السؤال
ما معنى الخلافة والاستخلاف لغة وشرعا؟
الجواب
السائل يسأل: ما معنى الخلافة والاستخلاف لغة وشرعا؟
ليس هناك فرق بين اللغة والشرع في هذه المسألة فكلاهما متحد فيها،
لكن الشرع يؤكد التزام اللغة في ذلك.
الخلافة هي مصدر، كما جاء في القاموس يقال: خلفه خلافة، أي: كان خليفته -ولاحظوا تمام التعبير- وبقي بعده.
ومما جاء في القاموس:
الخليفة السلطان الأعظم كالخليف، أي: يقال بالتذكير والتأنيث، الخليف والخليفة،
والجمع خلائف وخلفاء.
هذا ما في القاموس، لكن الشيء البديع ما في النهاية في غريب الحديث والأثر لـ ابن الأثير ،
فقد ذكر أثرا فانتبهوا له! يقول:
[ جاء أعرابي فقال لـ أبي بكر : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا.
قال:
فما أنت إذا كنت تقول لست خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: أنا الخالفة بعده ]
أي: الذي يأتي بعده، أما أن يكون خليفة فلا، لماذا؟
لأن معنى الخليفة فيه معنى دقيق على ما كنا نعبر عنه إجمالا ونستنكر في التعبير،
بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، من أجل ذلك المعنى الذي يوضحه لنا الآن الإمام ابن الأثير ،
يقول: فقال: [ أنا الخالفة بعده ]
أبو بكر لم يرض لنفسه أن يقول:
إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإنما قال: [ أنا الخالفة بعده ]
أي: جاء من بعده فقط، يفسر ابن الأثير فيقول:
الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسد مسده،
والهاء فيه للمبالغة، وجمعه الخلفاء إلى آخره.
فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بشر لم يرض أبو بكر الصديق أن يقول: إنه خليفته؛
لأن معنى الخلافة بهذه اللفظة: أنه ينوب مناب الذي خلف ومضى وهو الرسول عليه الصلاة والسلام،
ولا يمكن لـ أبي بكر مهما سما وعلا أن يداني كماله عليه الصلاة والسلام.
ومن هنا نعرف بأنه لا ينبغي من باب أولى أن يقال:
الإنسان هو خليفة الله في الأرض؛ لأن البون أكبر من أن يذكر بين الخالق والمخلوق،
فإذا كان أبو بكر لم يرض أن يقول عن نفسه إنه خليفة الرسول،
فنحن لا نرضى أن نقول:
إن الإنسان خليفة الله في الأرض.