قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: سورة الليل الإثنين مايو 21, 2018 4:06 am
يوسف عمر كتب:
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)
كان المشركون يعذبون المستضعفين في مكة وعلى رأسهم بلال الحبشي وكان يخرجه فيطرحه على الرمل الساخن في الظهيرة الحارة ثم يأتي بالصخرة العظيمة فيضعها على صدره ويتركه بلا ماء يكاد العطش يقتله ويقول له: إنه لن يرفع العذاب عنه حتى يكفر بمحمد وبرب محمد وكان بلال لايقول إلا: أحد أحد
وكان (صلى الله عليه وسلم) يمر عليه وهو يقول: نعم يا بلال .. أحد أحد ثم قال النبي لأبي بكر: إن بلالا يُعذب ففهم أبو بكر مراده (صلى الله عليه وسلم) وذهب إلى أمية بن خلف وقال له: أتق الله في هذا فقال امية: أنت السبب في تعذبيه .. فأما أن يكفر وأما أن تشتريه فقال أبو بكر: بل اشتريه
ثم أشتراه
فقال بلال: يا أبا بكر .. هل أشتريتني لعملك .. أم في سبيل الله قال: بل في سبيل الله وأنت حر فأعتقه فقال الكفار: أعتق أبو بكر بلالا رياء لأن له يدا عنده
فأنزل الله هذه السورة ردا عليهم
وكان عمر يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا رضي الله عنهم وأرضاهم
وهذه السورة مكية أقسم الله فيها بثلاث أمور والليل .. والنهار .. وما خلق الذكر والإنثى
والليل إذا يغشي أي يغطي يغطي الشمس والأرض والدنيا وكل شيء بظلمته
وفي هذا القسم تفكر وتأمل فانظر إلى الليل وما فيه من سكون وكيف تحن الطيور إلى أوكارها وكيف تهدأ الحركة وكيف ينام الإنسان وأين يذهب حين ينام وهل تنام الأشجار سكون وأسرار فمن الذي أتى بالليل وكيف أتى
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة الليل الإثنين مايو 21, 2018 4:07 am
يوسف عمر كتب:
(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى )
ما (لغير العاقل) لكنها هنا لبيان العظمة والتفخيم وكأن السؤال والشيء العظيم القادر الذي لايصل إليه خيال أو يصل إلى حقيقة ذاته .. عقل أو فكر أو توهم إلى من الذي خلق الذكر والأنثى والنطفة واحدة والبيضة واحدة فهذا ذكر وهذه أنثى فالأمر ليس بمصادفة فمن الذي خلق ومن الذي قسّم ومن الذي ميّز وكل شيء عنده بمقدار
بل أنه سبحانه ما خلق الذكر والأنثى في الناس فقط بل في الحشرات والبهائم والطيور وفي الزروع وفي كل شيء خلق زوجين فهل أنتم مؤمنون
الفريق الآخر منهم من يسمع أذان الصلاة فلا يلبي كل شيء عنده صعب حتى حين ينفق كأنه يقطعه من جسده
فتراه يبخل بالطاعة واستغنى عن الله وبخل بالمال واستغنى عن الخير واستغنى بالدنيا عن الآخرة
وكذب بالحسنى أي بالتوحيد أو بالجنة وبالبعث والنشور وبالثواب
وكذب أن ما أنفقه في سبيل الله فسيخلفه الله
فسنيسره للعسرى وجاء بالتيسير للأعسر فكل طاعة عليه عسيرة صعبة شاقة ولايقوم للصلاة ولايصوم يسافر ليتنزه في كل البلاد حتى إذا ذكرت مكة انقبض قلبه وشحت يده
فمثل هذا سيعسر الله عليه طريق الطاعة وييسر عليه طريق المعاصي ويعسر عليه الموت والقبر والقيامة والبعث ثم إلى النار
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة الليل الإثنين مايو 21, 2018 4:08 am
يوسف عمر كتب:
(وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى )
الردى هو الهلاك ما يغني عنه ماله أي لايغني عنه ماله إذا هلك لأن الله لايأخذ فداءه يود المجرم يومئذ لو يفتدي ببنيه وصاحبته وأخيه لكن لا فداء ويود الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة لكن لا فداء
و(ما) قد تكون استفهام للتوبيخ بمعنى وأي شيء يغني عنه ماله ؟ فهل يستطيع أن يفدي بذلك المال وسع القبر وإذا كان المال لاينفع في القبر ونحن لا زلنا في الدنيا فكيف بالآخرة