وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(هَذَا جِبْريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمُ)
قالت : قلت :
وعليه السلام ورحمة الله وبركاته .
رواه البخاري (3045) ومسلم ( 2447 ).
--------------
قال النووي -
في باب كيفية السلام - :
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام : "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ،
فيأتي بضمير الجمع ، وإن كان المسلَّم عليه واحداً .
ويقول المجيب :
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" ، فيأتي بواو العطف في قوله : "وعليكم".
"رياض الصالحين" (ص 446) .
------------
وأما زيادة "ومغفرته" : فقد جاءت في بعض الأحاديث ، في إلقاء السلام ، وفي رده ، غير أنها لا تصح ،
ومن هذه الأحاديث الواردة في ذلك :
1- عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ... بمعنى حديث عمران المتقدم وفيه زيادة : أن رجلاً رابعاً دخل فقال : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أَرْبَعُون. ثم قال : هكذا تكون الفضائل) رواه أبو داود (5196) وقد ضَعَّفَ هذا الحديث بزيادة "ومغفرته" : ابن العربي المالكي ، والنووي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والألباني ، رحمهم الله .
قال ابن القيم رحمه الله :
"ولا يثبت هذا الحديثُ ؛ فإن له ثلاث علل :
إحداها : أنه من رواية أبى مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، ولا يُحتج به .
الثانية : أن فيه أيضاً سهلَ بن معاذ ، وهو أيضا كذلك .
الثالثة : أن سعيد بن أبى مريم أحدَ رواته لم يجزم بالرواية ،
بل قال : أظنُّ أنى سمعتُ نافع بن يزيد" انتهى .
"زاد المعاد في هدي خير العباد" (2/417 ، 418) .
وانظر "السلسلة الضعيفة" (5433) .
-----------
2- وعن أنس رضي الله عنه قال :
كان رجل يمُر بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رسول الله ،
فيقولُ له النبيُّ صَلى الله عَليه وسلم :
(وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه وَمَغْفِرَتُه وَرضْوَانُه)
فقيل له : يا رسول الله ، تُسَلِّم على هذا سلاماً ما تُسلِّمه على أحدٍ من أصحابك؟
فقال : (ومَا يَمْنَعُني مِنْ ذلِكَ وَهُوَ يَنْصَرِفُ بِأَجْرِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً) ،
وكَانَ يَرْعَى عَلَى أصْحَابِهِ .
رواه ابن السنِّي في "عمل اليوم والليلة" (235) .
وهو حديث ضعيف جدّاً ، ضَعَّفَه ابن القيم في "زاد المعاد" (2/418) ، وضعفه الحافظ ابن حجر بقوله :
وأخرج ابن السني في كتابه بسند واهٍ من حديث أنس قال : كان رجل يمرُّ ... .
"فتح الباري" (11/6) .
-----------
3- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال :
(كنَّا إذا سلّم النبي صلى الله عليه وسلم علينا قُلنا :
(وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته)
رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " ( 6 / 456 ) ،
وضعفه بقوله : وهذا إن صحَّ قلنا به ، غير أن في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"وأخرج البيهقي في " الشعب " بسند ضعيف أيضاً من حديث زيد بن أرقم ... فذكره" انتهى .
"فتح الباري" (11/6) .
وعلى هذا ،
فأكمل صيغة ثبتت في إلقاء السلام :
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ،
وأفضل صيغة في الرد :
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) .
والله أعلم