قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:16 pm
يوسف عمر كتب:
ما هي الفاعلية السحرية ؟
فاعلية السحر تأتي من خارج الواقع البشري و هذه حقيقة .. تفسيرها : أن الفاعلية الشيطانية المطلقة تأتي من إبليس لأن هذه الفاعلية تأتي من المعصية وإبليس أول من عصى .. هذا بصفة أساسية .
أما تفسير العلاقة بين الفاعلية الشيطانية وإبليس على وجه التفصيل فهي أن إبليس ذاته هو الذي جعله الله بلاء لآدم واقتضى البلاء أن يعطيه الله قدرات يحقق بها البلاء مع الأجل الممتد حتى قيام الساعة ...
فأصبحت الشياطين كبلاء للإنسان بصفة عامة مرتبطة بقدرات إبليس وأجله .. المقدر له من عند الله .
والسحر من أخطر حقائق هذا البلاء .
لذلك ارتبطت قدرات الشياطين فيه .. بقدرات إبليس نفسه وهذا الارتباط هو الذي يثبت أساس الصلة بين موقع إبليس وحركته , وبين فاعلية السحر المتحققة من خلال الشياطين..
وهذا الأساس هو أخطر حقائق السحر.. لأنه هو نفس الأساس في العلاقة بين السحر والنجوم .
وتفسير ذلك ..
أن إبليس مرتبط بنجم الشعرى.. الذي تقع أشعته في مدار العام على مجموع الكواكب المرتبطة بالأرض..
فعندما يمارس الساحر سحره فإنه يربط بين الشخص المسحور له وبكل ما يتعلق بالمسحور له به من معلومات مع الكواكب الواقعة تحت أشعة الشعرى في وقت السحر فتنشأ الصلة بين الساحر والمسحور له من ناحية .. وبين المصدر المحقق لفاعلية السحر من جهة إبليس .
وبتلك القاعدة .. كانت أهم أسباب السحر ذات طبيعة خارجة هي الأخرى عن الواقع البشري الظاهر .. وبدرجات متفاوتة...
ولعل أهم هذه الأسباب :
قواقع البحر : المسماه بالودع التي تحقق عن طريق أي إنسان يمسك بهذا الودع.. قدرة الساحر في معرفة معلومات عنه
والرمل : باعتباره مادة قاع البحر وكذلك وضع الأعمال في بطن السمك وخصوصا الثعابين وهو أخطر أنواع السحر
وكل هذه العناصر ذات صفة بحرية لأن البحر ذاته له صفتان :
الأولى : صفة تسلط إبليس عليه ..
والثانية : صفة الغيب النسبي عن الإنسان وانطباق قاعدة المكان المهجور الذي يسكنه الشياطين .
ثم نأتي إلى نوع آخر في الأسباب التي ينطبق عليها هذه الصفة وهي مجموع الأماكن المهجورة والشقوق وأماكن النجاسات والقبور وأبرز مصادر فاعلية السحر هي النفس البشرية .
وتحليل ذلك : أن حب الخير للغير .. يحقق البركة لهذا الغير , وهو معنى التبريك ..
الذي يقابله كره الخير للغير .. الذي يحقق محق هذا الخير , وهو معنى الحسد ..
فأصبح للحب والكره أثرا في الواقع بالبركة والمحق
وللنية في قلب الإنسان فاعلية قدرية .. سواء بالخير أو بالشر
بمعنى : أن نية العبد مع شرب ماء زمزم ... هي التي تنشئ فاعلية الشفاء في هذا الماء . !
ويقابل ذلك : نية الساحر الذي يمارس السحر بنية محددة لتحقق هذه النية فاعلية السحر وهو ما يكون عند النفث في العقد لأن الساحر ينفث في العقد لكل مسحور ولكنه عند النفث يقصد أثرا مختلفا يتحقق مع النفث وتنشأ فاعلية السحر في هذا النفث بنية الساحر وقصده .
وكذلك الحسد الذي تتحقق به أقوى فاعلية قدرية من حيث الأسباب .. إلى درجة يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:17 pm
يوسف عمر كتب:
العمل
الصورة المادية للسحر هي : " العمل " .. باعتبار أن العمل اختراق خفي للواقع البشري فنجد أن أخطر تقاليد السحر هو : استغلال غطاء على السحر او الظلام أو الأشياء المغلقة .
وخارجية الفاعلية المقدرة للسحر عن الواقع البشري تصل بنا إلى حقيقة من حقائق السحر ..
وهي .. كيف يتم الدخول لهذه الفاعلية الخارجية إلى الواقع البشري ؟
والسحر ذاته هو الذي يفسر بصفة عامة هذا الدخول
ولكن بالتفصيل نجد :
أن هذا السحر عبارة عن : الساحر .. والسحر ذاته المسمى ب " العمل "
وهذا العمل هو الذي يخترق به الساحر بشيطانه واقع البشر فما معنى " العمل " ؟
الواقع أن العمل .. عمل مادي يثبت حق الشيطان .. في التدخل في الواقع البشري من خلال ثغرة أحدثها الساحر .. في الحد الفاصل بين واقع الجن وواقع الإنس ..
وأقرب شبه العمل .. هو الراية التي يرفعها الشيطان .. ليحتفظ بتسلطه على الإنسان .. إذا عصى أو أخطأ .
ولكن الفارق : هو أن العمل .. شئ مادي يفعله الساحر ويراه طالب السحر فيثبت بذلك الصفة المادية للسحر التي تعطي الشيطان حق التدخل المادي في حياة البشر ثم يختفي هذا العمل لتتحقق بذلك الصفة الشيطانية التي تتوافق مع صفة الشيطان وأعماله الخفية ..
فالعمل يجتمع فيه :
(1) الساحر ودرجة قوته .
(2) ما يدل على الشخص المطلوب سحره .. " اسم أو أثر أو صورة " .
(3) الهدف من السحر .
ومن ناحية أخرى :
الأمر بالتكليف .. موضوع التكليف .. المنفذ للتكليف وهو خادم الساحر .
وهي العناصر التي يمكن من خلالها إبطال السحر .
(1) الساحر : بفك السحر .. وهو الآمر بالسحر .. فيلغي الأمر .
(2) المسحور : بعلاجه .. أو الكشف عن السحر .. فيفقد صفة جوهرية في عمل الشيطان وهي الخفاء , فيبطل السحر .
(3) خادم السحر : بحرقه .. أو إخراجه .
ولتحقيق الخفاء في السحر .. يستغل أو يستخدم الظلام الغطاء على الأشياء المصنوعة كالصناديق أو الأشياء المغلقة الطبيعية كالبيض ..
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:18 pm
يوسف عمر كتب:
القابلية للسحر
القابلية للسحر تكون من ناحيتين :
أ ـ من حيث الطاعة والمعصية ب ـ من حيث الطبيعة البشرية ذاتها
ولما كان السحر تدخلا بالتأثير في واقع البشر من خلال ثغرة ..
وكانت المعصية هي أخطر هذه الثغرات ..
فإن هناك ثغرات قد يحدثها الإنسان دون انتباه .. ولو من خلال الطاعة .. كيف ؟
نضرب لذلك مثلا ...
إذا صلى إنسان بمفرده .. ثم صلى معه رجل آخر .. فلا شك أن صلاته جماعة تجعل العبد بعيدا عن الشيطان . وأقوى حرزا منه ..
ولكن ..
ذا كانت بينه وبين الذي صلى معه فرجة .. فإن الشيطان يتخلل بينهما فأصبحت الجماعة وهي الحرز من الشيطان سببا في ثغرة له .. من خلال الفرجة .
فكانت الثغرة بسبب الطاعة .. ولكن من خلال الخلل
وهذا الخلل في الطاعة .. هو السبب في الظاهرة الملموسة لنا وهي قابلية الكثير من أهل الطاعة للسحر .
ذلك لأن الخلل في طاعتهم .. غالبا ما يكون من عدم المداومة على المستوى الذي حددوه لأنفسهم .. في إقامة تلك الطاعة ..
فإذا حدد رجل صالح لنفسه وردا من القرآن يلتزم بقراءته فإن الإنقاص من هذا الورد وعدم المداومة عليه .. ثغرة ينفذ منها الشيطان .
فيراه آخر يقرأ القرآن ـ بالقدر الأقل من ورده ـ ومع ذلك يجده معرضا للتسلط فيتعجب من قراءته وإصابته دون أن ينتبه إلى الثغرة التي أحدثها.. بعدم المداومة على ورده ..
ومن هنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أحب الأعمال إلى الله : أدومها وإن قل "
هذا ما يفسر القابلية للسحر من خلال الطاعة والمعصية .
أما ما يفسر القابلية للسحر عن حيث الطبيعة البشرية فإن أكثر الناس قابلية السحر : هم الذين تظهر فيهم إحدى الصفات الأربعة..
الخوف .. الحزن .. الندم .. اليأس
وهي العناصر الأساسية لتفسير الأبلسة ..
وهي مفاتيح الشيطان .. للدخول إلى الإنسان .
أما من حيث السلوك .. فإن أخطر أسباب القابلية للسحر هي : حب التفرد بالنفس أو حب الظلمة الشديدة أو التواجد في الأماكن المهجورة .
أما عوامل ضعف القابلية للسحر وقوة الإنسان أما تأثيره فأهمها :
التوكل : وهي ما يقابل السحر كسبب للشر ..
واليقين : وهي ما يقابل السحر كسبب للشر ..
وإن السحر كسبب .. لايسبق القدر .. ولا يتجاوز المشيئة الإلهية .
والرضى بقدر الله مع دفع البلاء .. دون تسليم به .. مما يعني الأخذ بالأسباب المبطلة له .. مع القوة الشخصية والنفسية والبدنية التي تجعل الشيطان .. لا يجد نقطة ضعف فيها ليحدث أثر السحر .
وإذا كان بلوغ اليقين شرطا أساسيا في صحة العلاج بعد وقوع السحر .. فإنه كذلك شرط لتفادي حالات التوهم والتأثر لرؤية المرضى الآخرين .
وحالات التوهم غالبا ما ترتكز على الأمور المعتادة ..
مثل أن يكثر النسيان ..
او يتخيل أن أحدا وراءه ..
أو أن يقدر عليه رزقه .. فيظن أن به سحر .
والذي يساعد على هذا التوهم .. هم المعالجون الذين يعيشون دائما في حالات العلاج . فيتأثرون نفسيا , حتى لا يرى إنسانا .. إلا ويظن أنه مسحور .. أو به مس .
فالموانع الأصلية هو أن هناك أسبابا إذا توافرت في واقع أي إنسان .. كان في مأمن من السحر أصلا وهذه الأسباب هي في حقيقتها تمثل المعنى التام للتقابل مع السحر من الناحية الواقعية ..
فباعتبار أن السحر كفر بالدين .. كانت التقوى ـ بصفتها تمام هذا الدين وكماله ـ حرزا من السحر .
وباعتبار أن السحر سبب للشر .. كان التوكل ـ وهو الارتفاع فوق مستوى الأسباب ـ حرزا من السحر .
يقول ابن القيم :
" وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أمثاله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزلا .. لا سلاح معه .. وربما كان عريانا .. فيؤثر فيه هذا ..."
قالوا : والمسحور هو الذي يعين على نفسه فإنا نجد قلبه متعلقا بشئ كثير الالتفات إليه فيتسلط على قلبه بما فيه من الميل والالتفات .
والأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسلطها عليها بميله إلى ما يناسب تلك الأرواح الخبيثة وبفراغها من القوة الإلهية وعدم أخذها العدة التي تحاربها بها فتجدها فارغة لا عدة معها وفيها ميل إلى ما يناسبها فتتسلط عليها ويتمكن تأثيرها فيها بالسحر وغيره . والله أعلم .
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:18 pm
يوسف عمر كتب:
مقارنة بين أعراض السحر والأعراض الطبيعية
التفريق بينهما يكون من خلال عدة ظواهر :
أولا : عدم وجود تفسير طبي للأعراض الطبيعية أصلا ثانيا : وجود انقطاع زمني للأعراض الطبيعية
مثل أن يرتفع ضغط الدم .. ثم يكون عاديا .. ثم يرتفع .. من غير تدخل طبي
أو مثل أن يرى أحيانا بعينه .. وأحيانا أخرى لا يرى . وسائل مراعاة المحارم
(1) يفضل للراقي أن يكون محصنا " متزوجا "
(2) أن يكون بلغ من السن ما يجعله أملك لنفسه
(3) أن تكون الحالة إن كانت أنثى في زيها الشرعي الكامل .
(4) أن يكون معها محرم لها .. لا يفرقها ولا ينفرد الراقي بها .
(5) يمكن الاستعاضة عن طريقة وضع اليد على رأس المريضة بأن يمسك الرقي بيد المحرم .. ويضع المحرم يده على الموضع المطلوب .
(6) ومن أخطر الظواهر الدالة على الإنصراف عن حقيقة الرقية الشرعية هو تعلق الناس براق دون آخر ونحن لا ننكر التفاضل بين الراقين ولكن هذا التفاضل يجب أن يكون هو الآخر على أساس شرعي .
فبمقدار التزام الراقي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
وبمقدار حفظه للأعراض والمحارم ..
وبمقدار تجرده من الدنيا .. يكون التفاضل بين المعالجين ..
ولا يجب النظر إلى عامل الشهرة بين المعالجين فقد يعجز راق مشهور عن شفاء حالة يكون الشفاء فيها على يد راق غير مشهور .. فالعبرة بالرقية في أساسها الشرعي والراقي في التزامه بشرعية الرقية وحفظه للمحارم والأعراض كما مر سالفا .
ويجب الانتباه إلى أن التجربة والنتائج في إطار الرقي .. إنما يكون على أساس شرعيتها .
أما التجربة والنتائج المشاهدة من غير اعتبار الشرعية للرقية .. فلا قيمة لها .. لأنه من الممكن للشيطان أن يدخل على العبد من هذه الناحية .. فيعتبر العبد أن النتائج هي التي تعطي للرقية شرعيتها ..
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:19 pm
يوسف عمر كتب:
الأساس العام للعلاج أ ـ وجميع أسباب العلاج لا تخرج عن معنى التقابل مع السحر ..
فباعتبار تقابل السحر والبركة كما بينا في فاعلية السحر كان زيت الزيتون ـ باعتباره شجرة مباركة ـ علاجا من السحر
وباعتبار أن السحر لا يخرج عن قدر الله خيره وشره .. وأن السحر من الشر فإن إثبات قدر الخير علاجا من السحر كما هو في سورة الفلق حيث أن الفلق : هو قدر الخير والبركة .
وباعتبار أن السحر يقضى في ظلمة ـ وهو الغاسق إذا وقب .. أي الليل إذا أظلم كان الفلق بمعنى النور .. إثبات لقدر الخير في مقابل الشر .
وباعتبار أن السحر غضب من الله كانت الجنة وثمارها وآثارها وذكرها علاج من السحر .. مثل التمر وهو من ثمار الجنة ومظهر من مظاهر الفلق لقول تعالى
" إن الله فالق الحب والنوى "
وباعتبار أن السحر بعد عن الله .. كان ماء المطر بصفته قريب من الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هذا الماء حديث عهد بربه "
كان ماء المطر علاجا من السحر..
وباعتبار أن السحر شر ... كان ماء زمزم بصفته مظهرا لقدر الخير .. علاجا من السحر .
والحجامة علاج من السحر .. باعتبار أن الحجامة شفاء من المرض وتخلص من حظ الشيطان في دم ابن آدم وتسمية المسحور مطبوبا ..
تفاؤلا أن أول علاج السحر هو :
1ـ إحسان الظن والتفاؤل بالشفاء ..
2ـ عدم الانشغال بالساحر .. لأن استمرار أثر السحر يماثل استمرار أثر الحلم الشيطاني إذا انشغل به .. فكما تتفل عن يسارك ثلاثا فلا يضرك الحلم الشيطاني ..كذلك الساحر .
3ـ أن العلاج من السحر علاج شرعي .. وهذا العلاج مرهون بقدر الله دون النظر إلى الأسباب المادية أصلا ولذلك فإن الشخص الذي يجري على يديه الشفاء هو أمر من الأمر القدري البحت لأن العلاجات القائمة على أسباب مادية لا ينظر فيها إلى المعالج .. لأن السبب متحقق في أي معالج .
ولما كان المعالج في العلاجات الشرعية جزء لا يتجزأ من العلاج فإن الإمام ابن القيم يشبه المعالج بأنه آخذ السيف الضارب به .. فإن كانت الرقى واحدة .. فإنها مرهونة بقارئها .. كما أن السيف واحد .. ولكنه مرهون بالآخذ له والمضارب به .
ب ـ وباعتبار أن السحر من الشياطين ,.. فإن الملائكة يمثلون أساسا في العلاج :
ويتمثل الأساس في الرؤى التي يراها المسحور من خلال الملائكة ويبينون لها فيها أنسب الرقى لعلاج حالته . كما يتمثلون في طمأنة العبد وتبشيره بالشفاء .
ومن هنا كانت أسباب حضور الملائكة جزءا لا يتجزأ من العلاج مثل :
حضور مجالس الذكر التي تحققها الملائكة والسعي إلى المساجد والجلوس فيها كما تصبح أسباب نفور الملائكة .. أسباب لمنع العلاج وتعطيله . مثل : الكذب ـ الذي تتباعد به الملائكة عن العبد والغيبة ـ التي تحضر بها شياطين وتذهب الملائكة .. يتقرر بها أن أسباب حضور الشياطين .. هي نفسها أسباب ذهاب الملائكة
ومما يذكر في أسباب ذهاب الملائكة .. الرائحة الكريهة والصور والكلاب والتماثيل واحدة منها أو كلها .
وبذلك تكون أسباب حضور الملائكة وذهاب الشياطين... أسباب أصلية في علاج السحر .
ولما كانت الملائكة أسباب أصلية في العلاج .. وكانت الملائكة أداة الرؤى الرحمانية .. كان من صيغ التقابل بين السحر والدين في مجال الفاعلية القدرية : الرؤيا الرحمانية .. والحلم الشيطاني .
ذلك لأن رؤيا الرحمن . قد تكون علاجا من السحر ..
في الوقت الذي يكون فيه حلم الشيطان .. عرضا من ا‘راض السحر ..
ولكل من حلم الشيطان ورؤية الرحمن . درجات للتحقيق في الواقع .. تبدأ من انشراح الصدر برؤيا الرحمن .. والحزن والخوف من حلم الشيطان .. وتنتهي بآثار فعلية لكل منهما .. وفق ما يراه الإثنان .
وعندما يكون حلم الشيطان عرضا من أعراض السحر ..
فغالبا ما يكون الفزع المستمر ..
أو وجود الحيات والكلاب والفئران والحمير .. أو أي عنصر شيطاني آخر ..
غير أن أهم ما يقطع بوجود السحر في حلم الشيطان : هو الحيات .. باعتبار الصلة بينها وبين إبليس .
وعندما تكون رؤيا الرحمن علاجا من السحر أيضا .. فإن الفاعلية قد تبلغ درجة أن يرى المريض الحافظ في حال اليقظة وهو يدفع الشيطان عن الإنسان .
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:20 pm
يوسف عمر كتب:
ماذا عن فضل الله ورحمته ؟
فضل الله ورحمته .. متحقق ابتداء بإدخال آدم الجنة دون عمل منه واعتبار وجودنا على الأرض وضعا استثنائيا .. معلقا بالنجاة من الشيطان .. ومتحقق بعدل البلاء بالشيطان .. لإتاحة إمكانية التفلب عليه .. ومتحقق بإحاطة الله لتسلط الشيطان إذا وقع .. وامتدادا لحقائق الفضل الإلهي ..
تأتي هذه الحقائق :
مقام النبوة
ونقصد به شخص النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره أساسا قدريا لتحقيق الهداية ولذلك قدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج لبن وخمر .. فاختار اللبن .. فقال له جبريل : " أصبت الفطرة .. لو اخترت الخمر .. لغوت أمتك "
وباعتباره (صلى الله عليه وسلم) أساسا قدريا لرفع العذاب المحقق لولاية الشيطان
بدليل قول الله سبحانه
" وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "
وباعتباره (صلى الله عليه وسلم) أساسا قدريا لتحقيق المغفرة بدعاءه لأمته .. ومنه الدعاء عشية عرفة..
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
" دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة ..فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل أن قد فعلت وغفرت لأمتك .. إلا من ظلم بعضهم بعضا ... فقال : يارب .. إنك قادر أن تغفر للظالم .. وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته " فلم يكن في تلك العشية إلا ذا .. فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم فقال بعض أصحابه : يا رسول الله , بأبي أن وأمي .. ضحكت ساعة لم تكن تضحك فيها .. فما أضحكك ؟ أضحك الله سنك قال : " تبسمت من عدو الله إبليس .. حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي .. وغفر للظالم .. أهوى يدعو بالثبور والويل , ويحثو التراب على رأسه .. فتبسمت مما يصنع جزعه "
وباعتباره أساسا قدريا للاستعاذة من الشيطان , بدليل ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة
" اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعاذ بك وعليك البلاغ ِ, ولا حول ولا قوة إلا بالله "
ولأجل أن مقام النبوة أساس في تحقيق الهداية .. نجد أن كل غواية ظهرت في أمة النبي صلى الله عليه وسلم . ترجع في أصلها وبدايتها إلى مس هذا المقام بسب أو إيذاء .
ومن أبرز الأمثلة على ذلك ..
ظهور الخوارج الذي يرجع وجودهم إلى الرجل.. الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " يا رسول الله .. اعدل " .. وفي رواية : " هذه القسمة لم تبغ بها وجه الله .. قال ويلك .. وممن يعدل إذا لم أعدل ؟ فقال عمر : ائذن لي فلأضرب عنقه .. قال : لا .. إنه له أصحاب . وفي رواية : دعه .. فسيخرج من ضئضئي هذا الرجل قوم .. يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم .. وصيامه مع صيامهم .. يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية .. ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نفسه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذؤه فلا يوجد شئ سبق الفرث الدم يخرجون على حين فرقة من الناس .. آيتهم رجل على إحدى يديه مثل ثدي المرأة ـ أو مثل السفعة تدردر ـ قال أبة سعيد : أشهد لسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت مع علي حين قاتله .. فالتمس في القتلى فأتي به على النعت الذي نعت النبي صلى الله عليه وسلم "
وظهور الجهمية الذي يرجع بدايتهم إلى لبيد بن الأعصم .. اليهودي .. الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ..
يكشف لنا الإمام ابن تيمية تلك البداية بقوله :
" ثم أصل هذا المقام إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود المشركين, وضلال الصابئين فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة ـ أعني أن الله ليس على العرش حقيقة إنما استوى : استولى ـ أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فتنسب مقالة الجهمية إليه والجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم .. اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم"
ولكن هذه الاعتبارات تركز عمل إبليس على مقام النبوة باعتباره أخطر الأهداف ..
وكان من ذلك محاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم سواء بتدخل مباشر منه .. مثل محاولته في مؤتمر الندوة ومحاولته حرق النبي بشعلة النار أثناء صلاته .
أو بواسطة أوليائه .. مثل محاولة اليهود قتل النبي صلى الله عليه وسلم بدس السم له في الطعام أو محاولة اليهود إلقاء الحجر عليه إلى غير هذه المحاولات التي كتب الله بفضله لنبينا صلى الله عليه وسلم النجاة منها ..
والحقيقة أن قتل النبي صلى الله عليه وسلم كان رغبة قوية عند إبليس .. ويكشف ذلك صياحه يوم أحد : " قتل محمد " وهو لم يزل حيا صلى الله عليه وسلم....
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:20 pm
يوسف عمر كتب:
ومن فضل الله أيضا.. تدخل الملائكة
فمن فضل الله علي الناس.. أن جعل سبحانه الملائكة طرفا في الحرب بين الإنسان والشيطان.. لتكون للإنسان أٌوى ظهير ..
والوافع أن تدخل الملائكة فضل إلهي لن نعرفه.. إلا إذا عرفنا المهمة الكاملة للملائكة في تلك الحرب وعندما نقول عرفنا إنما نعني محاولة المعرفة .. لأن القضية أكبر من المحاولة .. والفضل أكبر من المعرفة .
ولعل دور الملائكة بالذات هو الأساس في قول الله سبحانه
" ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا "
ومهمة الملائكة تقوم على حقيقة أساسية .. وهي التقابل مع الشياطين ..
وذلك من خلال عدة أمور :
ـ طبيعة الملائكة التي تقابل طبيعة الشياطين .
ـ الوضع الكوني للملائكة المقابل للوضع الكوني للشياطين .
ـ الأسلوب العملي للملائكة المواجه لأعمال الشيطان .
ثم أثر موقف الإنسان .. باعتباره الطرف الأساسي أمام الشيطان .. على موقف التقابل الملائكي في تلك الحرب .
فنحن نعرف أن الملائكة كيان خالص للخير وأدلة ذلك معروفة منها قول الله سبحانه
" عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
وبمقتضى تلك الطبيعة .. صارت الملائكة مقياسا مطلقا للخير وصار التوافق معها سببا في تحقق غفران الله لذنوب البشر ..
بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده .. فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه "
وفي باب التأمين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا أمن القارئ فأمنوا , فإن الملائكة تؤمن .. فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إذا سمعتم صياح الديكة .. فسلوا الله من فضله .. فإنها رأت ملكا "
وإثبات التقابل بين وضع الملائكة والشياطين .. يكون بالمقارنة في الشكل التنظيمي بينهما .. فكما أن هناك سلطة في واقع الشيطان تبدأ من عند إبليس .. كذلك تكون سلطة في واقع الملائكة ..
بدليل قول الله عز وجل :
" إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين . مطاع ثم أمين "
وقوله تبارك وتعالى
" وما منا إلا له مقام معلوم "
وكما أن هناك سلطة في واقع الشياطين تنتظم بها المهام الشيطانية .. كذلك يكون الأمر في واقع الملائكة ..
مثال .. سلطة ملك الحسنات على ملك السيئات.. في مهمة تسجيل الأعمال ...
حيث سأل عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من الملائكة ؟ قال : ملك على يمينك على حسناتك ,وهو أمير على الذي الشمال فإذا عملت حسنة كتبت عشرة , وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : أكتب .. قال : لا , لعله يستغفر ويتوب "
وكما تقوم سلطة الشياطين بمقام الإفساد .. يكون التفاضل بين الملائكة بمقدار الخير الذي يحققونه
كما قال جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم : " ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين ـ أو كلمة نحوها قال : وكذلك من شهد بدر من الملائكة "
وكما ارتبط نظام الشياطين بهدفهم المرتكز على إحاطة الإنسان بذنوبه كذلك ارتبط نظام الملائكة بهدفهم المرتكز على هدم ركيزة الشيطان.. بمغفرة هذه الذنوب..
ابتداء بسلطة ملك الحسنات الذي يقول : " أمهله لعله يستغفر "
وانتهاء بملائكة العرش
" الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم "
وفي إطار التقابل بين الملائكة والشياطين .. يفرق ابن القيم بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان من وجوه :
أن ما كان موافقا للشرع وأثمر إقبالا على الله وإنابة إليه وذكرا .. وأنسا ونورا وانشراحا في الصدر وسكينة وطمأنينة .. فهو من الملك وما أورث ضد ذلك .. فهو من الشيطان .
والإلهام الملكي يكثر في القلوب الطاهرة النقية فتكون لمة الملك فيه أكثر من لمة الشيطان أما القلب المظلم الذي قد اسود بدخان الشهوات والشبهات فإلقاء الشيطان ولمته أكثر من لمة الملك .
وكما تخصص شيطان لكل إنسان , فقد تخصص ملك في مواجهة هذا الشيطان بدليل قول الله سبحانه
" إن كل نفس لما عليها حافظ "
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن للشيطان لمة بابن آدم , وللملك لمة .. فأما لمة الشيطان : فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق . وأما لمة الملك : فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان "
وكما تخصص شيطان لكل مكان .. فإن لكل خلق كوني ملائكة ..
مثل ملائكة السحاب الوارد ذكرهم في قول الله عز وجل
" والصافات صفا . فالزاجرات زجرا "
ومثل ملك الجبال.. الذي جاء مع جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطائف حيث جاء في الصحيح :
" ناداني جبريل فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردهم عليك وقد بعثت إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت .. فناداني ملك الجبال .. فسلم علي "
وكما أن الشمس تشرق بين قرني شيطان كل صباح فقد تخصص لكل صباح كذلك ملكان .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان .. يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى .. خير مما كثر وألهى ولا غابت شمس قط .. إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان .. يسمعان ِأهل الأرض إلا الثقلين : الله أعط منفقا خلفا .. وأعط ممسكا تلفا "
وكما يبعث إبليس سراياه يفتنون الناس .. فإن الملائكة يتعاقبون في الناس بالليل والنهار .. بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إن الملائكة يتعاقبون .. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم .. فيسألهم وهو أعلم فيقول : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم يصلون .. وأتيناهم يصلون "
كما يمشي في الناس ملائكة سيارة .. بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لله ملائكة .. فضلا عن كتاب الناس .. يطوفون الطرق .. يلتمسون أهل الذكر "
ومثلما يكون ظهور الشياطين بمقدار ظهور الفساد في الأرض يكون ظهور الملائكة بمقدار ظهور الخير .. بدليل حديث حنظلة : عن حنظلة الأسيدي
قال : ـ وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟ قال : قلت : نافق حنظلة . قال : سبحان الله ما تقول ؟ قال : قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر : فوالله إنا نلقى مثل هذا , .. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله وما ذاك ؟ قلت : يا رسول الله ... نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ... ونسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده .. لَوْ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي تَكُونُونَ عِنْدِي إِذَا خَرَجْتُمْ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةَ عَلَى الْفُرُشِ ، أَوْ فِي الطُّرُقِ ولكن يا حنظلة .. ساعة وساعة "
وحديث أسيد بن حضير الذي قال فيه :
" بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت . ثم قرأ فجاست الفرس فسكت وسكتت الفرس ثم قرأ .. فجالت الفرس , فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتره .. رفع رأسه إلى السماء .. فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى .. وكان منها قريبا في نعت رأس فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح حتى لا أراها قال : أتدري ما ذاك ؟ قال : لا قال : تلك الملائكة دنت لصوتك .. ولو قرأت لأصبحت ينظر إليها الناس .. لا تتوارى منهم "
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:22 pm
زائر كتب:
ومن خلال هذا الموضوع تذكرت كتاب وقع على عيني في احد المكاتب سابقا اسمه (تحقيقات مع الشيطان ) للكاتب يحي زاهرفكان عالقا في ذهني حينها قلت هل الكاتب جلس مع الشيطان وحاوره وحقق معه كنت في مقتبل العمر( في سن لم ابالي بشئ اسمه كتاب ) ولكن لم اقرأه كامل لو الاخ يوسف يبحث عنه ويطلع على هذا الكتاب ويخلص لنا بفوائد منه .
الخلاصه يتضح بأن اسباب جميع المشاكل والتعب والهم وعدم الرزق وعدم التوفيق والحروب والقتل والتشريد والبعد عن الله والحقد والحسد والسحر والعين هو من ابليس واعوانه فاتخذوه عدوا ولا تلقو له بالا فكونو منه على حذر فالله سبحانه حذرنا منه والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا باالادعيه والطرق التي تقينا شره فالحقد هو سبب مطاردة الشياطين لبني أدم حتى هذه اللحظه التى اكتب لكم فيها . أسال الله العظيم يقينا شرالشياطين وحقدها وان يعصمنا ويعصم جميع المسلمين منها . وان يجزي عنا اخينا يوسف كل خير وان يرزقه الثبات على هذا الدين وان يصلح له الذريه وانا يبارك له في رزقه .
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:23 pm
زائر كتب:
الشياطين اختي مرفت تخاف من قوي الايمان ولاتقربه من كان قلبه معلق بالله والى الله اعرف شخص كان بعيد عن الله فهداه الله ولكن الشياطين لم تتركه فهو في حرب بشكل يومي معها ومازالت به تلاحقه فهجر بيته واصبح ينام في المسجد حتى اصبحت الشياطين تهرب منه من قوة ايمانه وخوفه من الله واستشعار وجوده فهو الان بخير والله يقول لي كنت اهرب منهم الى بيت الله كل اسبوع وهو في مكه يأخذ عمره ويرجع مع ان المسافه ليست بالقليله (1800 كيلو ) والان هو في بيته وسعيد مع اهله فكلام الله يحرق الشياطين والجن او انها تهرب منه فلا غرابه اختي استمري بحرقهم بسورة البقره عن ابي امامه قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اقرؤا البقره فأن اخذها بركه وتركها حسره ولا تستطيها البطله ) والبطله هو السحره
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:23 pm
يوسف عمر كتب:
ومن فضل الله علينا .. هو الحساب
ومن الحقائق التي نعرف بها فضل الله علينا .. أن تسلط الشيطان لا يتحقق بكل ذنب من الإنسان ..لكن يتحقق ببعض ذنبه
بدليل قول الله عز وجل :
" إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم "
وإن كانت القاعدة أن التسلط يكون بذنب الإنسان إلا أن فضل الله ورحمته يسبق تلك القاعدة , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله كتب كتابا فوق العرش عنده .. أن رحمتي سبقت غضبي "
وليس للتفريق بين الذنب الذي يكون به التسلط .. والذنب الذي لا يكون به أي تفسير غير ذلك ..
وفضل الله باعتباره تفسير لهذه الحقيقة يتفق مع ما نعلمه بصفة عامة من أن الله لا يؤاخذ الناس بكل ذنوبهم .. بدليل قول الله عز وجل
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "
وقد مر بنا كيف إن ولاية العبد لا تتحقق بمجرد الذنب لأنه من الممكن أن يقع الذنب .... فيعفو الله عنه وبذلك صار العقاب هو الدليل على الولاية.. باعتبار أن العقاب سبب الذنب الذي لم يغفر .
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:24 pm
يوسف عمر كتب:
ومن فضل الله علينا .. هو تقييد التسلط الشيطاني بالأحكام الشرعية للدين
مثال ... الحكم الشرعي بحد الاستطاعة الذي جاء في قوله تعالى
" فاتقوا الله ما استطعتم "
أما دليل تقييد التسلط بهذا الحكم فهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" غطوا الإناء , وأوكئوا السقاء . وأغلقوا الباب , وأطفئوا السراج .. فإن الشيطان لا يحل سقاء .. ولا يفتح بابا .. ولا يكشف إناء .. فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا .. ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم "
فنلاحظ من الحديث أن وضع العود على الإناء يكفي لأن يكون حرزا من الشيطان ِ.. إذا كان ذلك المستطاع ,..
ويقول ابن القيم تعليقا على قول عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود : " إن كان صوابا فمن الله .. وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان " . فيقول : فجعلوا ما يلقي في النفس من الاعتقادات وغيرها التي ليست صوابا ..من الشيطان وإن لم يكن صاحبها آثما لأنه استفرغ وسعه ,
كما لا يأثم بالوسواس الذي يكون في الصلاة من الشيطان ولا بما يحدث به نفسه...
وقد قال المؤمنون :
" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "
وقد قال الله : قد فعلت والنسيان للحق : من الشيطان والخطأ من الشيطان والاحتلام في المنام : من الشيطان ولكن الله بفضله ِ.. تجاوز عنا .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رفع عن أمتي الخطأ والنسيان و ما استكرهوا عليه "
وقوله :
" إن الله تجاوز عن أمتي ما تحدث به نفسها .. ما لم تقل أو تفعل "
وقوله :
" رفع القلم عن ثلاث : النائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يعقل والغلام حتى يبلغ الحلم "
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:24 pm
يوسف عمر كتب:
لما كانت الذنوب هي ركيزة الشيطان في التسلط فإن الله عز وجل بفضله قد جعل في حسابه للعباد .. ما يهدم للشيطان تلك الركيزة .
وفي هناك قواعد.. سنذكرها ..
القاعدة الأولى
هي قول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
" خمس في العمل .. وخمسون في الأجر "
يعني الصلاة .
" وإذا هم أحدكم بحسنة فلم يعملها .. كتبت له حسنة .. فإذا عملها كتبت له عشرا .. وإذا هم أحدكم بسيئة فلم يعملها .. كتبت له حسنة .. فإذا عملها طرحت عليه سيئة "
كما سبق قول النبي صلى الله عليه وسلم.. أنه إذا عمل الإنسان سيئة فإم ملك الحسنات يقول لملك السيئات : " أمهله لعله يستغفر " فإذا استغفر العبد .. فإن السيئة لا تكتب وإذا لم يستغفر بعدها وكتبت .. ثم عمل العبد بعدها حسنة ,, فإن الله يذهب السيئة بالحسنة
كما قال سبحانه
" إن الحسنات يذهبن السيئتات "
بل إن السيئة بنفسها تصير حسنة
لقوله عز وجل :
" فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "
القاعدة الثانية
أن لله فضلا على أمة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهي مضاعفة أجرها قياسا لأجر الأمم السابقة مرتين..
وذلك لقول الله عز وجل
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "
وقول النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا لهذه الآية :
" إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم .. ما بين صلاة العصر إلى مغرب العشاء وإن مثلكم ومثل اليهود والنصارى .. كرجل استعمل عمالا .. فقال : من يعمل لي نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط .. ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى المغرب على قيراطين قيراطين .. ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين .. ألا لكم الأجر مرتين .. فغضب اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء .. قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا : لا .. قال : فإنه فضلي .. أعطيه لمن شئت "
والدليل على أن الحكم الشرعي هو الحد الفاصل في التسلط .. هو أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى الجن ليدعوهم إلى الإسلام وضع خطا لعبد الله بن مسعود وقال له : " لو تجاوزت هذا الخط لاحترقت " والذي رسم الخط هو النبي صلى الله عليه وسلم .. فصار هذا الخط فاصلا للاحتراق .
فمن حيث الواقع .. لا يختلف الموضع الذي قبل الخط والذي بعده ولكن الخط باعتباره أمرا شرعيا يجب الالتزام به .. كان مانعا من تسلط الجن .
ووجه الفضل الإلهي في تقييد التسلط بالأحكام الشرعية .. هو يسر تلك الأحكام لقول الله :
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
وقوله
" وما جعل عليكم في الدين من حرج "
وبذلك التيسير .. صارت نجاة الإنسان من الشيطان أمرا يسيرا ورغم ذلك .. فالتسلط قائم والنجاة محدودة .
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
" خصلتان ـ أو خلتان ـ لا يحافظ عليهما عبد مسلم .. إلا أدخله الجنة وهما يسير .. ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة : عشر مرات ويحمده عشرا ويكبره عشرا ذلك خمسون ومائة باللسان .. وألف وخمسمائة في الميزان "
قال : وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده
قالوا : يارسول الله كيف هما يسير .. ومن يعمل بها قليل ؟ قال : يأتي أحدكم ـ يعني الشيطان ـ منامه فينومه قبل أن يكون .. ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها "
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:25 pm
يوسف عمر كتب:
منهج الدعوة بتصور هذه القضية
والحقيقة ..
أن هناك ارتباطا بين التصور الإسلامي عن الشيطان وبين التحديد المنهجي للدعوة ..
وهذا الارتباط من العمق بحيث يمكن القول بأن الصواب في أي تحديد منهجي .. رهن بها بهذا التصور وذلك من حيث التحقيق الكامل لمعنى الحكمة.. الذي يعتبر أساسا جوهريا لمنهج الدعوة .. و الذي يعتبر في نفس الوقت ـ وحسب هذا التصور ـ المعنى المقابل لعمل الشيطان .
ومن أدلة التقابل والتضاد بين معنى الحكمة وبين عمل الشيطان , هو حادثة شق الصدر للرسول صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى لنزع حظ الشيطان .. وفي المرة الثانية لملء الصدر حكمة وإيمانا .
ونزع حظ الشيطان من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يملأ حكمة وإيمانا .. دليل على أن الحكمة وأثر الشيطان .. لا يتفق وجودهما في قلب واحد ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل اليمن
" إن الإيمان يماني .. والحكمة يمانية "
فعن أبي مسعود قال : أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال :
" ألا إن الإيمان ههنا . وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل .. حيث يطلع قرنا الشيطان .. في ربيعة مضر "
وفي رواية لأبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
" جاء أهل اليمن .. هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا الإيمان يماني والحكمة يمانية السطينة في أهل الغنم .. والخيلاء في الفدادين .. أهل الوبر قبل مطلع الشمس "
ووصف أهل اليمن بالحكمة في مقابل أصحاب الشعر والوبر والإبل حيث يخرج قرنا الشيطان .. دليل على أن الحكمة وعمل الشيطان .. لا يتفق وجودهما في واقع واحد .. كما لا يتفق وجودهما في قلب واحد .
وإذا كنا قد اتفقنا على أنه لمفهوم الحكمة أربعة جوانب أساسية هي : الحق , والإنسان والواقع والغاية ..
فإن تحديد هذه الجوانب من خلال التصور الإسلامي للشيطان .. سيحقق لمفهوم الحكمة عمقا لازما .. وتأصيلا ضروريا ..
فإذا كان أول مقتضيات الحكمة هو الالتزام بالحق .. باعتباره قضية الدعوة فإن مضمون هذا الحق عو عبادة الله واجتناب الطاغوت
" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
وهذه صيغة لمضمون الدعوة على لسان إبراهيم عليه السلام شغل فيها التحذير من الشيطان حيزا ضخما في نصوص الدعوة حيث جاءت الصيغة في أربعة مواضع .. منها موضعان جاء فيهما التحذير من الشيطان وذلك قول الله عز وجل :
" واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا .إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا "
وباعتبار أن الشرع حرز أصلي من الشيطان فإن الالتزام الشرعي الكامل في تحديد منهج الدعوة أصلا هو الذي سيحقق الحرز من الشيطان وأوليائه في مجال الدعوة .
وإذا كان من مقتضيات الحكمة .. تكوين الإنسان الداعية وفقا لمنهج تربوي محدد .. بهدف الوصول لمرحلة الربانية , التي يتفق بها الإنسان مع الحق .. فإن مرحلة الربانية ـ باعتبار تلك القضية ـ تعني .. الوصول بالدعاة إلى مرحلة عباد الله المخلصين الذين لا يستطيع الشيطان أن يتسلط عليهم .
ومن هنا فإن أصول منهج التربية التي تتحقق ربانية الدعاة .. هي نفسها أصول الحرز من الشيطان ..
فمن حيث أن أحكام المنهج بالاعتبار الشرعي هي عدة نوافل .. فإن الله سبحانه قال في أصحاب النوافل :
" ما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه , ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .. ولئن سألني لأعطينه , ولئن استعاذني لأعيذنه "
وإذا كانت أحكام المنهج هي : الصلاة والصيام والإنفاق والذكر ..
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:25 pm
يوسف عمر كتب:
وقال صلى الله عليه وسلم في الصيام :
" صوم شهر رمضان .. وثلاثة أيام من كل شهر .. يعد صوم الدهر ويذهب مغلة الصدر قال : قلت وما مغلة الصدر ؟ قال : رجس الشيطان "
وفي الإنفاق قال سبحانه :
" يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم الفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم "
وفي الذكر قال النبي صلى الله عليه وسلم على لسان يحيى عليه السلام :
" وأمركم أن تذكروا الله .. فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا .. حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه منه كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان .. إلا بذكر الله "
وبالالتزام بمنهج التربية .. يتحقق في الدعاة صفة عباد الله المخلصين .. الذين لا يستطيع إبليس التأثير عليهم . .. وبخروج الداعية عن تسلط الشيطان وممارسته للدعوة إلى دين الله ينشأ في نفسه شعور بأنه طرف مقابل في الصراع مع الشيطان ذاته .. وليس فقط مع أعداء الدعوة من البشر .
ويذكر الطبري قولا لابن عباس يقول فيه :
" والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحد أحب إلى الشيطان هلاكا مني فقيل وكيف ؟ فقال : والله إنه ليحدث بالبدعة في مشرق أو مغرب .. فيحملها الرجل إلي .. فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة , فترد عليه كما أخرجها "
وهذا هو الإحساس الواجب في مواجهة تركيز الشيطان على الدعاة .
إذ يجب أن يكون عند الداعية إحساسه بأنه هو بعينه .. وبشخصه .. وبإسمه .. هدف للشيطان ..
لأن هذا الإحساس هو الذي ينشئ الموقف اللازم لمواجهة هذا التركيز .
كما أن هذا الإحساس يحقق الكمال في تصور الداعية .. عن طبيعة الصراع بين الإسلام والجاهلية على أنه صراع في الحقيقة مع الشيطان .
وإذا كان الحكمة إنشاء الواقع الصحيح للدعوة .. وكانت الجماعة هي هذا الواقع ..
فإن القيمة الأساسية لتلك الجماعة بتصورنا الإسلامي عن الشيطان .. هي أنها حرز منه
بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد لا يخلون أحدكم بامرأة .. فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن "
وإذا كان الحرز من الشيطان هو القيمة الأساسية للجماعة فإن اختيار الأفراد الذين تقوم بهم تلك الجماعة يجب أن يبلغ من الدقة درجة.. يمتنع بها تسلل الشيطان إلى الجماعة لتخريبها من خلال فرد غير صالح أو اختيار غير سليم .. حيث أن الوجود الإسلامي الصحيح هو الذي سيحقق خنس الشيطان وأوليائه عند المواجهة .
وقيمة الجماعة كحرز من الشيطان بالكثرة العددية المأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" الشيطان بعيد عن الإثنين وهو عن الثلاثة أبعد "
لا يعني تحقيق الكثرة دون الاختيار الصحيح .. ودون العلاقة الصحيحة بين الأفراد .
ولتوضيح قيمة الاختيار والعلاقة بجانب الكثرة .. نضرب هذا المثل :
فلو أن رجلا صلى بمفرده .. فإن صلاته تقل عن صلاة الرجل مع الرجل بسبع وعشرين درجة .. وتلك قيمة الجماعة.. ولكن لو ترك الرجلين بينهما ثغرة في الصلاة ,, فإن الشيطان يكون فيهما .
فإذا قارنا بين صلاة الفرد وصلاة الرجلين بينهما ثغرة .. نرى أن خطر الثغرة بين الاثنين لا يقل خطر الانفراد وعلى هذا يكون مفهوم الجماعة التي تحقق الحرز من الشيطان ,, هو :
الكثرة الصحيحة .. القائمة على الاختيار الصحيح .. والعلاقة الصحيحة .
وإذ كان من الحكمة ضرورة تقييم الواقع الجاهلي فإن التقييم على أساس تلك القضية يعني الرجوع في ذلك التقييم.. إلى علاقة الشيطان بهذا الواقع الجاهلي .
والبعد النهائي للعلاقة بين الشيطان والجاهلية هو أن الجاهلية صنعة الشيطان ودعوته :
" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي"
والربط الدقيق بين هذه الخصائص وتلك الأعمال .. هو الذي يحدد التفسير الإسلامي لأدق المظاهر الجاهلية . وهذا نموذج للربط المطلوب تحقيقه في حدود الاتجاه الصليبي باعتباره أخطر الاتجاهات الجاهلية على الإسلام ..
وبالتقييم الأساسي للواقع الصليبي .. يتأكد أن الصليبية واقع شيطاني خطير .
ويمكن إثبات هذه الحقيقة ببساطة متناهية .. بحيث لا يتطلب الأمر إلا تفكيرا قليلا في مظاهر هذه الديانة .. حيث إن هذه المظاهر في مجموعها تمثل أهم الأسباب التي تحضر بها الشياطين وتمتنع بها الملائكة .
فالصليب : هذا الشكل البغيض.. الذي أمر الله سبحانه وتعالى بمحقه ونقضه ..
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:27 pm
يوسف عمر كتب:
ومعنى الصليب ـ كشكل ـ يفسره قول الله عز وجل
{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم}
وهذا المعنى يكمن في العلاقة بين الصليب والصراط
فالصليب رمزًا جوهريًّا لمن اتبع إبليس من الغاوين في جميع الوثنيات ابتداءً بالفرعونية التي كان يُعبَّر فيها عن الصليب بمفتاح الحياة.. وانتهاءً بالنصرانية المحرَّفة
وتفسير العلاقة بين إبليس والصليب.. لا يكون إلا بفهم معنى الصليب..
فالصليب وثن..
ومعنى الصليب ـ كشكل ـ يفسره قول الله عز وجل
{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم}
وهذا المعنى يكمن في العلاقة بين الصليب والصراط..
ونبدأ بهذا الحديث..
عن عبد الله، قال
(خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًّا، فقال ((هذا سبيل الله)) ثم خط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطًا فقال ((هذه سُبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها)) ثم قرأ هذه الآية {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}
فإذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رسم خطًّا ليعبر عن معنى صراط الله المستقيم في تفسير هذه الآية.. فإن التعبير عن قول الله عز وجل: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} سيكون رسم خطٍ مستقيمٍ يمثل صراط الله المستقيم وخط يقطعه ليمثل كلمة {لأقعدن} أي: لأقطعن.. ليكون الشكل النهائي: خطًّا يقطع خط وهو الصليب..!
فهو الصورة الرمزية لقعود إبليس للناس على صراط الله سبحانه وتعالى
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:27 pm
يوسف عمر كتب:
إن قطع إبليس لصراط الله المستقيم ليس له أثر على حقيقته عند الله ولكن القطع أمرٌ متعلق بالبشر الذين أضلهم إبليس..
ولذلك أثبت القرآن حقيقة الصراط بعد قَسَمِ إبليس بإضلال البشر لتكون حقيقة الصراط ...هي عجزه عن إضلال عباد الله المخلصين، وإدخال الضالين من البشر إلى الجحيم
فيصبح الصليب رمزًا جوهريًّا لمن اتبع إبليس من الغاوين في جميع الوثنيات ابتداءً بالفرعونية التي كان يُعبَّر فيها عن الصليب بمفتاح الحياة.. وانتهاءً بالنصرانية المحرَّفة التي تَعتبر هذا الرمز الفرعوني .. إرهاصة تاريخية للصليب الذي يعبدونه حتى أطلقوا على صليبهم نفس اسم الصليب الفرعوني.. «مفتاح الحياة».
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:28 pm
يوسف عمر كتب:
ومن الغريب حقًّا أن يعتبر النصارى أن هذا الشكل الفرعوني دليلًا على الجذور التاريخية للصليب.. دون أي حساسية من الوثنية الفرعونية الواضحة.. التي يكون الإله فيها هو (الجعران يلعب بروثه!) ويلبس الناس فيها على وجوههم أقنعة القطط والكلاب..!!
ولكن إبليس لم يتوقف بالصليب عند هذا الحد الرمزي بل زاده وضوحًا وذلك عندما قذف في عقول النصارى أن المكان الذي صُلب عليه المسيح ـ حسب بدعتهم ـ هو المكان الذي دُفن فيه آدم ويسمونه (الجلجثة) وهي كلمة آرامية معناها: الجمجمة «أي: جمجمة آدم» وبذلك يؤكد إبليس على معنى الخط المقطوع وهو الصراط الذي ترسمه حياة جميع الأنبياء، ابتداءً من آدم عليه السلام..
ومن هنا قال الإمام السيوطي: {صراط الذين أنعمت عليهم}: أي طريق الأنبياء {غير المغضوب عليهم} قال: اليهود، {ولا الضالين} قال: النصارى.
ووسوسة إبليس إلى النصارى بفكرة «الجلجثة» .. تؤكد الدلالة المطلوبة من البدعة وهي أن الصليب رمز لقطع صراط الله المستقيم أي: طريق الأنبياء ابتداءً من آدم عليه السلام ومن هنا أصبح الصليب عند إبليس هو الشكل المقابل لصراط الله بكل صفاته..
فكما ارتبطت عبادة الله بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم كما في الفاتحة التي تقرأ في كل صلاة ( إياك نعبد وإياك نستعين . إهدنا الصراط المستقيم ).. ارتبطت عبادة النصارى بالصليب دون التفكير في هذه العبادة .. التي لم ترد قطعًا عن المسيح في حياته ؛ لأنه لم يكن ـ بحسب زعمهم ـ قد صُلب بعد..!
وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليبًا أغمض عينيه عنه وقال: لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب..!
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:28 pm
يوسف عمر كتب:
إن إثبات أن الصليب هو الشكل التعبيري عن قطع الصراط.. يمثل جانبًا من القضية..
أما الجانب الرئيسي فيها فهو إثبات العلاقة التناقضية بين شكل الصليب بمعناه .. وعيسى ابن مريم الأمر الذي يتطلب تفسير العلاقة بين عيسى ابن مريم وحقيقة الصراط.
فالصراط هو الطريق المؤدي إلى الله.. وله معالم يهتدي بها السائرون فيه وأهم هذه المعالم: رسل الله
ومنهم عيسى ابن مريم عليه السلام .. الذي كان له ارتباط خاص بحقيقة الصراط أثبته القرآن في عدة مواضع
منها قوله عز وجل:
{ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم}
فجمعت الآيات قضية عيسى ابن مريم وفي نهايتها جاء القول الفصل: {هذا صراط مستقيم}.. دليلًا على أن قضية عيسى عليه الصلاة والسلام هي من مضمون الصراط المستقيم.
فكلمة: {واتبعون} تعود إلى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. إثباتًا للارتباط بين محمد وعيسى عليهما السلام.. ومعنى الصراط، باعتبار أن الآخرة هي منتهى الصراط وأن عيسى عَلَم على الساعة.. ودليل على قرب وقوعها.
واعتبار أن الصراط هو صراط الذين أنعم الله عليهم كما قال الله
وبهذين الاعتبارين جاء تفسير الصراط: عن أبي العالية: (الصراط المستقيم.. رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحباه من بعده)
قال عاصم: فقلت للحسن: إن أبا العالية يقول: (الصراط المستقيم.. رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحباه) قال: صدق ونصح، وكذلك روى الحاكم عن ابن عباس مثله.
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: عندما ترعى الذئاب الغنم الخميس مايو 24, 2018 8:30 pm
يوسف عمر كتب:
التماثيل والصور
وهي السمة البارزة في هذه الديانة وارتكازا على إدراك النفس البشرية في أعمال الشيطان .. يتم اختيار المناظر التي يشيعونها بين الناس بحيث تكون مشحونة بمؤثرات نفسية طبيعية ..
ومنها ... الصورة التي يدعون أنها المسيح مصلوبا ...
وصورة الأم مريم تحتضن المولود عيسى ..
ومناظر لا يملك الإنسان العادي حين يراها إلا أن يتأثر .. باعتبار نفسي بحت ..
فالصور تمنع الملائكة .. وتنزل اللعنة
عن مسلم بن صبيح قال : كنت مع مسروق في بيت فيه تماثيل مريم فقال مسروق : هذه تماثيل كسرى فقلت : لا .. هذا تماثيل مريم فقال مسروق : أني سمعت عبد الله بن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون .. إن المكان الذي فيه صورة .. لا تدخله الملائكة "
ومنها .. التقويم الميلادي ويوم الأحد وقد ذكرنا أن بداية التقويم الميلادي يرجع إلى عام 4242 قبل الميلاد وبدأه كهنة معبد هليوبوليس الذين كانوا يعبدون الشمس .
ومنها .. يوم الأحد : فإنه لما جاءت الماسونية وانتشرت في بقاع الدولة الرومانية بعد ظهور المسيحية ونافستها أشد منافسة في آسيا الصغرى وبلاد الروم من آسيا وأوربا فامتلأت معاهد الدينيين بالكلام عن الشيطان واستصوب أناس من آباء الكنيسة أن ينتزعوا شعائر عباد النور فجعلوا يوم الأحد يوم الأسبوع المختار لأنه كان مخصصا لعبادة الشمس وجعلوا اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر يوم الميلاد , لأنه كان يوما ينصرف فيه الصليبيون إلى سهرات الوثنيين لاعتقاد هؤلاء أنه اليوم الذي ينقص فيه الليل ويطول النهار .. يعني انتصار النور على الظلام .
ومنها .. الجرس : الصوت الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم
" إن لهذه الأجراس تابعا من الشيطان "
كما قال :
" إن الملائكة لا تكون برفقة فيها أجراس "
ومنها الكهانة : التي تتنزل بها الشياطين كما قال مجاهد في تفسير قوله تعالى :
" يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "
قال : كهان ينزل عليهم الشيطان .
والكهانة هي الرئاسة في الكفر وهي متحققة من خلال العلاقة التقليدية بين الفرد الصليبي والقساوسة ..
ومنها السحر : وهو أسلوب صليبي قديم .. ي قول ابن كثير في السيرة النبوية : " إن أبرهة بنى كنيسة .. كل من أخذ حجرا منها .. أصابته . لأنه بناه باسم صنمين " .
ويقول ابن خلدن في المقدمة : " وإن أعظم الناس في السحر .. هم أهل بابل .. وأقباط مصر " .
وارتباط الصليبية إلى الكيان الإنساني بمؤثرات غير عقلية فكان السحر من أهم المؤثرات .. باعتباره تأثيرا غير عقلي .
ومنها الجنس : ويوازي السحر في تلك الخطورة .. المؤثر الجنسي , باعتباره هو الآخر منفذا غير عقلي إلى كيان الإنسان