقع لونها أي صفرة شديدة
تسر الناظرين أي صفرتها زاهية مبهجة

واللون الأصفر لأنه مذكور في الوصف
فهذا يعني أنه لون معروف لهم
إذ لايمكنك تحديد لون للسامع ما لم يكن قد رآه من قبل

ويبدو أن الجواب الأول لم يكفهم
ولأنهم أهل عناد ومكابرة
عادوا إلى السؤال الأول (ما هي)

وكانت الحجة إن البقر يتشابه عليهم
وصفرة الأبقار كثيرة حولهم ويريدون التأكد
ولأنهم خجلوا من أنفسهم فقالوا: إن شاء الله لمهتدون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد
موقوف بأمر المدير
محمد


نقاط : 460
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 23, 2018 11:31 pm

يوسف عمر كتب:
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا
قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ)


قال لهم: إن من صفات البقرة إنها لا ذلول

فما هو الذلول: هو المروض الممرن الذي ينساق لمهمته

بمعنى أن البقرة لم تروض من قبل
ولم تسق الأرض بالماء من قبل
ولم تحرث من قبل

مسلمة من كل العيوب (لا شية فيها)
ولا بقع في جلدها
ولا ضعف في بدنها ولا لونها

لكنهم قالوا قولا غريبا
قالوا: الآن جئت بالحق

سبحان الله !!!

وكأن موسى (عليه السلام) كان يتقول عليهم من تلقاء نفسه !
وكأن أوصاف البقرة من قبل لم تكن من الحق !
وكأنهم كانوا يتلقون الأوامر من المكلف وليس من المشرّع !

لأن المشرع لم يقل إلا اذبحوا بقرة !

فماذا حدث بعد ذلك ؟

(فذبحوها وما كادوا يفعلون)

أي ذبحوها عن كره !

أي لم يريدوا حقيقة أن يذبحوا البقرة !

وأنت حين تسمع الحق سبحانه وتعالى يقول في آيات أخرى .. سارعوا .. سابقوا
فحبك للمشرّع (الله) يتناسب طرديا مع تطبيق أوامره
وهذا يمكن مشاهدته بسهولة حينما تكلف أي شخص بمهمة
فإن كان يحبك
فسوف يسرع بتنفيدها حتى لو لم تطلب منه ذلك

كما أن ذبح البقرة (أي بقرة)
أسهل عليهم من ذبح بقرة بأوصاف صعبة قد يكون من النادر إيجادها

لكن اللطيف في الموضوع
أن الحق سبحانه وتعالى حين يُحكّم مراد قضاءه بين البشر
فإن ذلك القضاء هو نسيج محبوك بين ملايين الخلق
فكونك تأخذ من (س) وتعطي (ص)
فأنت قد تدخلت بقضاء الاثنين معا شئت أم أبيت

بمعنى
أن بني إسرائيل حين شددوا على أوصاف البقرة
شدد الله عليهم
وهذا يعني ان البقرة المطلوبة أصبحت نادرة
وإذا كانت نادرة فهذا يعني أن صاحبها سوف يتحكم في سعر البيع
لأنها مطلوبة في قضية مصيرية تهم السكان

فما قصة البقرة ؟

يحكى أنه كان هناك رجلا صالحا في بني إسرائيل
ومعنى صالحا أي يتحرى الحلال والحرام
وقد حضرته الوفاة
وكان عنده عجل .. وزوجة .. وابن
وكان يخشى أن يضع العجل عند الناس فيسرقونه
ولايردوه لولده عند الكبر

فلم يجد أأمن من يد الله .. سبحان الوكيل

فقال: اللهم إني استودعك هذه لولدي !

ثم اطلقها الرجل في المراعي
ولم يربطها
ولم يوصي عليها أحد
لكنه أخبر امرأته بما فعل
ثم مات

ولما كبر الولد
قالت له أمه: إن أباك قد استودع بقرة لك في البرية

فتعجب الولد وقال: وكيف أجدها يا أمي وأين أبحث عنها ؟

قالت: ألا تكون كأبيك ؟ أبيك توكل فاستودع.. وأنت توكل لتسترد !

فذهب الولد إلى البرية
وبدأ بالدعاء ثم قال: اللهم إن أبي قد استودعك بقرة فرد علي وديعتي

فإذا بالبقرة تأتي من بين الأحراش
وهي ترد يد كل من يحاول الامساك بها

فلما دخل الولد على أمه
شاهدها البعض من بني إسرائيل
فالبقرة فيها المواصفات المطلوبة
فطلبوا منه بيعها بأرخص الأثمان
فقال: لا أبيع حتى استشير أمي
فذهب ليستشير أمه فرفضت

فزادوا الثمن
فقال: انتظروا حتى استشير أمي
فرفضت

فزادوا الثمن
وبقي الحال كذلك
حتى دفعوا فيها مليء جلدها ذهبا

فانظر كيف خلق الله لبني إسرائيل الظرف
كي يدفعوا المال الوفير في هذه البقرة
لتنتفع بها عائلة هذا الصالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الودق
مشرفة
الودق


نقاط : 3535
السٌّمعَة : 51
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالخميس مايو 24, 2018 3:10 am

يوسف عمر كتب:
(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)


هنا هزة إيمانية جديدة
في قصة جديدة تخص ولدا آخر

وهي أنه كان هناك رجل ليس له وارث إلا ابن عمه
واستبطأ الولد الأجل
فقرر قتل عمه ليستحوذ على المال
لكن الولد لم يكتف بالموروث فقط
بل قام بوضع جثة القتيل في القبيلة المجاورة
ليأخذ الدية أيضا !

(انظر الفرق بين الولدين)

فقال الولد: أنتم قتلتم عمي فاعطوني الدية

ولهذا يقول الحق.. وإذ قتلتم نفسا فادرائتهم فيها

يعني كل واحد منكم يحاول يدفع الجريمة عن نفسه
وليس من الضروري أن يتهم أحدا غيره
المهم أن يدفعها عن نفسه

ولم يكن هناك تشريعا قد نزل في التوراة لمعرفة الحل في تلك القضية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الودق
مشرفة
الودق


نقاط : 3535
السٌّمعَة : 51
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالخميس مايو 24, 2018 3:11 am

يوسف عمر كتب:
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)


لكن الله يريد شيئا آخر
يرد به على جحود بني إسرائيل

فقال لهم .. اضربوه ببعضها

واضربوه تعود على القتيل

ببعضها: يعني ببعض البقرة

وكان من المنطقي
أن يضرب جزء من حي
بجزء من بميت
ليحيا

لكن الذي حصل
إنه ضُرب جزء من ميت (بقرة)
بجزء من حي (القتيل) ليحيا

لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يعلمهم طلاقة القدرة
فالميت لايحتاج لحي من الأحياء .. ليعيش
بل يحتاج حصرا لقدرة الله

لذلك قال (وكذلك يحيي الله الموتى)
لان الله لايحتاج لسبب
لا لقتيل
ولا لبقرة
ولا لبشر
ولا لجن
ولا لمخلوق

إنما بكن ... فيكون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الودق
مشرفة
الودق


نقاط : 3535
السٌّمعَة : 51
تاريخ التسجيل : 19/05/2018

 سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقــــرة     سورة البقــــرة	 - صفحة 2 Emptyالخميس مايو 24, 2018 3:13 am

يوسف عمر كتب:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)


هذه القصص المذكورة في القرآن الكريم
إنما جاءت لتثبيت نفسه (صلى الله عليه وسلم)

لذلك
بعد أن عرض الحق سبحانه القصة والعلة في القصة
قال مخاطبا بني إسرائيل: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك

والقسوة: هي الغلظة والجفاف وعدم اللين

فكان المفروض على بني إسرائيل
بعد كل تلك الآيات التي تقدمت
أن تلين قلوبهم
وأن تتطمئن لهذا الخالق الذي أنعم هذه النعم المتعددة
لكن
لا زال الشك في نفوسهم رغم كل ما حدث

فقست قلوبهم
والقلب هو موطن الرقة
وموطن الرحمة
وموطن العطف

ولو لاحظنا أن القلب يذكره الله دائما في قضية الإيمان
لأن القلب حين يُعمر باليقين
فكل قطرة دم تمر فيه تذهب إلى جارحة من الجوارح
تكون خميرة الإيمان فيها شائعة في كل البدن

وإذا كانت القلوب قد قست
فلا طمع أن تلين
لأن الذي وصفها بتلك القسوة
هو من خلقها

ثم يقول: فهي كالحجارة أو أشد قسوة
والحجارة هي الشيء القاسي الذي تدركه حواسنا
وهو شيء مألوف لهم جميعا
لأن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة
وهنا هي لاتنظر إلى طبيعتها التكوينية من اللين والتدبر

وبذلك
فقسوة القلوب مناقضة لمهمتها

وأن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار
وأن منها لما يشقق فيخرج منه الماء
وأن منها لما يهبط من خشية الله
فالحجارة أفضل منهم

فكان من المفروض أن تلين قلوبهم لذكر الله
خاصة وأنهم شاهدوا تفجر الماء من الحجارة من قبل

فما الفرق بين تفجر الماء من النهر .. وتشقق الماء منه ؟

شق الحجر بالماء: يعني أنت تذهب للماء كي تشرب

بينما تفجر الحجر بالماء: يعني الماء يأتي لعندك مسخرا طائعا
وهذا عطاء متعدد

لكن من ختم الله على قلبه وسمعه ماذا تستطيع أن تفعل له
وما الله بغافل عما يعملون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة البقــــرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 11انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 9, 10, 11  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» شرح سورة الجن سورة الجنِّ
» سورة الماعون
» سورة البلد
» سورة المزمل
» سورة الـــنمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عباد الرحمن الإسلامي الاجتماعي :: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ :: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "-
انتقل الى: