وعلى المستوى الشعبي
فقد اجتاحت باكستان ثورة عارمة في عام 1953م
مطالبة بإقالة ظفر الله خان وزير الخارجية حينئذٍ،
كما طالبت باعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة،
وقد استشهد في هذه الثورة قُرابة عشرة آلاف مسلم
حتى نجحت في إقالة الوزير القادياني.
أيضًا قام مجلس الأمة الباكستاني بمناقشة زعيم الطائفة القاديانية
والرد عليه في سلسلة مناظرات استمرت قرابة الثلاثين ساعة،
عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة،
وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة،
فأصدر المجلس قرارًا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
كما عقدت رابطة العالم الإسلامي في عام 1974م
مؤتمرًا كبيرًا في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية
من جميع أنحاء العالم،
وقد أعلن المؤتمر صراحة كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام،
بل وطالب المسلمون بمقاومتها وعدم التعامل مع القاديانيين،
وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين[6].
لا شك أن القاديانية تخالف ما صرَّح به النبيُّ
وما أجمع عليه المسلمون من كون النبيّ محمد
هو آخر جزء في صرح الرسالة الإلهية،
وفوق ذلك ادِّعاءات إمامهم الغريبة بأنه هو المسيح،
وبأنَّه هو النبي محمد
وكل هذه الادعاءات ليس عليها أي دليل،
وأقصى ما جاء به أحمد القادياني من معجزات -
كما سماها هو- هو تنبؤه بالخسوف والكسوف قبل وقوعهما،
ومعلوم أن ذلك أمر يسير لعلماء الفلك والأرصاد،
ويتكرر حدوثه وتمَّ حسابه أيَّام الادعاءات القاديانية.
وإضافةً إلى افتقار الدعاوي القاديانية للأدلة التي تقوِّيها
نجدها لا تتفق بل وتخالف الشريعة الإسلامية التي قام عليها الدليل،
ومن ثَمَّ فإن هذه الادعاءات تُخرِج صاحبها عن الإسلام؛
حيث تركنا النبي محمد على المحجَّة البيضاء التي ليلها كنهارها،
وإذا كان القادياني يتمسك
بحديث
"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"[7]،
فإن المجدِّدين قبله لم يدَّعوا النبوة، ولا أن معهم آيات تثبت نبوتهم،
فلماذا شذَّ أحمد القادياني عنهم؟!
وبالرغم من تقاربه الملحوظ مع أقوال أئمة الشيعة،
حيث يدَّعون أن أئمتهم معصومون وملهمون، وتجري على أيديهم المعجزات،
إلا أنهم لا يدَّعون أنَّهم يتلقوا الوحي، ولا أنَّهم يكلِّمون الله،
وغير ذلك الكثير مما لا يقبله عقل ولا يميل إليه قلب؛
فتعاليم القاديانية ليست من الإسلام في شيء[8]،
بل هي كفر مَحْض.