قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: سورة النحل الأربعاء مايو 23, 2018 12:12 pm
رند الناصري كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النحل تسمى سورة النِعم لورود ذكر آية من آيات الإعجاز في خلق الله وهو النحل الذي يخرج من بطونه شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس
أو لوجود تعداد وشرح لنعم الله فيها من مخلوقات وسماء وأرض وغيره وهي سورة مكية إلا بعض الآيات
و روي في سبب نزولها أن الله لما أنزل على رسوله قوله تعالى
(أقتربت الساعة وأنشق القمر)
قال مشركو مكة: ها هو محمد أوعدكم بقيام الساعة وهددكم فامسكوا على ما كنتم تعملون حتى ننظر
ومرت الأيام ولم يحدث شيء فقالوا له: أين ما كنت تزعم؟
فنزل قوله تعالى
(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
ومرت الأيام ولم يحدث شيء فأعادوا الاستهزاء والسخرية فنزل قوله تعالى
(أتى أمر الله فلا تستعجلوه)
و سورة النحل تمتز ببيان أصول العقيدة وبيان وجود الأدلة على الواحد الأحد الخالق لكل شيء
كما تهتم السورة بإنذار الكفار من عذاب آت لا محالة وتعدد النعم التي لا حصر لها وتبين مصير أهل الشقاء وأهل السعادة وبعض من مكارم الأخلاق التي أمر بها الإسلام وتُختم السورة بأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعفو والصفح
أتى أمر الله... الفعل (أتى) ماضي مع أن العذاب متوقع ولم يحدث بعد لكن الفعل ماضي لأن القائل صادق وتستوي عنده كل الأزمنة ولأن الفعل قد قضى فعلا في سابق علم الله
فلا تستعجلوه.. استعجالكم للعذاب أو للساعة لن يفيدكم ولن تجدوا مخلصا لكم منها وسيقع في الوقت الذي حدده الله بحكمته ومراده
سبحانه وتعالى عما يشركون... تعالى وتنزه وتقدس وجلت ذاته وتعاظمت صفاته عن أن يُشرك به حيث زعموا أن الأصنام ستشفع لهم إذا أتاهم العذاب
ينزل الملائكة بالروح .. الروح هي الوحي أو الروح هو القرآن لأن به تحيا القلوب والنازل بالوحي جبريل أو الملائكة هنا هي جبريل وأتى بالجمع للتعظيم وقيل الروح خلق منفصل
من أمره.. أي من هبات أمر الله
على من يشاء من عباده... لأن النبوة والإختيار هو عطاء من الله ولا دخل للعباد فيه
أن أنذروا .. وظيفة المختارين هي الإعلام والإنذار
أنه لا إله إلا أنا ... بأن الله هو الإله الواحد الأحد وأنه لا شريك له ولا ند وأنه المتفرد بذاته والقائم بالعالمين
فاتقون... التقوى هي أن تجعل بينك وبين النار وقاية أو بينك وبين غضب الله وقاية والتقوى هي أساس العبادات لأنك إن لم تكن ترجو رحمة الله لأنه المستحق للعبادة فعلى أقل تقدير أن تخشى عذابه
خلق السموات والأرض بالحق... لأن الله هو الخالق ليس خالق البشر والنبات والجماد والحيوان فقط بل خلق السموات والأرض بما فيها من عظمة وإتقان فالخالق لهذه السموات والأرض أجدر بالعبادة من غيره بالحق: أي لم يكن خلقا للهو والعياذ بالله
تعالى عما يشركون .. تنزه سبحانه عما تصفونه به وعما تشركون من الأصنام مع عمله وزعمكم أنها تأتي بالنفع والضر كما يأتي به الله
خلق الإنسان من نطفة ... دليل آخر بعد بيان خلق السموات والأرض ياتي على خلق الإنسان الذي خُلقت من أجله السموات والأرض والنطفة لو كانت وحدها فلا حياة فيها لكن بعد التزاوج توهب لها الحياة بإذن الله ويكون إنسانا
فإذا هو خصيم مبين .. بدل أن يكون ذلك الإنسان عبدا صار ضدا صار عدوا خصيم: شديد الخصومة مبين: مجادل ويناقش وكأنه أعلم من ربه
والأنعام خلقها ... دليل آخر على رحمة الله وعظيم مغفرته وشمول عنايته يأتي على بيان خلق الأنعام وهي آية من تدبير الله للبشر
لكم فيها دفء ومنافع... الدفء ضد البرد وهو هنا من أصواف وأوبار وأشعار وكل ما في الأنعام منافع من لحم ولبن ونسل وتجارة حتى الفضلات سماد للأرض لايوجد فيها شيء ضار أو شيء لا ينتفع به أبدا
ومنها تأكلون ... فهي الغذاء الرئيسي للإنسان أما الباقي فهو للتفكّه
ولكم فيها جمال .. الجَمال (فتح الجيم) هو حسن المنظر
حين تريحون.. حين وقت راحتكم أو وقت الرواح بعد العصر حين تعود لمكانها وتعود لمحل إقامتها
وحين تستريحون... حين تأخذونها للمرعى
وانتبه هنا قدم الرواح على المستراح لأن جمالها بعد عودتها من المرعى أكثر
وتحمل أثقالكم ... الأثقال جمع ثقل وهو الحِمل الذي يثقل الإنسان حمله من متاع والكلام هنا خاص بالإبل فلا حمل على البقر ولا على الغنم
إلى بلد لم تكونوا بالغيه... واصليه
إلا بشق الأنفس.. الشق هو المشقة أو الشَق هو النصف فلولا الأنعام لوصلتم للمكان المطلوب بنصف طاقتكم
إن ربكم لرؤوف رحيم ... رؤوف بكم يحنو عليكم ويخلق لكم من المنافع ما تقر به أعينكم حتى أنه سخر لكم ما يحمل عنكم أثقالكم فكيف تطلبون غيره ؟؟!!
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة هناك تغيير في نظم هذه الآية فالمفروض أن يقول (لتركبوها وتتزينوا بها) لكنها جاءت بهذا النسق ليشعركم أن الركوب منكم ولكن تزيينها هو من خلق الله
أو أن الغرض الرئيسي من خلقها هو الركوب أما الزينة فمن النعم
ويخلق ما لا تعلمون... منها الهوام والحشرات ودواب الأرض ومنها الجنة والنار وما فيها ومنها الملائكة وألوانها وأعدادها ومنها من أمور مكتشفة جيلا بعد جيل منها ما وقع زمانه ومنها ما لم يأت بعد
وهذه الآية تهيأ القلوب والنفوس لما يكتشفه العلم من أمور تسخيرية للناس
وعلى الله قصد السبيل... السبيل هو الطريق المستقيم والعرب تسمي الطريق المستقيم بالقصد لأن المتجه فيه يقصد مباشرة وجهته دون إلتفات وعلى الله بيان السبيل بإرسال الرسل والعلامات فيتضح لك طريق الرشد من طريق الغي
وهذا يعني أن من سعى إلى الله وصل لقوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) لمجرد أن تصدق منك النية أو تبدر منك الخطوة الأولى فأنت واصل لا محالة إلى الله
ومنها جائر... تغير النظم هنا مرة أخرى أي من السبيل هناك نوع آخر وهو طريق منحرف
بمعنى أن الله تكفل بإيصالك إليه بصدق نيتك وتكفل بإيضاح الطريق المستقيم أما الطريق الضال فلا يوصلك إليه ولا يوضحه لك ولا يدلك عليه
ولو شاء لهداكم أجمعين... والهداية درجات وأنواع فمنها هداية الرسل وهي هداية التبليغ فقط أما هداية الله فهو سبحانه إذا أمر بهدي أحد فإن ذلك الإنسان مهديّ لا محالة ولو شاء الله لأصبح الناس جميعا على قلب رجل واحد لأصبحوا جميعا على مقام الرسل لكنه لم يشأ وفتح لكم باب الإختيار ليترتب عليه الثواب والعقاب وليكون هناك جنة ونار
ينبت لكم به الزرع ... الإنبات هو الإنشاء الزرع هو جميع أنواع الزرع
والزيتون والنخيل والأعناب .. هذه أهم الأشجار التي يجب عليك وضعها في بستانك وبه يتحقق معنى الجنة
ومن كل الثمرات .. كله نبت من الماء والماء نزل من السماء والماء واحد والأرض واحدة بينما تخرج الثمرات مختلفة
إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون.. فالله يطلب منا التدبر أن نتأمل في هذه الزروع والأشجار أن ترى الحبة جافة لا روح فيها ولا حياة تضعها في الارض ونالت من رطوبة التربة انتفخت وشُقت وخرج من أعلاها ساق شق الأرض حتى ظهر للأبصر وخرج من أسفلها جذر شق الأرض وسعى فيها فالساق يطلب الضوء والجذر يطلب الظلمة أفلا تتفكرون؟؟!!!!
وسخر لكم الليل والنهار... ها هو الليل وهاهو النهار تارة يطول النهار وتارة يقصر وتارة يطول الليل وتارة يقصر وهناك آيات وآيات تدل على التخصيص فلا شيء يشبه شيء وطالما هناك تخصيص فلابد أن يكون هناك حكيم قدير
والشمس والقمر .. فكل ذلك مسخر لانتفاعكم
والنجوم مسخرات بأمره.. هناك فرق في التسخير فهناك تسخير مقدور عليه (تذليل) كركوب الأنعام وهناك تسخير غير مقدور عليه كالشمس والقمر
إن في ذلك لآية لقوم يعقلون... لو حاولت الاقتراب من أطفال القطة فلن تسمح لك ولو حاولت أن تقترب من صغار البقرة فستسمح لك أفلا يثير في عقلك العجب والبقرة أكبر من القطة
وما ذرأ لكم في الأرض... ذرأ أي خلق وفرّقه في الأرض من كل ما يخطر على البال
مختلفا ألوانه كذلك.. يدخل فيه الزرع والحيوان والمعادن والجبال والبترول والألوان هنا ليست اللون فقط بل هي أنواعه ومنافعه من المواد السائلة والصلبة والحية
إن في ذلك لآية لقوم يذكرون.. يذكرون الله أو يتذكرون أن هناك إله واحد لا شريك له ويعلمون أن كل ذلك من فضل الله القيوم
وألقى في الارض رواسي.. الرواسي هي الجبال هي التي أثبتت الأرض
أن تميد بكم .. أي كي لا تميد كي لاتضطرب الأرض بكم ولولا الجبال لمالت الأرض ولزلزلت
وأنهارا .. أي وألقى فيها أنهارا كذلك
وسبلا... طرقا مذللة للمشي
لعلكم تهتدون... إلى مقاصدكم أو إلى معرفة الخالق سبحانه
وعلامات ... علامات مختلفة بها يعرف الإنسان طريقه
وبالنجم هم يهتدون ... النجم هنا بمعنى النجوم أي جنس النجم ففي قراءة (بالنُجُم) والملفت للنظر هو تغيير نسق الخطاب مثلا قال
سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا وعلامات ثم قال: وبالنجم هم يهتدون !
وفيها تقديم (النجم) وفيها ضمير (هم) والعرب يعرفون هذه اللفتات البيانية وكانت النجوم دليلهم في سفرهم إلى الشام واليمن في رحلات الصيف والشتاء فكأن الله يقول لهم أنتم يا من كذبتم محمد ويا من عبدتم الأصنام ألا تستدلون بالنجوم على سفركم فمن خلقها أفلا تتدبرون
والله يعلم ما تسرون وما تعلنون... يعلم ما خفي وما ظهر يعلم النوايا والأقوال والأفعال ويعلم هواجس الضمير والافكار والخواطر بل هو يعلمها قبل أن تكون فكرة
والذين يدعون من دون الله... كالأصنام والأوثان
لا يخلقون شيئا وهم يُخلقون... فكيف تسوون بينهم وبين الله كيف وانتم من يصنعهم فتعبدونهم
أموات غير أحياء ... الآية عجيبة لأن الأصنام اموات في الدنيا أما في القيامة فهي تنطق وتشهد عليهم
وما يشعرون أيان يبعثون ... أي لا تشعر الأصنام بموعد البعث أو لا تعرف بموعد البعث لمن يعبدهم
لكن سؤال إذا كانت الأصنام لا تعرف متى يوم الجزاء فمتى تجازي من عبدها على عبادتهم !
أنه لا يحب المستكبرين ... إذا كان لايحب الذين يتكبرون عن الخلائق فكيف بمن يتكبر عن عبادة الخالق
وإذا قيل لهم ماذا انزل ربكم ... سؤال يطرحه عليهم أهل القبائل القادمة من خارج مكة
قالوا أساطير الأولين ... هذا هو جوابهم أي مشركي مكة بعد أن قسموا أنفسهم جماعات تقف على رؤوس الطرق في مواسم التجارة يستقبلون القوافل ويحذرونهم من السماع لرسول الله فكانت الناس تأتي وتسأل عن هذا النبي فيقولون لهم شاعر أو ساحر أو كاذب وعن القرآن يقولون أساطير الأولين
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة .. اللام هنا أي لكي يحملوا أوزارهم واللام هنا تسمى لام العاقبة أي قالوا كذلك في الدنيا ليحملوا أوزارهم يوم القيامة أو تكون اللام هي لام الأمر والكلام تهديد
وحمل الأوزار هنا بالكامل لأن المسلم إذا أخطأ في دنياه وفي حياته يكفر الله عنه الخطايا بنقص مال أو أنفس أو بكرب حتى الشوكة يشاكها أما هؤلاء فلا تكفير لهم مهما أصابهم من مصائب في الدنيا فأوزارهم كاملة يوم القيامة
ومن أوزار ... أي ومن أثقال
الذين يضلونهم بغير علم.. لأنهم لو علموا نتيجة أن يضل الإنسان غيره لما فعلوا ذلك لكنهم لايعلمون لذلك يتساهلون ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة
والجهل هنا لا يعفي التابع من المسؤولية إذ كان عليه التفكر قبل أن يتبع القطيع
ألا .. كلمة تنبيه
ساء ما يزرون ... ساء ما يحملون من أثقال وذنوب وأوزار للنتيجة التي تنتظرهم
قد مكر الذين من قبلهم .. تسرية للنبي عليه الصلاة والسلام لأن فعلهم هذا هو نفس فعل من كان قبلهم بعد أن دبروا للرسل المكائد واحتالوا عليهم كمن يبني بناء لبقاءه وخلوده
فاتى الله بنيانهم من القواعد ... فإذا بالبناء يتصدع ارضه فيكون ما بناه سببا لهلاكه
فخر عليهم السقف من فوقهم ... السقف اسم جنس والآية قابلة لأن تكون على الواقع أو تكون وصف كناية
وهنا عجيبة لأنه قال (السقف من فوقهم) والسقف بالأساس بالعلو لكن أضاف (من فوقهم) ليعلم السامع أن السقف حين خر .. كانوا هم تحته وليس سقوط بلا فائدة بل هو سقوط على رؤوسهم
وقد تكون القواعد إشارة إلى الأرض والسقف إشارة إلى السماء
وآتاهم العذاب من حيث لا يشعرون... الإتيان غير المجيء الإتيان سريع ولا يحتاج جهد ونفى عنهم الشعور مع أن مدارك الإحساس ثلاثة العلم .. العقل .. الشعور فإن كان قد نفى الأدنى فهم بلا علم ولا عقل
ويقول أين شركائي .. أين هم حتى يشفعوا لكم كما زعمتم الذين كنتم تشاقون فيهم .. الذين كنتم تعادون الأنبياء فيهم وتجادلون المؤمنين عنهم (تشاقون) أي تكونون في شق والآخرين في شق آخر وفي قراءة (تشاقونِ) بكسر النون أي تعادوني وتعادون أوليائي
قال الذين آوتوا العلم .. المؤمنين أو الملائكة أو الأنبياء والمرسلين
إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين .. وهذا يعني أن العزة اليوم والنجاة للمؤمنين الذين كنتم تسخرون منهم في الحياة الدنيا و (على) هنا تفيد الفوقية فهو فوقهم ومحيط بهم وليس لهم خروج منه
هل ينظرون ... قل لأولئك الكفار الذين يكذبوك ويسخرون منك إنه لابد من مجيء أحد أمرين تنتظرونهما
إلا أن تأتيهم الملائكة .. إما أن يأتيكم الموت وتأتيكم أحوال ملائكة الموت فتعرفون مقامكم
أو يأتي أمر ربك.. أو تأتي القيامة والساعة والبعث والثواب والحساب والعقاب فلابد من مجيء أحد هذين الأمرين وإذا كان لا سبيل لأي أحد بوقف الموت فكيف بالقيامة
كذلك فعل الذين من قبلهم .. هذا ديدن السابقين جميع من كفر بالأنبياء والمرسلين
وما ظلمهم الله... لأن الله أرسل لهم من يهديهم أرسل لهم من ينذرهم
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون... هم من رفض الاستماع واتبعوا الشيطان وأهوائهم
فأصابهم سيئات ما عملوا... نفس العقاب نفس الحساب نفس الفتنة
وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون.. أحاط بهم والحيق لا يستعمل إلا بالشر بينما (أحاط) تستعمل في الخير والشر فأحاط بهم هنا العذاب الذي كانوا به يستهزئون
وقال الذين أشركوا .. نكاية عن كلامهم كلمة حق أريد بها باطل
لو شاء الله ... والكلمة قيلت سخرية وهم يعلمون بطلان حجتهم
ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا.. هم يقولون أن عبادتنا للأصنام وعبادة آباءنا للأصنام لابد أنها ترضي الله لأنها لو لم ترضي الله لما سمح بها !
ولا حرمنا من دونه من شيء.. وكذلك يظنون أنهم في مُلك الله (وهذا حق) لكن يقولون إن الله لا يسمح في ملكه إلا ما كان بمراده فلو كان ما نعمله باطلا لما سمح به الله !
كذلك فعل الذين من قبلهم .. نفس الكلام نفس السخرية فلماذا نتعجب إذا نزل بهم نفس العقاب فالمشركين في مكة يقلدون المشركين بالأمم السابقة
فهل على الرسل إلا البلاغ المبين .. تلك وظيفة الرسل تلك وظيفة الأنبياء أن يرشدوا الناس للطريق المستقيم ويحذروا الناس من حساب الله وعقابه