قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة العلق الإثنين مايو 21, 2018 3:46 am
يوسف عمر كتب:
(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)
الحق سبحانه وتعالى هو الذي جعل القلم وسيلة للتعلم وهي القراءة والكتابة
لكن هو نفسه سبحانه القادر على أن يعلم محمدا (صلى الله عليه وسلم) بغير قلم
وصحيح أن هناك وسائط وأسباب للتعلم لكنها في الدنيا فماذا لو زالت هذه الوسائط وهذه الأسباب أليس الحق وحده هو المعلم
وقد كان (صلى الله عليه وسلم) أميا لم يقرأ ولم يكتب بقلم والقلم أداة التعليم وأراد الله له ذلك ليكون أدل على معجزته ومع ذلك قرأ القرآن وكان أكثر الناس حكمة وبيان
فكانت صفة الأمية فيه (صلى الله عليه وسلم) صفة كمال وكان ذلك هو الإعجاز الذي ليس بعده إعجاز
الذي علم بالقلم وسمي قلما لأنه يُقلم ويُقطع
والقلم ثلاثة قلم الله .. أول ما خلق الله (كما بالحديث) وأول ما كتب (رحمتي غلبت غضبي)
والقلم الثاني قلم الملائكة تكتب الملائكة به المقادير والكائنات وما يكون من تدبير وأعمال العباد واقوالهم فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
والقلم الثالث وهو القلم الذي يكتب به الناس منذ بدء الخليقة سواء كان حجرا أو عودا من شجر أو قلما كأقلام اليوم أو حتى هذا الكيببورد
ولولا القلم ما تكلمنا بشيء من العلوم
ولولا القلم لظل الناس بلا تطور لأن العلوم تُبنى على العلوم والاختراعات تتطور من وإلى وكل ذلك بالقلم تلك الأداة البسيطة والصغيرة
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة العلق الإثنين مايو 21, 2018 3:46 am
يوسف عمر كتب:
(عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
الإنسان هو آدم لأنه يقول سبحانه في آية أخرى (وعلم آدم الأسماء كلها)
إذن فهو سبحانه علم آدم كل العلوم وبكل اللغات
فالناطقون باللغات اليوم إنما يتحدثون بلسان آدم (عليه السلام)
فكانه سبحانه جعل في آدم إمكانية التكلم بكل لغات الأرض والعلم بجميع علوم الأرض وتوارثته الذرية
والإنسان .. هو سيد الناس جميعا هو المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لقوله في آية أخرى (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)
والإنسان .. هو مطلق الإنسان عُلم بالقلم أو بالسماع والمعلم هو الله
تلك كانت خمس آيات أول ما نزل من القرآن الكريم على الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) تبين الآيات فضله سبحانه ورحمته ونعمته على الناس إذ لولا القلم ما كان دين وما كانت دنيا وخالق القلم هو الله ومعلم الخط والكتابة هو الله فلا تغتر بعلمك ومهما بلغت من علم فإنما أنت تعلم ظاهرا من الحياة الدنيا وستبقى ناقصا ولا تعلم كل شيء
لأن الله سبحانه علم الناس ما يصلح به معاشهم ولم يعلمهم حقائق الأشياء
فأنت تعلم عن الكهرباء وتشغلها لكن ما هي حقيقة الكهرباء لا أحد يعلم
وأنت تعلم ظاهرة الجاذبية لكن لا تعلم حقيقتها وهكذا
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة العلق الإثنين مايو 21, 2018 3:47 am
يوسف عمر كتب:
(كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى)
كلا .. أي حقا إن الإنسان ليطغى
والطغيان هو تجاوز الحد في العصيان فقد كان الإنسان نطفة وخُلق من علق فإذا أغناه الله بالعشيرة والأنصار أو أغناه بالمال والثراء طغى وتجبر حتى قال أنا ربكم الأعلى
نقاط : 3239 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: سورة العلق الإثنين مايو 21, 2018 3:47 am
يوسف عمر كتب:
(أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى )
أن رأى نفسه قد استغنى بكثرة المال والأهل والعرض ونسي خلقه ونسيء منشأه
(إن إلى ربك الرجعى)
والرُجعى هي مصدر رجع (كالبشرى) فمهما عشت ووسع ثراءك فالرجوع إلى الله إلى الملك الحق إلى من اوجد الخلق إلى من خلقك من علق وهو سائلك عن سر طغيانك وكيف تطغى وأنت لاتملك شيئا هل لك سلطان على المعدة فتهضم وقت ما تشاء هل لك سلطان على قلبك هل لك سلطان على الحجاب الحاجز هل لك سلطان على دورات الدم في عروقك هل لك سلطان على عينيك كيف تغمض الجفنين هل تحركها بيديك كيف تعمل الأذنان كيف تنام ولماذا تنام
فإذا كنت جديرا بالطغيان فامنع نفسك عن النوم سلطان النوم الذي يأخذك رغم انفك فتغيب عن وعيك وتسلب منك الإرادة ويغيب عنك التمييز ولو دخلت نملة في أذنك لأهلكتك في ساعتك
هل أنت قوي وهل تظن أنك قوي وهل رايت أحدا مشلولا وهل رأيت أحدا راقدا عاجز
وأنت تعبر في الدنيا أياما ثم تحمل على الأكتاف ويشيعك الآخرون ونعشك يخاطب المشيعين يخاطبهم ولايعقلون
وكم شيعت أنت من جنائز فهل سمعت خطاب النعش لك لو سمعته لقال
أيها الميت أنك تشيع ميت أيها الطاغي انظر إلي بعقلك أيها المغرور أنا المهيأ لنقلك أنا سرير المنايا فكم سارى مثلي بمثلك
أرأيت .. أي اخبرني والصواب أن يقال أن المخاطب فيها غير مُعيّن لأنه لايُقصد منها جواب وإنما سيقت مساق التعجب
فأبو جهل رجل خفيف نحيل حديد النظر حديد اللسان قلما يستطيع أحد أن يثبت أمام عينيه اسمه أبو الحكم كناه (صلى الله عليه وسلم) بأبو جهل وله مواقف مخزية في الدعوة ومنها هذا الموقف
فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يصلي في الكعبة يصلي بين الركن اليماني والحجر الأسود ويستقبل القبلة من جهة الجنوب فيكون متجه صلاته .. إلى الكعبة وبيت المقدس معا وبقي على ذلك حتى هاجر إلى المدينة (صلى الله عليه وسلم)
وفي يوم من الايام مر أبو جهل ولم يكن هناك أحد يصلي حول الكعبة ولم يكن هناك سور في المسجد فقال: أما زال محمد يعفر وجهه بين أظهركم ؟
ثم اقسم فقال: لو رأيته يفعل ذلك لأطئن عنقه
فدخل ذات يوم ووجد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يصلي فلم يفعل شيئا فذكرته قريش فقال: لقد هممت.. لكني وجدت خندقا بيني وبينه
فقال (صلى الله عليه وسلم) لو أضر بي لاختطفته الملائكة عضوا عضوا
والله هنا يتكلم عن أبي جهل أي اخبرني عن هذا الرجل الذي لم يجد شيئا يصنعه إلا أن ينهى عن الصلاة
فنكّر كلمة (عبد) ولم يضف له أل التعريف والمراد بها التعظيم فهو أي عبد
ثم ألحقت بقيد هو (إذا صلى) أي حال صلاته
فكان الله سبحانه يقول لأبي جهل نحن لا ننكر عليك كونك تنهى النبي بل ننكر كونك تنهى أي مصلي
فكل من منع مصليا من الصلاة دخل في هذا الوعيد ويدخل بصورة أشد إذا كان النهي حال الصلاة
كما في أثر لعلي بن أبي طالب دخل المصلى في يوم عيد فوجد أناسا يصلون بعد الصلاة فلما رآهم أنكر عليهم فقيل له: ياأبا الحسن الا تنهاهم قال: أخاف أن أكون ممن يدخل في قول الله (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى)
أرأيت إن كذب وتولى وهذه هي حقيقة (أبو جهل) فهو كاذب متولي عن الحق معرض عنه
واعلم أن الكفر بجميع أنواعه وشتى مذاهبه يدخل في هذه الكلمة التكذيب والتولي لأنه مكذب بالرسول والنتيجة أنه معرض متولي
ولذلك قال في آية أخرى (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) فجمع الله الكفر كله في هاتين الكلمتين
ألم يعلم بأن الله يرى هذه من أعظم آيات الوعيد في القرآن فكيف لإنسان أن يسمع هذه الآية ثم لايقف عند حدود الله وهذا مكمن التخويف والترغيب فيها لأن الإنسان سيعلم أن الله مطلع عليه فيزيد طاعته ويعلم أن الله رقيب عليه فيستغفر ذنبه
وكل الناس معافى إلا المجاهرين فهذا قد تجاوز مسالة رقابة الله ولم يهتم