سلاسل وأغلال
جهنم
أسأل الله أن يصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما([1])
والسلسلة جمعها سلاسل : مجموعة أشياء مترابطة ومتصلة ومتتابعة إما تسحب وتجر معا وإما تستخدم لسحب وجر المعذبين من عذاب لعذاب ([2])وسلاسل جهنم طبيعتها تتناسب مع طبيعة جهنم
كيفية التتابع والتسلسل والترابط في السلسلة
· التتابع والتسلسل لمادة السلسة نفسها: فيكون الترابط لنفس مادة السلسلة وفي ( أحد طرفيها ) يتم ربط المعذبين ومن الطرف الآخر يتم سحبهم
· التتابع والتسلسل للمعذبين من أهل جهنم : فيكون الترابط للمعذبين أنفسهم على احتمالين
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ([3]) ﴿الحاقة: ٣٢﴾
- المعذبين إما يكونوا مقيدين بتتابع على شكل سلسلة ، ويتم سحبهم وجرهم من أحد الأطراف ( عن طريق الأصفاد )
- وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿ابراهيم: ٤٩﴾
- وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿ص: ٣٨﴾
الصفد : الوثاق والقيد الذي يصل بين إثنين معا على شكل متسلسلة متوالية ( مقرنين ) بالأيدي والأرجل والأعناق .
- السلسلة مفرغة مجوفة ( كالأنبوب ) والمعذبين من أهل جهنم محشويين فيها وراء بعضهم بتسلسل وتتابع ( وكأن السلاسل مجوفة ومفرغة لزيادة الضيق على ضيق جهنم) أشبه بقرن البازيلاء
الغَلل جمعها أغلال (المفهوم المادي ([4])) : ما يقيد به الشيء لضمه على بعضه بشدة (إدخال بعضه ببعض) لعدم تفلت شيء منه ، وأغلال جهنم تجمع العنق بالقدمين ولذلك يسحب أهلها بالسلاسل على وجوههم لعدم قدرتهم على الحركة و التنقل([5]) وطبيعتها تتناسب مع طبيعة جهنم فالمعذب إذا قيد بها ولم تسمح له بالحركة يزيد من عذابه ،.
ويمكن تشبيه طريقة الربط بالأغلال بطريقة تربيط هذه المومياء المكتشفة حديثا في البيرو
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) جميع الصور في هذا البحث للتقريب
([2])
- وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿مريم: ٨٦﴾
- يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴿القمر: ٤٨﴾
- إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿غافر: ٧١﴾
([3]) سلك : إما بالربط بين كل اثنين معا من خلال الأصفاد مكونين سلسلة . أو دخول كامل شيء( هناك حركة ) في شيء آخر ( ساكن ، غير متحرك)والشيء الساكن يحيط بالشيء المتحرك من جميع الجهات ويحتويه ويسعه
([4])وأما الأغلال المعنوية فهي قد تكون تعاليم وشرائع وقيم وعادات وتقاليد قديمة تمنعه من اتباع المنهج الجديد منهج الحق منهج التوحيد حيث أن المأثور يكبت اتباع الأثر
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿الشعراء: ٧٤﴾
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿الأعراف: ١٥٧﴾
... والغِل : حب الجمع والاستئثار وعدم البذل وعطاء الغير نهائيا. والغيرة والحسد والحقد ( قلبه ممتلئ من الدنيا وزينتها )
(الأخوة وهي ضد الغل) :الحب والإيثار والبذل والعطاء بلا حدود ( قلبه ( خاوٍ ) فارغ من الدنيا وزينتها )
فصفات الذي لا يغل
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿الحشر: ٩﴾
([5]) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿غافر: ٧١﴾