سورة آل عمران

موضوع: سورة آل عمران الأربعاء مايو 23, 2018 5:30 pm

رند الناصري كتب:: سورة آل عمران

(الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)

سورة البقرة وآل عمران
قال عنهما (صلى الله عليه وسلم)

"يؤتى بالقرآن وبأهله الذين يعملون به
تقدمهم سورة البقرة وآل عمران"

سورة البقرة جاء فيها أحكام كثيرة
وجاء فيها الكلام عن الزمرة الأولى من أهل اليهود
ففضحتهم
وفضحت احوالهم وسرائرهم
وبينت ما أنطوت عليه نفوسهم من مكر وخبث وخديعة

وجاءت آل عمران تجادل الزمرة الثانية
تجادل النصارى فيما زعموه
في شأن عيسى بن مريم (عليهما السلام)

سورة آل عمران نزلت بالمدينة وكذلك البقرة
وهي كنز
وقد روى البخاري ومسلم

عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ
قال : (فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ
اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ
ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ
ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ
ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي)

وسبب نزول السورة
أن وفدا من نصارى نجران كانوا 60 راكبا
قدموا إلى المدينة
ومنهم 3 نفر يستمعون إليهم

فقدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
ودخلوا مسجده حين صلى العصر
عليهم ثياب الحبرات جباب وأردية

فلما حانت صلاتهم
فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) !!!

فقال (صلى الله عليه وسلم)

" دعوهم . فصلوا إلى المشرق"

ولما انتهيا قام اثنان منهما
فقال لهما (صلى الله عليه وسلم) .. "اسلما"

فقالا: قد أسلمنا قبلك

فقال (صلى الله عليه وسلم)

"كذبتما ، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير"

قالا: إن لم يكن عيسى ولدا لله ، فمن أبوه ؟

وخاصموه جميعا في عيسى

فقال لهم (صلى الله عليه وسلم)

"ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه ؟ "

قالوا : بلى

قال (صلى الله عليه وسلم)

"ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت ، وأن عيسى يأتي عليه الفناء ؟

قالوا : بلى

قال (صلى الله عليه وسلم)

"ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه ؟ "

قالوا : بلى

قال (صلى الله عليه وسلم)

"فهل يملك عيسى من ذلك شيئا ؟ "

قالوا : لا

قال (صلى الله عليه وسلم)

"فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ، وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث "

قالوا : بلى

قال (صلى الله عليه وسلم)

"ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها
ثم غذي كما يغذى الصبي ، ثم كان يطعم ويشرب ويحدث ؟ "

قالوا : بلى

قال (صلى الله عليه وسلم)

"فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ "

فسكتوا
فأنزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران
إلى بضع وثمانين آية منها

وأصروا على الجحود والعناد
ثم بعد ذلك حدثت المباهلة
حين دعاهم (صلى الله عليه وسلم) لها
وسنتحدث عنها فيما بعد

فنزلت هذه السورة .. تجادل النصارى

ألم ... حروف مقطعة
وهي آية من الآيات
وفيها سر من أسرار الله فلا تطلبوه
لأنها من المتشابه
الذي استأثر الله فيها بعمله

الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. الله اسم الذات
ولايطلق على سواه
لا إله إلا هو .. لأنه المستحق للإلوهية
المنفرد بالربوبية
لم تسبق حياته عدم
ولا تلحق حياته عدم
القيوم .. القائم على كل نفس بما كسبت
القائم بحفظ ما به قيام الخلائق

رند الناصري كتب:: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ)

نزّل عليك الكتاب .. مع وجود الشدة على الزاي
نزّل.. أي نزل عليك القرآن على مراحل
وسماه الكتاب .. لتشريفه وتعظيمه
ولأنه قد جمع كل ما في الكتب السابقة

بالحق .. بالعدل والصدق
لا شك فيه ولا ريب

مصدقا لما بين يديه .. ليس مخالفا
لما سبقه من الكتب الأصلية
ومهيمنا عليها

وأنزل التوراة والإنجيل .. هنا استخدم الفعل بدون الشدة
لأن التوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة

والتوراة تعني النور
مصداقا لقوله تعالى
(ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وهدى للمتقين)

والإنجيل من النجل
والنجل هو الأصل
فنجل الشيء أصله
أو من النجل وهو السعة في العين كقولك نجلاء
وكان فيه السعة والرحمة
فأحل لهم الطيبات التي حرمت عليهم
ووضع عنهم إصرهم التي كانت عليهم
لكنهم أبوا
وكادوا أن يقتلوه لولا أن رفعه الله

رند الناصري كتب:: (مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)

من قبل هدى للناس .. من قبل أي من قبل أن ينزل القرآن
والناس هم الناس في زمان التوراة والإنجيل

وأنزل الفرقان .. الفرقان هو الذي يفصل بين الحق والباطل
وهو يشمل جميع الكتب السابقة بما فيها الزبور وصحف إبراهيم
وقيل إنه القرآن الكريم للتخصيص
تشريفا له وتمييزا عن الكتب السابقة
فهو يشاركها في كونه وحيا من السماء
لكنه يفرق بين المحق والمبطل

إن الذين كفروا بآيات الله .. بعد ذكر التوحيد
والدلالة على أن الله حي لايموت
قيوم لاينام
وبعد ذكر صدقه (صلى الله عليه وسلم)
والإيمان بالله وبالرسل
فيذكر الذين كفروا بآيات الله

لهم عذاب شديد .. وهذا الوصف من الله
ولك أن تتخيل كيف تكون شدته
لأن الواصف عظيم

والله عزيز ذو انتقام .. فهو قوي لا غالب لأمره
ذو انتقام أي ذو عقوبة

رند الناصري كتب:: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء)

لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
لأنه عالم بالكليات
وعالم بالجزئيات

وقدم الأرض على السماء
ترقية من الأدنى إلى الأعلى

ولأن أهل الأرض مكلفون ومحاسبون
على إيمان أو كفر
وعلى شكر أو جحود

أما أهل السماء فطائعون
لايعصون الله ويفعلون ما يؤمرون

رند الناصري كتب:: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

دليل على القوامة
بعد أن ساق الدليل على أنه حي
فهو يصورنا في الأرحام في يشاء

صور الشيء .. جاءت من صار
صار الشيء إلى كذا
فالتصوير خلق الشكل واتصال الأعضاء
وإيجاد الهيئة فيكون شبه معين على سبيل المثال

في الأرحام .. جمع رحم
وسمي رحما من الرحمة
لأن به يتم التراحم بين الناس والصلة

كيف يشاء .. من بياض وسواد
حسن وقبح
ذكورة وانوثة
طول وقصر
شقي وسعيد
لأنه قائم على كل شيء

لا إله إلا هو .. لا مستحق للإلوهية سواه
هو الإله الواحد الفرد الصمد

العزيز الحكيم .. عز في ملكه وأتقن في صنعه
سبحانه
فلا مثيل له ولا شبيه
لا يُنال ولا يُدرك ولا يُقهر
والحكيم من الإحكام والإتقان
ولاتخلو أموره عن الحكمة وإن خفيت عن ذوي الألباب

رند الناصري كتب:: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)

هو الذي أنزل عليك الكتاب .. تصديق لرسوله (صلى الله عليه وسلم)
والشهادة له
والكتاب هو القرآن الكريم

منه آيات محكمات هن أم الكتاب .. المحكم هو المتقن
الذي لا خلل فيه ولا إشتباه
أم الكتاب يعني أصل الآيات
أي يُرجع إليها في الحلال والحرام

وآخر متشابهات .. لاتشبهها في الصيغة
بل من الاشتباه والاحتمال
وهي ما أشتبه على الإنسان فهمه كونه يحمل معان عديدة

فأما الذين في قلوبهم زيغ .. الزيغ هو الميل

يتبعون ما تشابه منه .. يتتبعون المتشابهات في القرآن
يبحثون عنها

ابتغاء الفتنة .. الابتغاء هو الطلب بشدة وباجتهاد
كي يفتنون الناس في دينهم
ويخلطون عليهم
ويلبسوا عليهم

وابتغاء تأويله .. والتأويل يعني بمعنيين
الأول هو التفسير البياني كما في قوله (نبأنا بتأويله)
والثاني هو معرفة ما يؤول إليه الأمر
كبيان المراد من الشيء

وما يعلم تأويله إلا الله .. يرد الله عليهم
فهو سبحانه العالم بمراد كلامه
ومن هذا يقول سبحانه (هل ينظرون إلا تأويله)

وبعد هذه الجملة وقف لازم
على أرجح الأقوال
ثم تكمل القراءة

والراسخون في العلم .. كلام جديد
الثابتون من الرسوخ
رسخت الشجرة أي يصعب رفعها
وقيل إن الراسخون في العلم
هم من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه

يقولون آمنا به كل من عند ربنا .. أي آمنوا بالمتشابه والمحكم
فما فهموه آمنوا وعملوا به
وما لم يفهموه .. آمنوا به ولم يعملوا به

وما يذكر إلا آولوا الألباب.. ثناء على الراسخين في العلم
لأنهم من ذوي الألباب
وما يتذكر ويفهم ويعلم ويتنبأ
إلا أصحاب العقول المبرءة من الهوى والشبهات
فلب الشيء أصله

وفي حديث رواه الترمذي بسند صحيح
عن عائشة (رضي الله عنها)

"تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب...فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة)
فقال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه
أولئك الذين سمى الله
فاحذروهم"

رند الناصري كتب:: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)

وفي حديث لأم سلمة (رضي الله عنها)

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه يقول:
"اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"
قالت: فقلت يا رسول الله أو إنّ القلوب لتقلب؟
قال: "نعم،ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا أن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، عز وجل، فإن شاء أقامه،وإن شاء أزاغه
قالت: قلت: يارسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟
قال: " بلى، قولي :اللهم رب النبي محمد،اغفر لي ذنبي،وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني"

من أجل ذلك
كان دعاء الراسخين في العلم

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

آية قيل هي من قول الراسخين
وقيل بل هو استئناف يعلمنا به الله كيف ندعو
وكيف نسأله الثبات على الدين

ربنا .. لجوء إلى الله
والرب من التربية
والتربية إيصال الشيء إلى كماله حسب قدرة الشيء

لاتزغ قلوبنا .. الزيغ هو الميل

بعد إذ هديتنا .. الآية تدل على أن الهدى هدى الله
وان الله تبارك وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء
يقيم من يشاء ويزيغ من يشاء
فالأمر كله لله

وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .. الرحمة من صفات الله سبحانه
لايُتصور فيها الهبة
وإنما المقصود آثار هذه الرحمة
والهبة هي العطية
فهب لنا من لدنك رحمة
ننجو منها من العثرات
وحالك الظلمات في هذه الدنيا
هبة منك يا الله
وليس باستحاق منا
لأن الله هو الذي هدى وإن شاء أزاغنا
إنك أنت الوهاب والعاطي لكل سؤال
والمجيب لكل دعاء

رند الناصري كتب:: (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)

بعد الإيمان بالكتاب واللجوء إلى الله وان الهدى هدى الله
إقرار بالبعث

ربنا أنك جامع الناس .. اي جامع الناس ليوم القيامة

لا ريب فيه .. لا شك فيه

أن الله لايخلف الميعاد .. لأن إخلاف الميعاد لا يتفق مع صفات الله
وربنا سبحانه هو الإله الحق العدل

رند الناصري كتب:: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)

بعد ذكر الصالحين وكيف يقولون وكيف يلجئون لربهم
يأتي ذكر الذين اعمى الله قلوبهم

إن الذين كفروا .. كفروا بالله
وبرسله
وبكتبه
وبملائكته
وبنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)

لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا .. الإغناء هو الكفاية
وهو الدفع
فأموالهم وأولادهم لن تدفع عنهم
(من الله) أي من عذاب الله
(شيئا) أي أي شيء

وأولئك هم وقود النار .. الوقود ما توقد به النار من حطب ونحوه
فهم كالحطب لا قيمة لهم
وتسجر بهم النار

رند الناصري كتب:: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

كدأب آل فرعون .. الدأب هو الجد والاجتهاد في الشيء
حتى أصبح له عادة
أي حال هؤلاء الكفار كمثل آل فرعون في الكفر
أو هم وقود النار كما هم آل فرعون وقود النار
أو تصرفهم وسلوكهم لك يا محمد كتكذيب آل فرعون لموسى

والذين من قبلهم .. كعاد وثمود وأخوان لوط
فالمصير نفسه
صنيع الكفار معك يا محمد كصنيع هؤلاء

كذبوا بآياتنا .. والآيات هي الكتب السماوية
وهي الدلائل التي وضعها الله لعباده يستدلوا به عليه سبحانه
كالشمس والقمر
وارتفاع السماء بلا عمد
والجبال وووو

فأخذهم الله بذنوبهم .. إذا أخذ الله فلا راد لهم
لأن أخذه أخذ عزيز مقتدر

إن الله شديد العقاب .. فالله يملي للظالم
وإن أخذه فلا يفلت منه أحد

رند الناصري كتب:: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)

الذين كفروا هنا هم كفار مكة
قل لهم يا محمد
ستُغلبون
وستهزمون
ثم تحشرون إلى جهنم

بئس المهاد .. المهاد هو فراش الصبي الصغير
الذي لايستطيع التحرك من مهاده إلا بمعين
أو كأن كفار قريش هنا يمهدون لانفسهم هذا الجزاء
فالوصف هنا وصف تقريع
والمهاد لهم هذه المرة ليس هينا لينا كمهاد الصبي
بل مهاد من النار

وقد يكون الكلام في شأن الكفار هنا
هم يهود المدينة
فقد روي أنه (صلى الله عليه وسلم) حين رجع من غزوة بدر
جمع يهود المدينة وقال لهم

"يا معشر يهود اسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا"

فقالوا: يامحمد لايغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش
كانوا غمارا لايعرفون القتال
أنك لو قاتلتنا لعرفت أننا نحن الناس
وانك لم تلق مثلنا

فنزلت هذه الآية
وهي من علامات النبوة
فقد غلبوا
وهُزموا
بل وتم إجلاءهم

رند الناصري كتب:: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ)

قد كان لكم آية .. علامة وعضة وعبرة
والكلام لقريش أو ليهود أو لأي كافر

في فئتين .. جماعتين من الناس
تسمى الفئة من الفيء الرجوع
لأنه يفاء إليها في الشدة والشدائد
أو الفئة هي الفرقة

التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة .. الكلام عن غزوة بدر
فالمؤمنون يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا
وأخرى الكفار

يرونهم مثليهم رأي العين.. في غزوة بدر
أخبرنا الله سبحانه أنه قلل المسلمين في أعين الكفار
وقلل الكفار في أعين المسلمين
فالمؤمنين كانوا 313
والكفار تجاوزا الألف
فقلل الله عدد الكفار في أعين المؤمنين حتى لايهاوبهم
وقلل عدد المؤمنين في أعين الكفار كي يجترءوا عليهم

وحين حدث الالتحام
كثر الله أعداد المسلمين في أعين الكفار فجأة
فخافوا

والله يؤيد بنصره من يشاء .. بلا عدد وبلا عدة وبلا أسباب
لأنه فعال لما يريد
يؤيد بنصره أي يقويه

أن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .. لعظة
وأصل كلمة عبرة هي من العبور
فعبر النهر أي تجاوز من الضفة إلى الضفة
فالعبرة كأنها تنقل الإنسان من الجهل إلى المعرفة
أولي الأبصار .. هم أولي البصائر
أهل القلوب السليمة
فيرى الأشياء على حقيقتها

رند الناصري كتب:: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)

زين للناس حب الشهوات من النساء .. من المزين ؟
الفاعل غير مذكور
والفعل مبني للمفعول

قالوا المزين هو الله
لأنه القائل (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا)

وقيل إنه الشيطان
لأنه قال (لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين)

أما تزيين الله .. فهو بالإيجاد
زين لنا هذه الدنيا
وزين لنا هذا الحب من هذه الشهوات
لكي يستمر الوجود
لأن الرجل لو لم تُزين له المرأة .. ما أتاها
ولو لم يزين له حب المال .. ما جد واجتهد
فتزيين الله هو من أجل عمارة الأرض
واستخدام النعم في مرضاة الله

وأما تزيين الشيطان لما في الأرض
فبوسوسته
وباعطاء الأمور أكثر مما تستحق
وبحث الناس على التكالب عليها
وبالإيحاء أن يأخذوها في غير وجوهها

فالله زين لنا المال الحلال
والشيطان زين لنا المال الحرام

حب الشهوات .. وهي ما تشتهيه النفس
وأصل الكلمة .. حب المشتهوات
وكأن الناس من كثر حبهم للأشياء
حبوا حتى الرغبة إليها

من النساء .. قدمن في الذكر
لأن النساء أشد فتنة في هذه الأرض
وقال (صلى الله عليه وسلم)

"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"

والبنين .. يشمل الأولاد والبنات
فهم قرة العين وثمرة الفؤاد

والقناطير المقنطرة .. القنطار هو العقد الكثير من المال
ويسد الحاجة ويعتمد عليه
مقنطرة .. أي مجموعة قنطارا قنطارا
ولو كان لابن آدم واديا من مال
لتمنى أن يكون له ثان
ولن يملأ جوفه إلا التراب
أو كما قال (صلى الله عليه وسلم)

من الذهب والفضة .. أصل كل مال
وسمي ذهبا من الذهاب
لأنه يذهب ولا يبقى
وسميت الفضة فضة .. من الانفضاض
انفض الشيء تفرق وانتهى
إذن فهما زائلان فعلام التكالب ؟!

والخيل المسومة .. الخيل الحرة غير المقيدة
فهي تجري وتأكل وتلعب ولا تُحبس
أو هي معلمة بالغرة

وقال (صلى الله عليه وسلم)

"الخيل لثلاثة: لرجل أجر
ولرجل ستر
وعلى رجل وزر

فأما الذي له أجر
فرجل ربطها في سبيل الله
فأطال لها في مرج أو روضة
فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات
ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها حسنات له
ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له

ورجل ربطها تغنياً وسترا وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها
فهي له كذلك ستر

ورجل ربطها فخراً ورئاء ونواء لأهل الإسلام
فهي وزر على ذلك"

والأنعام .. كل ما يرعى
إبل وبقر وغنم
لكن النعم لا تُذكر في الإبل على الخصوص

والحرث .. كل ما يُحرث ويُزرع
من حبوب وزروع وثمار وورود ورياحين

ذلك متاع الحياة الدنيا .. كل ذلك زائل
لأنه مستمتع مؤقت به
الدنيا من الدناءة
الدنيا من الدنو لأنها عاجلة قريبة

والله عنده حسن المآب .. حسن المرجع

رند الناصري كتب:: (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)

بعد أن عدد لنا نعم الدنيا
من نساء وبنين والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث
فذلك متاع الحياة الدنيا
فمن أخذها وأدى حق الله فيها .. رضي الله عنه
ومن أخذها من غير وجهها .. هلك

ثم يبين الله لنا نعيم الآخرة
فيقول

قل أؤنبئكم بخير من ذلكم... النبأ هو الخبر الصادق
الخبر العظيم
والسؤال من الله للتقرير
هل أنبئكم بخير من ذلك الذي ذكرته

للذين أتقوا عند ربهم .. التقوى مقامات ودرجات
أولها تقوى الشرك فلا يشرك بربه ظاهرا وباطنا
ثم تقوى المعاصي في نفسه وأهله وجيرانه
ثم تقوى القلب ألا يشغل قلبك غير الله

جنات .. ليست جنة واحدة بل جنات

تجري من تحتها الأنهار .. الأنهار تحفها وتجري فيها
ليست كأنهار الدنيا
فما الجنة من دنيانا إلا أسماء

خالدين فيها .. فلا موت

وأزواج مطهرة .. من أدناس وأرجاس الدنيا
لا يتغوطن ولاينفسن ولايحضن
فكل ما هو مستقذر في نساء الدنيا
ليس موجود في نساء الآخرة

ورضوان من الله .. وذاك أعلى ما يحصل عليه

والله بصير بالعباد .. عليم بأحوالهم
يعطي كلا ما يستحقه من العطاء
فالتقوى درجات
والجنة منازل
وللجنة ثمانية أبواب

فمن هم أهل الجنة ؟

رند الناصري كتب:: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

الذين يقولون ربنا آننا آمنا .. صدقنا بوجود الله
و وحدانية الله
وبالكتب وبالرسل وباليوم الآخر
والإيمان اعتقاد بالقلب واللسان وعمل بالأركان
فالإيمان ليس قول فقط
بل قول يصدقه العمل

فاغفر لنا ذنوبنا .. احساس بالتقصير
فما من عبد مهما بلغ شان في طاعته
لابد أن يحس بالتقصير
فهؤلاء أثنى الله عليهم
لأنهم يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة
والذنوب هي الصغائر واللم والخواطر
والمصطفى (صلى الله عليه وسلم) سيد الخلائق أجمعين
كان يستغفر ربه في اليوم 100 مرة
فكيف بنا !

وقنا عذاب النار .. الوقاية هي الحماية
وعذاب النار لايطيقه إنسان
لذلك فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز

رند الناصري كتب:: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)

لاحظ أن الواو هي الفاصلة بينهم
فقال العلماء: هل تدل الواو على استقلال كل صفة من الصفات
أم هو اختلاف للموصوفين !

فهم عباد الله المتقين الذين كتبت لهم الجنة
والرضوان
الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا
فمنهم الصابرون
ومنهم الصادقون
ومنهم القانتون
ومنهم المنفقون
ومنهم المستغفرون بالأسحار

والصابرين... لديهم صبر على المعصية
وصبر على الطاعة
وصبر على البأساء والضراء

والصادقون.. لأن الصدق يهدي إلى البر
والبر يهدي إلى الجنة
ولايزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا
والصادقين في الاقوال والأعمال وعند اللقاء في الحرب

والقانتين .. الخاضعين الطائعين لله
في الشدة والرخاء

والمنفقين .. في سبيل الله وفي كل أوجه الخير
من الزكاة والصدقات
في العلم وفي الخفاء

والمستغفرين بالأسحار.. الأسحار جمع سحر
والسحر وقت وهو الثلث الأخير من الليل
واختص بالذكر هنا
لأن وقت السحر تختفي فيه الأصوات
والنفس فيه أصفى
والعبادة فيه أشق
والدعاء فيه أرجى أن يُقبل

يقول (صلى الله عليه وسلم) في حديث متفق عليه

"ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة
حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول: من يدعوني فأستجيب له
من يسألني فأعطيه
من يستغفرني فأغفر له
حتى ينفجر الفجر"

فأي صيغة نستغفر بها في هذا الوقت الطيب ؟

يقول (صلى الله عليه وسلم) في حديث عند البخاري

"سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ :
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي
لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ
وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ
أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ
وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي
فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ
منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ
فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ
ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح
فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ"

رند الناصري كتب:: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

جاء حبران من أحبار الشام
إلى المدينة المنورة
حين ظهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فعرفاه بالصفة والنعت المذكورة في كتبهما

فقالا: أنت محمد ؟

قال (صلى الله عليه وسلم)... نعم

قالا: وأنت أحمد ؟

قال (صلى الله عليه وسلم) ..نعم

قالا: جئناك نسألك عن شهادة.. إن إخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك

قال (صلى الله عليه وسلم) ... سلاني

قالا: أخبرنا عن شهادة هي الأعظم في كتاب الله ؟

فنزل جبريل (عليه السلام) بهذه الآية
فأخبرهما بها (صلى الله عليه وسلم)
فآمنا به وصدقاه

شهد الله .. أي بين الله سبحانه وأعلم الناس
بانه لا إله إلا الله
أعملهم بخلقه
ودلائل صنعه

أنه لا إله إلا هو ..ما من شيء في الوجود إلا وينطق بلا إله إلا الله
وما من عاقل سليم القلب وينظر حوله إلا ويوقن أنه لا إله إلا الله

والملائكة .. فالملائكة شهدوا بذلك
وشهادتهم إقرار

وأولوا العلم .. بالتصديق والإيمان
وبالدفاع عنها
وبالعمل بها

قائما بالقسط .. قائما بالعدل
في قسمه وحكمه وتدبيره لأمر خلقه
فالقسط هو وضع الحقوق في محلها
أو أن القسط هو وسيلة لتحقيق العدل
وما ربك بظلام للعبيد
وكل إنسان يتقلب في الدنيا ما بين الفضل والعدل
فما أصابك من حسنة فمن الله
وما أصابك من سيئة فمن نفسك

لإ إله إلا هو العزيز الحكيم... لا معبود سواه
العزيز في ملكه
الحكيم في صنعه

هذه الشهادة
التي ينطق بها العبد موقنا بها
يجاء بصاحبها يوم القيامة
فيقول الله له: عبدي عهد إلي عهدا وأنا أحق من وفى
أدخلوا عبدي الجنة

وفي الآية لفتة للمتأمل
شهد الله والملائكة أقروا بذلك
وأولوا العلم .. فانظر كيف قرن الله العلماء باسمه وبالملائكة
ولو كان هناك أفضل من العلماء
لقرنهم الله تعالى باسمه وبالملائكة
مما يدل على فضل أهل العلم
فقال (صلى الله عليه وسلم)

"العلماء آمناء الله على خلقه"

وقال (صلى الله عليه وسلم)

"من سلك طريقا يطلب فيه علما
سلك الله به طريقا من طرق الجنة
وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم
وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض
والحيتان في جوف الماء
وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وإن العلماء ورثة الأنبياء
وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما
ورثوا العلم
فمن أخذه أخذ بحظ وافر"

فلا أفضل من العلم في الدنيا
بدليل قوله تعالى لحبيبه (صلى الله عليه وسلم)
(وقل ربي زدني علما)
ولم يأمره بطلب المزيد من أي شيء
إلا العلم

فالعلم نور
ينير لك الدنيا
وصدق الله حيث يقول

(أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس)

والعلم ينير لك في قبرك
فالعالم إذا مات
تركه ماله عند باب داره
وتركه أهله عند باب قبره
ولاينزل معه إلا علمه وعمله
فظلمة القبر لاتقاس بها ظلمة
وفي ذلك اليوم .. فأنت بأشد الحاجة إلى قبس نور

والعلم ينير لك يوم الحشر
ويوم القيامة
كما يقول سبحانه

(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم)

والعلم درجات
فمن العلم ما هو فرض لكل إنسان
ومن العلم ما هو فضل

والعلم الفرض
هو كل تكليف لك ولابد أن تتعلمه
فكل ما يتعلق بشؤون الصلاة عليك أن تتعلمه
وكل ما يتعلق بأمور الصيام

وكل ما يتعلق بأمور الزكاة للأغنياء
أما الفقراء فلا شرط عليهم
لكن عليه الإيمان بفرضها

وكذلك الحج فريضة على كل من استطاع إليه سبيلا
فإذا وفقك الله لأدائها
وجب عليك قبل أن تجهز ثيابك
أن تتعلم كيفية الحج الصحيحة

فهنا العلم فرض على كل مسلم مكلف
وكذلك شهادة أن لا إله إلا الله
فالمسلم ينطق بها بلسانه
ولابد أن يعتقدها بقلبه
وأن يعمل بها

لا إله إلا الله
أي لا خالق إلا الله
ولا رزاق إلا الله
ولا نافع إلا الله
ولا ضار إلا الله
ولا معز أو مذل إلا الله
ولا معبود بحق إلا الله
ولا موجود بحق إلا الله
ولا باق بحق إلا الله

فإن آمنت بذلك
لم تسأل إلا الله
ولم تعبد سواه
ولم تبتغ الرضا من غيره

رند الناصري كتب:: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)

كل الرسل من آدم لمحمد (صلى الله عليهم وسلم)
بعثوا بكلمة واحدة
هي لا إله إلا الله
ولذا يقول سبحانه لحبيبه (صلى الله عليه وسلم)
(ما يقال لك إلا ما قد قيل لك للرسل من قبلك)
وقال أيضا (قل ما كنتُ بدعا من الرسل)

فكلمة الرسل واحدة .. هي لا إله إلا الله
وإن اختلفت تفاصيل العبادات

إن الدين عند الله الإسلام .. الجملة معرفة بأل التعريف في الطرفين
الدين والإسلام
معناه لا دين مرضي عند الله إلا الإسلام
فأفاد هذا التعريف الحصر

والإسلام هو الاستسلام والانقياد
من قولهم سلم الشيء لفلان أي خلص له
فالإسلام إخلاص الإنسان نفسه وعمله وعبادته لله
أن يستسلم بالكلية لله
أن ينقاد لأوامره
وما من نبي بعث إلا وكان مسلما
الدين هنا .. هو الشريعة
هو العقيدة
أن تعرف أن الله هو خالقك ورازقك والمستحق للعبادة

وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم

اختلف أهل الكتاب .. اليهود والنصارى
وتسميتهم بذلك للتوبيخ
فكيف أنتم أوتيتم الكتاب ثم ظللتم
لم تظلوا لشبهة أو لخلاف في الدين
وإنما العناد والحسد

فالعلم في كتبهم بأنك خاتم الرسل والأنبياء
وصفته ونعته في التوراة والإنجيل
بشر به موسى وبشر به عيسى (عليهم صلوات الله وسلامه)
فأهل الكتاب يعلمون شخص محمد (صلى الله عليه وسلم)
لكنهم رفضوا الإيمان بغيا بينهم
حسدا وعنادا وعدوان
طلبا للرئاسة في الدنيا

وقد تعني الآية توبيخا للنصارى
لأنهم اختلفوا في خاتم الأنبياء
وغالوا في نبيهم حتى قالوا عنه الرب وابن الرب
أو نزلت في اليهود حين غالوا في العزير إنه ابن الرب

ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب.. لأن الدنيا عمرها قصير
وعاجلا أم آجلا سوف يبعث الإنسان للحساب
فيشعرون أنهم لم يلبثوا غير ساعة

رند الناصري كتب:: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)

إن حاجوك .. والخطاب له (صلى الله عليه وسلم)
فإن جادلوك بالباطل ليكذبوك
فاتركهم

فقل أسلمت وجهي لله ... أسلم نفسه لله وأمره لربه
وعبر عن الذات بالوجه
أي استسلام بالكلية
لأن الوجه أشرف الأعضاء وأجمعها للحواس
استسلمت له منقادا مختارا

ومن اتبعن .. أي من أتبعني كذلك فقد أسلم نفسه لله

وقل للذين آتوا الكتاب والأميين .. اليهود والنصارى والأميين

أأسلمتم .. سؤال تهديدي
أي أعطوني الجواب الآن

فإن أسلموا فقد أهتدوا .. وهو وعد بهداية كل من أسلم نفسه لله
لذلك جاءت بصيغة الماضي
وكأن الهدى قد تحقق بالفعل
فما من عبد يستلسم لله إلا ويهديه الله
كما في قوله بآية أخرى (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)

وإن تولوا فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب .. إن أعرضوا
ورفضوا
فإنما عليك البلاغ
ولست مسؤولا عن كفرهم
ولن يحاسبك الله على ضلالهم
والله بصير بالعباد
يعطي كلا ما يستحق

رند الناصري كتب:: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)

إن الذين يكفرون بآيات الله .. هم اليهود في عصره (صلى الله عليه وسلم)
لم يقتلوا الأنبياء
لكن أجدادهم فعلوا
حتى روى أنهم قتلوا 70 نبيا في يوم واحد
ثم أقاموا سوقهم في المساء
وكأنهم لم يفعلوا شيئا

ويقتلون النبيين بغير حق .. وهل يُقتل النبي بحق
كي يُقتل بغير حق !
لكن الكلام يشعر بأن اليهود حين فعلوا فعلتهم
لم يقتلوهم بحق حتى في اعتقادهم
فقد يعتقد الإنسان أنه على صواب ثم يتبين أنه أخطأ
وإنما قتلوهم وهم يعلمون أنهم على باطل

ويقتلون الذين يأمرون بالمقسط من الناس .. يقتلون أتباع الأنبياء
كي يسكتونهم
ويمنعوا عنهم الناس

وهناك ملاحظة
فصحيح أن اليهود في عصره (صلى الله عليه وسلم)
لم يقتلوا الأنبياء في السابق
لكنهم رضوا بما فعله أجدادهم
والراضي بالمنكر كمن عمله
فأنتم والأجداد سواء
ومن شهد المنكر ورضي به
فحكمه حكم القاتل

فبشرهم بعذاب أليم .. البشارة عادة في الخير
أما هنا فهي استهزاء وتهكم
وعذاب (نكرة) للتهويل والتفضيع

رند الناصري كتب:: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ)

أولئك .. إشارة لهؤلاء القتلة

الذين حبطت أعمالهم .. حبطت أي سقطت
أعمال الخير ليس لها ثواب
لا في الدنيا ولا في الآخرة
لأنهم ملعونين على لسان داود وعيسى (عليه السلام)

وما لهم من ناصرين .. يدفعون عنهم العذاب
أو يقوهم شر العقاب

رند الناصري كتب:: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ)

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب .. الخطاب له (صلى الله عليه وسلم)
ولأمته من بعده
والكلام للتعجيب
والسؤال الهدف منه أن تعجب أيها السامع
لأن هؤلاء أوتوا نصيبا من الكتاب
فكانوا على علم
وعرفوا أن الكتاب حق
وأن الكتاب فيه حكم الله
فكيف تعرض وتدعي الإيمان بعد ذلك !

وهذه الآية نزلت بسبب قصة
دخل (صلى الله عليه وسلم) على بيت للعبادة لليهود
فقال لهم (صلى الله عليه وسلم)

"أنكم تعلمون أنني نبي"

فقالوا: وما دينك وما ملتك ؟

قال (صلى الله عليه وسلم).. على ملة إبراهيم

قالوا: فإن إبراهيم كان يهوديا

قال (صلى الله عليه وسلم) .. فهلموا إلى التوراة تحكم بيني وبينكم

فأبوا الرجوع إلى التوراة

وقيل إن سبب نزول الآية هو حادثة زنا
وتبين الفاعل والفاعلة بين اليهود
فلجئوا من تطبيق حكم التوراة لأن الزاني والزانية كانا من الأشراف
فقال لهم (صلى الله عليه وسلم) .. عقوبتهما الرجم

فقالا: ليس في التوراة رجم وإنما فيها التحميم

أي يسودون وجوههم ويضعونهم على ظهر الحمار مختلفين
ويطوفون بهما في الأسواق

فقال (صلى الله عليه وسلم).. "عقوبة الزاني في التوراة هي الرجم فهلموا إلى التوراة "

فأبوا

لذلك قال سبحانه .. ألم تر .. هل رأيت كيف هؤلاء يتصرفون
يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم
فيعرض (فريق منهم) وليس كلهم

رند الناصري كتب:: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

فكيف .. اسمع وتعجب
هاهم ادعوا ذلك وغرهم في دينهم
فكيف إذا جمعوا ليوم لحساب يوم

لا ريب فيه .. لا شك فيه
آت لا محالة

ووفيت كل نفس ما كسبت .. التوفية إعطاء الحق كاملا غير منقوص
من خير أو من شر

وهم لايُظلمون .. لأن ربك ما هو بظلام للعبيد
ومن عمل صالحا فلنفسه والله عنده حسن الثواب
ومن أساء فعليها

رند الناصري كتب:: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)

كل ماهو جار وحادث
من بدء الخلق إلى ما لا نهاية
هو من فعل الله
لا شريك له

قل اللهم .. وكأنه سبحانه يعلم نبينا (صلى الله عليه وسلم) الدعاء
وبهذا الدعاء حصلت الأمة على مُلك الدنيا

اللهم: أصل الكلمة يا الله

مالك الملك .. أي يا مالك المالك
المُلك هنا هو مُلك الدنيا والآخرة
وهو كل ما سوى الله
فبقاء كل شيء و زواله بيده

تؤتي الملك .. أي بعض من مُلك الله
ومنه النبوة والجاه والسلطان والولاية
وكل ما يتمناه الإنسان من أمور الدنيا والآخرة

من تشاء .. أي تؤتي المُلك من تشاء أن تؤته إياه

والإيتاء .. العطاء
بغير إرادة من المعطى
أي يؤتي الملك لمن يشاء رغب ذلك أم لم يرغب

وتنزع الملك ممن تشاء .. التعبير بالنزع
يفيد أن ملوك الدنيا لا يتركون المُلك طواعية
بل يُنزع منهم
ويسلب منهم
والنزع هو الفصل بشدة كنزع الجلد والروح
وكأن المُلك يساوي الروح عند بعض الناس
فإذا أخذ من صاحبه
فكأنما تنزع منه الروح

وتعز من تشاء .. العزة هي الغلبة
فتنصر أوليائك بالنصر والقوة

وتذل من تشاء .. الذل هو الهوان والخسة

بيدك الخير .. وهل الشر بيد الله
فالخير منه وإليه
لكن الشر ليس إليه
لأن كلٌ من عند الله
والأدب مع الله أن يُنسب إليه الخير ولاينسب إليه الشر
كقول إبراهيم (فإذا مرضت فهو يشفين)
مع أن كلاهما من الله

تولج الليل في النهار .. الإيلاج هو الإدخال
ولج البيت أي دخل البيت
فيدخل ربنا الليل في النهار
فينقص النهار ويطول الليل
أو يطول النهار وينقص الليل
فيكون الدخول بلطف ويُدرك بالعيون
فيأتي النور تدريجيا
ويأتي الظلام تدريجيا
وهكذا

وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي

يخرج الكافر من المؤمن .. ويخرج المؤمن من الكافر
أو يخرج الميت من الحي فعلا
ويخرج الحي من الميت فعلا
كخروج الشجرة من البذرة الميتة
والإنسان في نفسه .. فكم من خلايا تموت فيك دون أن تشعر
وكم من خلايا فيك تحيا .. دون أن تدري

وترزق من تشاء بغير حساب .. بغير حساب من المرزوق
دون أن تحسب له حسابا
وقد تفاجأ بربح في تجارة
أو إرث تسعى له

أو يرزقك الله بشيء بغير أن يعد ما رزقك
فالله لايخشى من نقصان خزائنه .. معاذ الله
بل أنه قد يعطي المؤمنين في الآخرة بدون أن يحاسبهم
فالمُلك ملكه
والأمر أمره
ولا راد لفضله

رند الناصري كتب:: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)

قيل إن الآية نزلت قبيل غزوة الأحزاب
حيث جاء عبادة بن الصامت (رضي الله عنه)
وهو من كبار الأنصار وكان بدريا
جاء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال: إن معي 500 من اليهود نأخذهم معنا نستظهر على العدو

وأراد عبادة أن يأخذ حلفاءهم من اليهود لنصرتهم
فنزلت هذه الآية

فكأن القرآن يقول
أن الموالاة هي المحبة والاستعانة والمودة
خاصة وأن بعض الأنصار في المدينة
وقبل نزول هذه الآية
كانت بينهم وبين اليهود مودة
وهدف اليهود هو فتنة الأنصار عن دينهم
فيشككونهم ليردونهم عن الإسلام

فالآية تشير
أن الأحق بالولاية هو المؤمن
فالمؤمن أخو المؤمن
المؤمن يتولى المؤمن
والله يحب المؤمن ويبغض الكافر
فكيف تحب من أبغض الله ؟

ومن يفعل ذلك .. أي يتولى الكفار من دون المؤمنين

فليس من الله في شيء .. أي ليس من ولاية الله في شيء
أي خرج من ولاية الله
فلا يتولاه الله
ولايحبه ولايهديه ولايوفقه
وأصبح في حزب الكفار

ويحذركم الله نفسه .. أي يحذركم الله عقابه
والخطاب على ما تعارفه الناس
كما جاء في قوله عن لسان عيسى
(تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)
أي لا أعلم ما في غيبك

وإلى الله المصير .. إليه المرجع ونهاية الدنيا
فإذا كان المصير لله
جازى كل إنسان بعمله
وفي الآية تهديد ووعيد شديد
لمن يتولى الكافر دون المؤمن
والمرء على شاكلة من يحب
ويحشر المرء على ما أحب

» سورة الصافات
» شرح سورة الجن سورة الجنِّ
» سورة الكافرون
» سورة الليل
» سورة القيامة