سورة الفرقان

موضوع: سورة الفرقان الأربعاء مايو 23, 2018 12:17 am

رند الناصري كتب:: سورة الفرقان

سميت بهذا الاسم لذكر (الفرقان) فيها
الذي نزل على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وسلم)

وهي سورة مكية
إلا 3 آيات من قوله تعالى نزلت بالمدينة

(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)
(يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)
(إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)

تُعنى هذه السورة بالتوحيد
وأن القرآن حق
وتُعجّب الآيات من المشركين
وكيف أنهم أتخذوا من الحجارة آلهة

كما تبين السورة
أن كفار مكة احتاروا في شأن الرسول
(صلى الله عليه وسلم)
وقالوا فيه ما قالوا
ولم يتحدوا في مقالتهم

كذلك تسوق بعض قصص الأمم السابقة
للعضة والإعتبار

وتذكر السورة الناس بالقيامة
وكيف يتبرأ الكافر ذلك اليوم ممن أضله
ويندم حيث لا ينفع الندم

وتُختم السورة بذكر صفات عباد الرحمن
وأخلاقهم التي منحهم الله إياها
فاستحقوا النعيم المقيم

رند الناصري كتب:: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)

تبارك.. تعظم وتقدس وتعالى
على وزن (تفاعل) ويدل على البركة
فهو سبحانه ثبت خيره و أدامه
وعم فضله وإنعامه

الذي نزل الفرقان .. وهو القرآن
وكذلك سمى الله التوراة بهذا الاسم
وسمي القرآن فرقانا لأنه فرق بين الحق والباطل
وبين الحلال والحرام
وبين المؤمن والكافر
وقد نزل القرآن ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
فيسير الناس على هدى وعلى بصيرة

والقرآن فرق بين الإله الواحد وبين تعدد الإلهة
وفرق بين شخص الرسول وما أتهموه به

وكذلك من معانى الفرقان
أنه نزل مفرقا على أجزاء

على عبده ... منتهى التشريف
(الهاء) في عبده أضافة إلى الله
ورسول الله هو العبد المأمون الذي نزل
عليه هذا الكتاب الحكيم

ليكون للعالمين نذيرا.. النذير هو المخوف
المخوف لهم من الهلاك
مع إعطاء فرصة للمنذر
كي يحترز ويتحفظ مما خوف منه

والعالمين جمع عالم
وهو كل ما كان سوى الله عز وجل
لكن الإنذار يكون للمكلفين فقط (إنس وجن)
وليس الملائكة والجماد والنبات والحيوان

رند الناصري كتب:: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)

الذي له ملك السموات والأرض.. أول صفة من صفات الجلال
هي صفة المُلك المطلق
فله ملك السموات والأرض خلقا وعبيدا وتدبيرا وتصريفا

ولم يتخذ ولدا.. ثاني صفة هي الفردية
فليس هناك من يقوم مقام الله

ولم يكن له شريك في الملك ... ثالث صفة الوحدانية
وهو هنا يرد على مشركي مكة
وهذا أمر يؤيده الواقع
فليس في الكون ما يدل على أن هناك شركاء
وأين هذا الشريك الذي لم نسمع له صوتا
ولم يدعي خلق السماء ولا خلق الأرض
منذ خلق آدم وحتى اليوم

وخلق كل شيء... رابع صفة من صفات الجلال
والخلق هو الإيجاد من عدم

فقدره تقديرا .. التقدير هو تهيئة الشيء
وفق إرادة ومراد الله وسابق علمه وحكمته
ومن ذلك الإنسان وشكله وأجله
والطير وصفاته وحواسه لما خُلق له
وهكذا

رند الناصري كتب:: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا)

واتخذوا من دونه آلهة .. يتعجب الله منهم
أو يُعجب الله رسوله
إذ كيف يتخذون من دون الله آلهة
مع كل تلك الدلائل على المُلك والوحدانية والفردية والتدبير

لايخلقون شيئا ... بل هم أصلا مخلوقين

وهم يُخلقون .. فقد كانوا يصنعون الأصنام
من بعض التمر والحجارة

ولايملكون لأنفسهم ضرا ولانفعا..إذا كانت الأصنام
لايمكن لها أن تستجلب النفع فكيف تنفع غيرها
ولا يمكن لها أن تدفع الضر فكيف تحمي غيرها

ولا يملكون موتا ولا حياة .. والأصنام لا قدرة لها
على أن تكتسب الحياة
ولا أن يحيوا أحدا
ولا تستطيع أن تُهلك أحدا بالانتقام لنفسها

ولا نشورا .. ولا البعث والنشور بأيديهم
ولا القيامة ولا الحساب
فكيف أعبد من لايستطيع نجاتي من هذه المصائب!!؟!!

رند الناصري كتب:: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا)

بعد أن تكلم القرآن وفرق في مسألة القمة
والإلوهية وإتخاذ الولد والشركاء
أراد أن يبين لهم الفرقان في الرسالة

وقال الذين كفروا .. الكلام حكاية عن ترددهم
وزعمهم أمور لا وجود لها

إن هذا إلا إفك افتراه .. (إن) نافية بمعنى ما
قالوا عن القرآن أنه إفك
والإفك هو أشد الكذب
وهو الاختلاق والتأليف بالباطل
أي أن رسول الله قد نسبه إلى الله زورا

وأعانه عليه قوم آخرون .. وأنه ليس في ذلك وحده
بل هناك من أعانه على هذا الإفك كما زعموا
ويقصدون هنا أهل الكتاب

فقد جاءوا ظلما وزورا .. الظلم هو أن تضع الأمر
في غير محله
والزور هو تزيين الباطل
وسمي الكذب زورا لأنه ميل عن الصدق
وانحراف عن الحق

والعجيب أن هؤلاء الذين أتهموا القرآن بإنه إفك
هم أنفسهم الذين قالوا
(لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)
فهم يعترفون بالقرآن ويشهدون له
لكن ينغص عليهم أن ينزل على محمد بالذات

رند الناصري كتب:: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا)

وقالوا اساطير الأولين .. جمع اسطورة
أي إنما هي حكايات للاولين والأقوام السابقة

اكتتبها فهي تملى عليه.. طلب أن تُملى عليه

بكرة وأصيلا.. يقرأها صباحا ومساءا كي يحفظها

وهذا الكلام غير صحيح بأدلة كثيرة
لأن أهل الكتاب لسانهم أعجمي
فكيف يأخذ من الأعجمي كتابا عربيا فصيحا
الذي أعجز فصحاء العرب أن يأتوا بمثله

وإن كانت أساطير الأولين تملى عليه
فلم لا تفعلون كما فعل
فأتوا بمثل ما أتى
لكن لاعجب فلم يفعل منهم أحد
وهذا حكم الله فيهم .. فكيف لم ينتبهوا ؟؟!!

رند الناصري كتب:: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)

قل أنزله الذي يعلم السر .. وذكر السر
ولم يذكر العلن
لأن من علم السر فهو أقدر العلن

في السموات والأرض... بكل ما فيها
من دواب ومخلوقات وملائكة
ومما لا يعلم به إلا الله

إنه كان غفورا رحيما .. لأنه أمهلكم
ولم يعاجل بعقوبتكم
ولم يهلكهم كما أهلك الأمم السابقة

رند الناصري كتب:: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)

قالوا في القرآن إنه إفك
وقالوا إنه سحر
وقالوا أساطير أكتتبها

ثم انتقلوا إلى شخصه (صلى الله عليه وسلم)
فهم يريدون الطعن بكل ما يخصه
فقالوا ساحر
ثم كاهن
ثم كاذب
ومرة شاعر

وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام .. فهم متعجبين
كيف هو فقير لهذه الدرجة

ويمشي في الأسواق .. وكيف يتكسب في المعاش
وهو رسول كما يدعي

مع أنهم لو كلفوا أنفسهم وسألوا أهل الكتاب
لعرفوا أن هذه حالة كل نبي
أن يأكل الطعام ويمشي في الأسواق
لأن الأنبياء بشر
ويجري عليهم ما يجري على البشر

لولا أنزل عليه ملك .. فلو أن معه ملك يرافقه
كالحارس الشخصي نراه ويرانا

فيكون معه نذيرا.. وكأن نذارة محمد لا تكفي
بل يحتاج معه معينا
وهو الأمين بقياسهم قبل البعثة النبوية
ولم يجربوا عليه كذب قط

لكنها طلبات تعجيزية وإنما هي أعذار
يقدمونها كي يزخرفون بها أقوالهم
أمام عقول الناس فيتبعوهم

رند الناصري كتب:: (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا)

أو يُلقى إليه كنز .. ثم اقترحوا أن يُلقى
إليه كنز من السماء
كونهم يقيسون الأمور بمقياس دنيوي
يريدون رجل بطول وعرض وجاه وكنوز
وليس مجرد عابد يحبه الله

أو تكون له جنة يأكل منها... فلو أن له بساتين
حتى لايحتاج إلى طلب الرزق
بل هو وارث للغنى من أجداده أو حتى بكسبه

وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
ثم لم يثبتوا في تهمة
فكل تهمة خالية من الدليل
فختموها بالسحر
إنها هو رجل مسحور لا يعي ما يقول

وغريب حقا كيف أن هذا الرجل لم يكن مسحورا
حين وصفوه بالصادق
وحين كانوا يعرفون أصله ونسبه
كيف وهو من خير قريش !!!

رند الناصري كتب:: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا)

انظر كيف ضربوا لك الأمثال.. يخاطب الله نبيه
انظر كيف ضربوا لك الأمثال
فهم متخبطين لا يعون ما يقولون

فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا .. فلا هم أهتدوا للحق
ولا هم اجتمعوا على رأي فيك
ولم يوفقوا إلى الهداية لأنهم عاندوا وكابروا واستكبروا

رند الناصري كتب:: (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا)

تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك
أي خيرا مما اقترحوه

جنات تجري من تحتها الأنهار.. هم طلبوا جنة
والله بقادر على أن يعطيك جنات في الدنيا
وجنات في الآخرة

ويجعل لك قصورا.. والقصر هو البيت العظيم
فما لا يروه اليوم ليس بدليل على أنه غير موجود
بل هو محفوظ مأجور مُحتسَب لك يا محمد

رند الناصري كتب:: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا)

بل كذبوا بالساعة ... مشكلتهم أنهم لايكذبون النبي
صلى الله عليه وسلم
لأنهم يعرفون أنه الصادق الأمين
ويعرفون أنه لا شبهة في القرآن
بل هم يكذبون بالبعث

واعتدنا لمن كذب بالساعة .. أعتدنا أي جهزنا
أي المقاعد جاهزة حتى قبل خلقهم

سعيرا .. اسم من أسماء جهنم
فهي تسعر وتلهب
تنتظرهم

رند الناصري كتب:: (إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا)

إذا رأتهم ... هل لجهنم عيون؟
نعم
هل تنظر من يأتي إليها ؟
نعم
هل تعرفهم ؟
نعم
هل تشعر بالغضب ؟
نعم
هل تتكلم ؟
نعم

من مكان بعيد... لبيان أنها تميز من بعد شديد

وقيل على بُعد خمسمائة عام
يخرج منها لسان من نار له عينان
يشهق فيسحبهم كما يسحب البعير حب الشعير

سمعوا لها تغيظا وزفيرا... الغيظ هو شدة الغضب

حتى أنه وصل لدرجة الزفير الذي يمكن أن تسمعه
من بعيد
والزفير هو خروج النفس بشدة حتى تنتفخ الأضلاع

رند الناصري كتب:: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)

وإذا القوا منها مكانا ضيقا.. الضيق يدل على الكرب
فهي ضيقة بالمساحة
وضيقة بسبب الظلمات
وضيقة بسبب الازدحام والعياذ الله
وليس كالجنة سعتها سعة السموات والأرض

مقرنين.. مربوطين بالسلاسل
مع أقرانهم وأخوانهم واصحابهم وأسيادهم

دعوا هنالك ثبورا... الثبور هو الدعاء بالهلاك بشيء
هو أشد من الموت
وعجبا
هل يوجد شيء أشد من الموت ؟
نعم
حينما تمر بكرب تتمنى فيه أن تموت
هذا هو الثبور

رند الناصري كتب:: (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا)

لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا.. ثبورا واحدا ليس كافيا
لأن العذاب في جهنم له ألوان وأصناف

وادعوا ثبورا كثيرا.. بل أدعو على أنفسكم
بالهلاك الكثير
ولاحظ خطاب الجمع

رند الناصري كتب:: (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا)

قل أذلك خير ... قل والخطاب لسيد الخلق
هل ما ذُكر في شأن جهنم
خير؟
أسألهم يا محمد
هل في النار خير ؟
وهل العسل كالصبر ؟

والكلام للتوبيخ
فأنتم عملتم عمل أهل النار
فهل مصيركم هذا خير ؟؟

أم جنة الخلد ... ووصف الجنة بالخلد
لأن إذا كانت الجنة خالدة
فمن فيها أولى بالعمل له

التي وعد المتقون .. صفات من فيها
التقوى
ثم التقوى
ثم التقوى

كانت لهم جزاء ومصيرا.. ثوابا لهم على أعمالهم
ومصيرا مستقرا على الحياة الكاملة

رند الناصري كتب:: (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولا)

لهم فيها ما يشاؤون.. كل ما تشتهي أنفسهم

خالدين.. تكرار الخلد للتأكيد

كان على ربك وعدا مسؤولا... هذا وعد من الله
مسؤولا أي سأل هذا الدعاء أصحابه
حين قالوا ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك

أو وعدا مسؤولا
أي سألت الملائكة ربها للمتقين
كما قالوا ( ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم
ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم
إنك أنت العزيز الحكيم )

أو كان وعدا مسؤولا
أي يجب أن يُسأل
أي حقيق بأن يُطلب

اللهم ادخلنا الجنة ونعيمها

رند الناصري كتب:: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ)

ويوم يحشرهم.. وفي قراءة (نحشرهم)
للتعظيم
والكلام لتقريع عبدة الأصنام
يحشرهم الله

وما يعبدون من دون الله.. (ما) تشمل العاقل وغير العاقل
لأنها أعم
أو لأنها تعبر عن الوصف
فما يُرى من بعيد ولا يعرف حقيقته
يُسأل عنه

فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء... يدعو الله كل من أتخذ الناس
أربابا من دون الله
الأصنام من حجارة والعزير وعيسى والملائكة غيرهم
فيسألهم وهو أعلم بهم
هل أنتم أضللتم الناس بأوامركم ؟
والحجر ذلك اليوم ينطق
كما تنطق الجلود

أم هم ضلوا السبيل.. أم هم ضلوا الطريق القويم
الصراط المستقيم

رند الناصري كتب:: (قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا)

قالوا سبحانك ... أول كلمة
سبحانك
تنزيه لك يا الله أن يُعبد من دونك شيء
أو إشارة إلى أننا نحن المسبحون
فكيف نعبد غيرك ؟!؟!

ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك.. كيف نشرك بك ؟؟
وإن كان هذا شأننا فكيف نضل غيرنا!!

من أولياء.. أنت ولينا ومتولي أمرنا
ولا يمكن أن نتولى غيرك

ولكن متعتهم وآباءهم.. هذا هو السبب
أنه البطر الذي وقع فيهم
إنه طول العمر وقلة الشكر

حتى نسوا الذكر... نسوا القرآن
ونسوا الدين
شغلهم عطاءك عنك
اغفلتهم النعمة عن المنعم
أعمتهم الدنيا عن الآخرة

وكانوا قوما بورا... أي قوما هلكى
والبوار قد يعني الكساد كقولك (بارت السلعة)
ويعني أيضا ما لا خير فيه كقولك (بارت الأرض)

فهم قوم فسدة لا خير فيهم
وكلمة (بور) تطلق على المفرد والمثنى والمؤنث

رند الناصري كتب:: (فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا)

فقد كذبوكم بما تقولون ...يقول الله للمضلين
ها هم من عبدتموهم من دوني قد كذبوكم

فما تستطيعون صرفا ولا نصرا... لاتقدرون على صرف
وتحويل العذاب عن أنفسكم
ولا أن تنصرون أنفسكم

ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا... يظلم نفسه أولا
لأنه يموت على كفره وشركه

والله هنا يفتح باب الرحمة والإمهال
فتوبوا قبل الموت
توبوا قبل أن تراكم جهنم
توبوا قبل أن تشهدوا عذاب القبر

رند الناصري كتب:: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)

وما أرسلنا قبلك من المرسلين ... هل أنت يا محمد مختلف
عن باقي الرسل ؟؟
كل الرسل من قبلك كانوا بشرا
فما الذي أخل بتفكير المشركين فيك ؟؟

إلا أنهم ليأكلون الطعام .. يأكلون لأنهم بشر

ويمشون في الأسواق .. يتكسبون في الدنيا بالعمل

وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ... الفتنة هي الامتحان والاختبار

وويل للغني من الفقير والعكس صحيح
وويل للعالم من الجاهل والعكس صحيح
وويل للمعافى من المبتلى والعكس صحيح

لينظر كل منهم هل يتخلى هذا عن البطر
ويتخلى ذاك عن الضجر
هل يعطف هذا ويشكر
وهل يحمد هذا ويصبر

أتصبرون .... والجواب محذوف
وتقديره (أتصبرون أم لا تصبرون)

وقيل هو فعل أمر أي اصبروا
لأن الأمر إذا أتى في صيغة الاستفهام فهو مهم
كقوله في الخمر (فهل أنتم منتهون) أي انتهوا

وكان ربك بصيرا.... عليما رقيبا
بمن يصبر ويشكر
ومن يبطر ويضجر
وكل ما في الدنيا زائل
وكل ما في الدنيا امتحان

رند الناصري كتب:: (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا)

هنا أسئلة وطلبات واقتراحات
فتارة يقعون في القرآن
وتارة يقعون في سيد الأنام (صلى الله عليه وسلم)
وتارة يطلبون المعجزات

وقال الذين لايرجون لقاءنا ... فهم لايرجون لقاء الله
ولايؤمنون بالبعث ولا يتوقعونه

لولا أنزل علينا الملائكة ... سجل عليهم القرآن هذا الطلب
فمع أنهم لايؤمنون بوجود الله فكيف يطلبون الملائكة
هل لكي تشهد لمحمد رسول الله بالصدق
أم يريدونهم دليلا لتصديق القرآن
ألم يشهد بلغاء مكة للقرآن بالإعجاز

طيب
لو فرضنا أن الله أمر بإنزال ملائكة عليهم
فهل رأى الناس الملائكة من قبل
لا
إذن ستحتاج الملائكة لمعجزة كي يصدقهم الناس
بأنهم جنس مختلف عنهم
فماذا سيفعلون حينئذ

أو نرى ربنا .. طلب آخر من سوء الأدب
أرادوا رؤيته عيانا حتى يأمرهم بإتباع النبي

لقد استكبروا في أنفسهم ... وضعوا أنفسهم بغير موضعها

وعتوا عتوا كبيرا.. تجاوزا الحد في الظلم
ظلم أنفسهم في الشرك والكفر

رند الناصري كتب:: (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا)

يوم يرون الملائكة .. سيأتي يوم ويستجاب طلبهم
وسيرون الملائكة مرتين
مرة عند الموت
ومرة يوم القيامة

لا بشرى يومئذ للمجرمين... لابشرى (لهم)
وتم حذف (لهم) لتأكيد اليوم
وقال (المجرمين) تنكيلا بهم
فالملائكة تبشرهم بالعذاب لحظة الموت
لابشرى لهم بالرحمة أو بالجنة أو بالراحة

ويقولون حجرا محجورا.. من القائل ؟؟
قيل إنهم الملائكة
ومعناها حرام محرما عليكم الجنة
لأن الحجر هو المنع

أو القائل هم المجرمين
لأنهم يرون الملائكة لحظة الموت
وجوههم مخيفة وعدتهم شديدة
فيقولون حجرا محجورا
أي أنا عليك حرام
وكأنه يستعيذ به من نفسه

وكانت هذه عادة العرب في الجاهلية
إذا رأى أحد منهم شخصا ذو بطش أو مخيف الخلقة
فيظن المجرمون لسفاهتهم
أن ما كانوا يفعلونه في الدنيا
سينفعهم لحظة الموت أو القيامة
وأن الملائكة ستبتعد فعلا بزعمهم

رند الناصري كتب:: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا * أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا)

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل.. يطمع كل كافر يوم القيامة
بعمل صالح تم تدوينه في الدنيا
كإغاثة الملهوف وكرم الضيف وصلة الرحم

فجعلناه هباء منثورا.. الهباء هو ذر التراب
ولن يجعله الله أعمالهم كالهباء فقط
لكنه منثور لا قيمة لها
لأن أعمالهم افتقدت الإيمان

وهذه الأعمال يثابون عليها في الدنيا فقط
أما في الآخرة فلا وزن لها

أصحاب الجنة يومئذ.. أي يوم القيامة

خير مستقرا.. في خير مكان وأطيب زمان
خلود ورضوان

واحسن مقيلا.. المقيل هي الاستراحة في زمن النهار
وكان ذلك من عادة العرب
وقد أوصى بها (صلى الله عليه وسلم)
والمقيل لا يكون إلا في الظل والبرودة واللين
فقال أحسن مقيلا ليفتح لخيالك ما فيها من نعم

رند الناصري كتب:: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا)

ويوم تشقق السماء بالغمام ... تتفطر السماء يوم القيامة
تغور النجوم وتتحد الشمس والقمر
وتتشق السماء فينزل منها غمام (سحاب) خفيف
واللفظ للسموات السبعة كلها
سماء وراء سماء

ونزل الملائكة تنزيلا ... ملائكة تعمل صحائف وأعمال الخلق
وملائكة السماء الدنيا
والثانية والثالثة وهكذا حتى السابعة

الملك يومئذ الحق للرحمن .. ففي ذلك اليوم تبطل الدعاوى
ولا مُلك لأحد على وجه الحقيقة إلا لله
الرحمن على وزن (فعلان)
وهي صفة لم يتصف بها مخلوق
لعظيم قدرها رحمة وجبروتا وكبرياء وقدرة

وكان يوما على الكافرين عسيرا.. شاقا
ويُفهم من الآية
أن ذلك اليوم كان على المؤمنين يسيرا

» شرح سورة الجن سورة الجنِّ
» سورة العلق
» سورة النازعات
» سورة المنافقون
» سورة النصر