قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (الا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)
فقـال الشيخ : رُويَ القَلـب ! طَـهورٌ يَـا ولَـدي طَـهور .. نحنُ بالبكاء ؛ نقول ما تَعجَـز الكلمات عنه .. فاسمَـع بكائَـنا يَـا سَميع .. اللهم إنَّ الصَبـر عِبادتنـا التي نَـنزِف فيها وجَعـاً !
قال أحَـد السلَـف : ( سألتُ ربّـي حاجـةً عشـرين سنة ؛ فما انقضَت لي ولا يَئستُ منها ) .. إنَ الله يؤخِرها ؛ حتى يُباركها !
رَوى الإمـام مالـك عَـن شَيخـه يحيـى : كُنتُ بأرض المَغرب ، فطلبتُ حاجةً مـن حوائـج الدنيا ؛ فأهمّتني ، وأكثرتُ الدعاء فيها، ثم ندمتُ ؛ وقلتُ : لو كان دُعائي هذا في حاجةٍ مـن حَوائـج آخرتـي .. فذكرتُ ذالك لشيخ كُنت أُجالسه ، فقال : لا تَكـره ذلك ؛ فإنَ الله قد باركَ لعبدٍ في حاجةٍ أَذِنَ له فيها بالدُعـاء ) !
كيف َتكون يا سيّدي السَلامة .. وكُل شيءٍ فينا شُجَّ مِن تَعـَب ؟
قال الشيخ : لا تـزال بخيـرٍ ؛ ما لم تُصِبْ كبيرةً تغيـّر عليك قلبك ، وتهدم صَـالح عمَلك .. فاستَعـِن على سَيْـرك إلى الله ؛ بتـَرك مَـن شغلَـك عَـن الله عزّ وجَـل .
يَـاربّ .. دمعي في العُيـون خَفـِي ؛ٌّ أنتَ تعلَـمه !
يـا أبنائي افهَموا عنـّي : ( عكـفَ مُحَمّد بنْ واسـِع في المَيمنة على الدُعـاء الشديد في قتال المُسلمين مَـع التـّرك .. فلمَا رآهُ الأمير قال له : أيـنَ كُنتَ ؟ قَـال : كُنت آخـذُ لك بمجامع الطُـرُق ) !
الدُعـاء .. هو مَـن يأخُذ لك بمجامع الأمـور كُلـّها !
انظُـر إلى يقين ابنُ الجَوزيّ .. إذا بلَـغ السَبعين مـِن عمـره ؛ فَـدعَـى الله : الَلهُمَ بَلـِّغْني آمالي من العلم والعَمل ، وأَطـِل عُمْري لأبلُغ ما أُحـِبّ من ذلك .. فعـاش بعد ذلك 20 عامـاً ؛ كلّها فـي التأليف ومجالـِس العِلـم !
«وأشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي، تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة. وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك».
الإمام أحمد بن حنبل
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى السبت يونيو 02, 2018 9:34 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الّليلةُ الثامنة عَشـر ..
الرَّقيب الحَسيب ..
قال الشيخ : الأسماءُ زادنا لغربةِ يوم القيامة ؛ إذا مَا مَضت قوافل العُمر نحوَ الآخـرةِ مُوَدِّعـة
يـا أبنائـي .. هَل تَمُـرّ الأسماء في العـُمر ؛ دون صَـدى ؟ أمْ تراها تُحيي في القلبِ ؛ ما غفـَى ؟
الرَّقيب الحَسيب .. كيفَ تَحمِلك على السَـفر إلـى الله ؟ كيفَ تَغْسلك من رائحة الشَهوة ؟ كيفَ تَهُـزّ الفـِتن ؛ حتى تَساقط عنكَ .. فلا يَبقى في المَخابـِئ منها شيئاً ؟
هو الرَقيب .. إذا ألقتْ الطبيعة فينا الجَـمرة في النار ؛ وكـِدنا أن نكون هَشيماً حَطيما !
يُسمعُ نَشيج الغَرائـز العَميقة ؛ التي انتصـَرَتْ عَـلينا .. و { كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } !
يُـوزن العَـدل ؛ حتى يُـوزَن عـَدل المُعلِّم بين الصبيان ، فـإن بَخُـس ؛ كُتِبَ مـِن الظَلَـمة .. ويومها لاشيء سوى { وكَفـى بنا حَـاسِبيـن } ! ياولدي إن العبد إذا قَصـر في العَـدل ؛ ابتَـلاه الله بالهُمـوم !
يوم القيامة يسَـأل الرَقيب العَبـد ؛ عَـن الذُبـول الذي لاح بـه قلبٌ ما !
رَتـِّل علـى قلبك الرَقيب الحسيب .. واسـأل الله ؛ أنْ لا يَخـْذُلك !
قال التلميذ : مَـا الخُـذلان ؟
قَـال الشيخ : للخُْذلان بداية ؛ هو النِّسيان .. وخَاتمة الخُذلان ؛ أن تألَـفْ مَـا كُنـْت َتَستَـنكـِر !
انظُـر أينَ عَلـِق قلبك ، و تأمـَّل مَـاذا جَـذَبه .. واخْـشَ أنْ تكون َ( مِمن خُتم له بفتنة .. وقُضيَت عليه آخـر العُمر مِحنة .. وكان أّول عمره خير ٌمن آخـِره ) !
يَـا ولَـدي .. هل تعلمْ أنّ حرمان التقوى ؛ عُقـوبة ! وقد سُئِـلَ السَلف عن الغِيبةِ : مَـا هـي ؟ فقـالوا : هي والله عُقوبة الله عَز وجل يُحلّها بالعباد ؛ إذا عَصَـوه ، وتأخَـّروا عن طاعته !
إنّ العبد إذا ألـِفَ الإعراض عن الله ؛ صَحبـته الوَقيعة فـي عـِباد الله !
لـِذا .. ترى المُتّقـي ؛ مُـلجَم .. لأنـّه يُوقـِن ؛ أنَ هَمْسهُ ؛ صَوتٌ عـَالٍ عند ربـّه .. وأنّ خافيةَ الفُـؤاد ؛ مَـرئية عند الله .. وأنّ طُـول المُهلة ؛ لا يُنسي بَغتـَة العِقـاب !
قال تلميذ : ودَدَتُ لو صَحِبتُ الرَقيب الحَسيب ؛ فَيستقيمُ لي ديني !
قال الشيخ : لا يَصحَب رّبَـه ؛ مَـن صُحبَـته شَـهوتَـه .. والإلتفاتُ حـِرمان .. فاحـذَر ثُـمَ احْـذَر !
وقُـل كما قال عُمـَر : إلهي .. أنـا عُمَـر الذي تَعْـلَمه ؛ وليسَ الذي تَعرفـه النَـاس !
أنتَ السَميع لمن اعترَف بما اقترف .. نَعـوذ بك من نيـّة في خاتمة الدَرب ؛ تَـزلّ بها القَـدَم !
يَـا ولَـدي .. ينـهمرُ النـوُر من الأسماء الحسنى .. فاستَمسِك بحَبائـل الأمَـل ، واسـأل الله فواتـِح التَوفيق وخفايـا الُلطْف !
مَـن لازَم الأسماء .. توالتْ عليه الأنوار ، وانزاحَـت عنه الأستـار !
هو الرَؤوف .. يمنحنا ليالي القَـدر برحمته .. والرأفة ؛ هي الرحمة إذا تتاهـَت ، واشتَـدّت ، واسَتـوت على سـُوقها !
فَقُـل : مُـدّني الَلّهُمَ بالعُـروج إليك .. واسقني ماءَ اليقين من كوثـر ما لديك !
قال تلميذ : يا الله أنت الرَؤوف .. صوتي انحبسَ ؛ وليـس في القلب إلا الغُصص .. يـاربّ تعـِبتُ مـن ضَعف ضَعفـي .. ياربّ خَطوتي عالقةٌ في طيـن المَسافات .. فألقِ علـى خطوتي قُـوة الأَوبَـةِ !
قال الشيخ بصَوت جَليل : هو الرَؤوف ؛ يُنبِت في أعتاب الدعاء غيث الإجابـة .. فَـقُل : يَْا الله اطوِ عنـَّا بُعـدَك !
إنه إن أقبلتَ عليه ؛ أقبل على إصـلاح شأنـك .. ( واستَعـن بالله على التَوفيق لمراضيه .. فإنّه إنْ أرادكَ ؛ هيـَّأك لما يُرضيه) !
تراه مَع عبده .. (يأخُذ بيده إن عثر .. ويمنعه من الفتنة إن هَمّ .. ويستُر عمله عنه ؛ حتى لايقع في فتنة الوهم .. ويُرَقِّيـه إلى مزاحمة الكُمل .. ويجمع الله له الكُل ) .. { وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } !
قال تلميذ : ما الفرق يا سيّدي بين الرحمة والرأفة ؟
قال الشيخ : الرأفةُ أخَـصُّ من الرحمة .. وهي خيرٌ في جميع الأحوال .. وفي الظَاهر والباطن ، والعبرة في النهايات !
فإنْ جَـفّ نَهـرُك ، وغابَـت الأمنيات .. فقد أرادك لأمر .. ( وإذا أرادكَ لأمرٍ ؛ هيَـّأك) .. فإذا بالإبتلاء ؛ مدارج التَـّرقّي .. وإذا بالمِحَن ؛ أسباب الوُصول !
تأمَـّل خَرْق السفينة ، وقتل الغلام .. ألا تَجده رؤوفاً رحيما ؟
عُـذ مَنْـع الله إيـَاك ؛ عَطـاء منـه لك .. إنّه لم يمَنعك بَخلاً ؛ بَل منَعك رأفـةً ولُطفا !
بكى التلميذُ ؛ فقال الشيخ : تحصـي الملائكـة الدمـُوع ؛ وتحصـي الكلمات المُبتَلّة في الدعـاء :
إلى الذين أفاضُـوا الدَمعَ ؛ مِن وجَـل .. إلى الذين أفاضـُوا الدمعَ ؛ مِن حـزن .. إلى الذين أفاضُـوا الدمعَ ؛ مِن تعَـب .. لانصـب مع الرؤوف الرحيم .. ولا مشقّة يـا بُنَـيّ .. وعلى الله غَسل الجـِراح وَمحو الوجع .. { إِنَّ اللَّهَ بِالنـَّاسِ لَـرَءُوفٌ رَحِيمٌ } !
يَـاولْـدي .. في كُل باحَـة خلفية من الُروح ؛ ثمـّة الكثير من الحزن .. فرَدّد على وجعك ؛ { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } !
قُـل : يَـا فتـّاح .. افتَـح لي بيدك ما أُغلِـق علَـيّ !
الِحـُّوا دُعـاءً ؛ لـِتُمْطروا فَتْحاً !
قال تلميذ : الَلهُمَ افتـَح لي بابَ الصَـلاح !
قال الشيخ : أصلـِح ما بينك وبينه في السـِرّ ! يُصلـِح لك أحوال العَـلانية ! َ تعلـّم من ابن الجَوزيّ الدُعـاء : ( نعـوذُ به من خُـذلانٍ لا ينفع معَـه اجتهـاد ) .. إنَـّك إذا أقبلتَ ؛ سَلِّـمْت .. وإذا أعْرَضت ؛ أُسلِمت !
نعُـوذ بَـك أن تسلِّمنا لسواك .. سَلِّمنا ولا تُسَلِّمنا !
يَـا بُنـَيّ .. ظَفـَر مَـن هتَـفَ : يـا مُجيب .. والله لا مَـأوى لنا إلا قَـوله : { فإنـّي قَـريب } !
قال التلميذ : يَـا سيـّدي .. مَـا قَـيد الإجابـة ؟
تَـلا الشيخ : { فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي } .. ثُـمّ رَفع يديه ؛ وقال : الَلهُمَ هَبْنا استجابةً ؛ ترزقنا بها الإجابـة !
ما المَسافة إلى الله ؛ إلاّ تَوبة .. تلك بَسملة البـَدء .. ولو ابتليتَ بمعصيةٍ ؛ فلا تتفكَّه بمعصيتك .. فإنَّ ربَّك أرخى سِترهُ عليك ؛ ولاتدري لماذا أرخـاه !
«وأشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي، تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة. وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك».
الإمام أحمد بن حنبل
mervat
نقاط : 88 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الثلاثاء يونيو 05, 2018 11:54 pm
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يبارك لك اختنا الحبيبة أم ألياس ويبشرك بليلة القدر اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الأربعاء يونيو 06, 2018 8:23 pm
وعليكم السلام والرحمة اللهم آمين واياكي أختي اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد
«وأشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي، تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة. وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك».
الإمام أحمد بن حنبل
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الأربعاء يونيو 06, 2018 8:24 pm
السلام عليكم
الّليلة الثانية والعُشـرون ..
الهَـادي ..
قال الشيخ : هبّت رياح القَدر في رمَضـان ؛ فكأنّها بِسـاط سُليمان !
ليلةُ القَـدر ؛ قَريـبة الوَصـل .. لكنْ لا يراها : إلا مَـن فـي السَعي جُـهده اكتمَـلا !
قال الشيخ : استعن بالله وقُـل للدُروب المُوحشة .. قُـل للزَّلل في الطُـرقات المُظلمة .. قُـل للمَواقف الصَعبة : { إنَّ معي ربـّي سَيهدين } !
مَـن هُـديَ ؛ اتَّصـل !
قال تلميذ : مَـا أعظَم مـا يُسأَل الله ؟
قال الشيخ : هـِداية الطَـريق .. سـَل الله دَوام الهُـدى ؛ عسى أنْ لا { تَـزِلّ قدَمٌ بعد ثُبوتها } .. وسَليم القلـب ؛ يُرزَق فراسةً تهديه إلى الإثـم !
قُـل : يـا هَـادي .. نَعُـوذ بك مِن شَـرٍّ يُبَصِرنا ولا نُبصـِره ، ونخوض فيه بعمـى القلـوب !
يَـا هَـادي .. نعـوذ بك أنْ يستوي لدينا الحَـلال والحَـرام ، والشَبهة والمُـباح .. وأنْ لا َـنرى بينهما حاجـِزاً وبَـرزخَـا !
قال التلميذ : أصـونُ الدُعَـاء بِـ ( آمِينـا ) !
قال الشيخ : ( مَن فـرَّ بدينه مِـن الفِتـَن ؛ سلّمه الله منها .. وأنّ مَن حَـرُص على العافية ؛ عافَـاه الله ) !
يَـا ولـدي .. (ثمـّةَ مرحلةٍ تَـلي عزيمة السَير قبل بلـوغ القَبـول ؛ لايقطعها العبد إلا بالثبات ، وشدة الالتجاء إلى الله ) .. وفيها ضَـلّ أكثر الرَاحلون !
قال تلميذ : يَـا سيـّدي .. مَـا غـايـة الفِتـَن ؟
قال الشيخ : ( إنَّ الفتنـة لا تجـيءُ تَهـدي الناس ؛ ولكـن تَجـيء تُقـَارع المُؤمن عَـن دينه) .. وعلى قَدر مـا فـي البواطن ؛ تكون الهـداية والثَـبات !
اسمَع أبو سُليمان الدّارانيّ يقـول : مَـا أوتوا مَن فُتِـنوا ؛ إلاّ مَـن أنْ أصْلُ نِيـّاتهم على غشّ ، فَرجعوا إلى الغـشّ الذي في قلوبهم ، واللهُ أكـرم مِن أنْ يَمُنّ على عبدٍ بصِدقٍ ؛ ثُـمَّ يَسلبه إيـّاه .. إنَما رجعَ ؛ مَن رجَع مِن الطريق قبلَ الوصول .. ولو وَصلوا إلى الله ؛ ما رجعوا !
فإيـَّاك إيَـّاك .. مـِن كـُل عملٍ نبضه ؛ ريـاء !
إيـّاكَ .. مـِن كُل تعَـبٍ عَـرقه ؛ ريـاء !
إيَـّاكَ .. أنْ تَخـرِم نِيّـتك بثوابٍ عاجـِل !
وقُـل : أعـوذُ بالله من محنةٍ ؛ تَختبىء لـي في النـِهايات .. مـِن محنةٍ ؛ تكشف العَورات !
يـا ولَـدي .. لا تأمَن من الشيطان أن يغشاَك في هُنَيهة ممّا بَقيت .. فَالـزَمْ : اهـدِنا يـَا هـادي !
لا تَتهاون في دينك .. فإنّما يسهُل وداعَ الطاعة ؛ إذا توَعّر الطريق إليها بالمعاصي ..
قال تلميذ : هَـل يمـْلكُ المُقيـّد أن يـدرأَ الفتنة ؟
قال الشيخ : أنْ تُسبغ الثَبات في وَقت المَكـاره ؛ تلك عبادةُ المُغالبة .. وتشبَّث بالعـِلم ؛ فإنّه سبيل الهُـدى !
إنَ الحَق لا يَشتبه بالباطـل .. وإنَما يموه ؛ على مَن لا عِلـم عنده .. فإنْ نقصَ العِلـم ؛ استقوَّت الشُبهة .. ولا يزال العبد بخيـر ؛ ما عَلـِم الذي يُفسـد عليه عمَله !
فَقُـل الَلهُمَ هدايـةً تُنـير لنا الفُـؤاد ؛ حتى نفهم عنـك المُـراد !
واستَعـِن بـالهادي في كُـلِّ حيرةٍ بلغتْ بكَ : هل أفعَـلُ ؛ أولا أفعَـل !
قال التلميذ : يَـا لله .. ما أقَـل المُبايعيـن في هذا الزمان على الثَبات !
قال الشيخ : لذا تتبّع سِيـَر الَصالحين ؛ فإنـّها توقـِظ البَصيـرة .. والنبضُ الحَـيّ ؛ لا يحتَـاج للتَـنبيه .. ومَـن هُـدي ؛ جعَـل الزِّينة كلها مـِن الباقيات الصَالحات .. ما يفتننا إلا الزينة !
يَـا ولـَدي .. ( يُحشَـر المَـرء مع هِمّته .. ولا تَـدارُك بعـد الفَـوت !
فكيفَ بـك .. إذا قُمتَ من قبرك ؛ وقَـد قُرِبت رواحل النَجاة لأقوامٍ ؛ وتعثّرتَ .. وأسرعت أقدامُ الصَالحين على الصراط ؛ وتخبَّطت !
كيفَ بـك .. إذا نُوديَ عليك : يَـا خاطباً الحُـور العين ؛ وهو لا يملكُ فِلساً مـِن عَـزيمة !
«وأشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي، تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة. وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك».
الإمام أحمد بن حنبل
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الخميس يونيو 07, 2018 8:26 pm
السلام عليكم
الَليلةُ الثالثة والعُشـرون ..
الوَهـّاب العَزيـز ..
قال الشيخ : إذا قال ربُّ الكَـون : { كُـن } .. قال المُحـال له : نعَـم !
وَ( مَـن يُمسك بـابَ مفتـاح الله ؛ يَغنم ) !
هو الوَهـّاب .. يهَـبُ مايشـاءُ لمن يشـاء .. ولولا أسماء الله ؛ ما سَكنت الحَوائج في أنـّاتِها !
اسـمٌ ؛ هو عيد العُمر .. فكيفَ إنْ اتّفقت له ليلةُ القَـدر !
فافتَح ليلتكُ بالوهـّاب ؛ ثمّ اغلِق أبوابَ الهُمـوم خَلفك .. فما االأسماء الحسنى ؛ إلا رُبوع العـافية !
سَـلْ واهِـب الأفـراح حتى يمنحـك .. وتعلّم كيف تَغنم !
اخلَع على رَجفة الظَـنّ شُـحَّ الأسباب .. وابلُـغ صِفة قلـوب الأنبياء إذ قـال : { ربّ هَبْ لي مِن لَدُنك ذُريّة } .. وما كَـان بين يديه في سؤله ؛ إلا نـيّةَ { يَرثني ويَرثُ من آلِ يَعقـوب} العِلم والنّبوة !
فقال المولى { وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } .. فتأمـّل ؛ كيف سبَق الوَهْـب السَبب .. و ردّ الوهـّاب له أمـَلاً عـَن ساحل العين رَحَلا !
نَبـِيٌّ .. رغمَ أفـُول العُمـر ؛ كـان قلبه ينبضُ بمظنّة الإجابـة .. فلا تَمنعكَ الأسباب .. فإنّ عطايا الله ؛ تعرف الطَريق إليك .. وعلى قَـدر خَلع الحَول ؛ يكون التـّأيـيد !
الوهـّاب .. يريكَ من طَرفٍ خَفـِيِّ زوال المُستحيلات ، ودنوّ المأمولات .. فارفَع قَدرَك بما تسأل ، واسبق في الدُعاء سبقاً بعيداً !
قال الشيخ : سَـلامٌ على مَن يرتقب الفَـرج .. سَـلامٌ على مَن زرعوا الَليل دموعاً وحنينا .. سَـلامٌ على مَن التحفوا بالدعـاء ؛ فقرّت أعينهم بما أذاقَهم الله .. سَـلامٌ على مَن ألقَوا أحمالَهم على أبواب المَحاريب ؛ رضـاً وَيقينا !
تعلّم المَعنى من نَـبيِّ الله سُليمان : ( اغفـِر لي .. وهـَب لي ) .. فقُـل : يا وهـّاب .. هَـب لي عيناً ؛ تـرى الذَنب هَلاكـا !
واحـذَر العَزيـز .. فإنّ الله يغارُ على حُرماتـِه .. وإنَّ العبدَ ليخلو بمعصية الله تعالى ؛ فيُلقي الله بُغضَـه في قلوب المؤمنين من حيث لا يَشعُـر .. ويسلُبه مَـا وهَـب !
فقال الشيخ : هو الذي إذا توقّفت أنفاسه ؛ لم تتوقـّف حَسناته .. ( وكَم في فَطنةِ القلب ؛ من مَواهب المِنـّة ) !
يَـا حَسرة السـِباق .. إذا بُعثـِر ما في القبور ، وركب الأبرارُ نجائب الأعمال ،واستبقوا على الله الدخـُول ... وليسَ بعد الآخرة دارٌ ؛ يُـدرِك فيها الخُـدّام خدمةَ مولاهم .. ولايسبق مقصِّـرٌ مجتهـِدٌ أبَـدا !
قال التلميذ : الَلهُمَ افسَح لنا مكاناً في الصَافين قلوبهم على أعتابك .. ليسَ لقلوبهم نبضٌ إلا أنت !
قال الشيخ : ما يبزغُ الفجـر ؛ حتى تبلُغَ بليلة القَـدر تـلال الأجر .. المُوفق فيها ؛ مـِن الله مُعـَان !
مَـن سَلِمت له ليلةُ القَـدر ؛ سَلمت لـه أقدَاره .. ومن سَلم له رمَضان ؛ سلـِم له عُمـره ! وحسبك بأنّ الله يسمعُ ؛ والإجابةُ دانيـة .. وكلـّما زادَ الأدَب في الدعُاء ؛ أوشكتْ الإجابةُ أن تقَـع !
فقل .. اللهم سلـِّم قلوبنا من عثُرات اليقين ؛ حتى تَستقيم لنا الإجـابة !
ادخُـل صلاتك ؛ وَقـُل : اللهُـمَ دَربًـا ؛ لا تضيقُ بـه الحيـاة .. وقلبًا ؛ لا يزول منهُ الأمَـل !
تهيـّأوا للمجالسة ..ث وليتذكَـّر الداعـي حـلاوةَ التسليم .. فإنَ المُـراد في خَزائن الله ؛ موجـود !
وهنيئـاً .. لِمَـن ( وهَبه اللهُ مِن جميل غيبِه ؛ ما لا يَحلُمُ به أملُه ) !
ويـا حَسْرةَ .. مَـن قصّرت همّته عن الدعـاء !
قال التلميذ : الَلهُمَ لـِم شَمل دَعـواتي .. ( جنّبنا طُول التَمنّي ، وحـِرمان الوصُـول ) .. أعـوذ بك من انتظارٍ ؛ يأكُـل إيماني على صَمت !
قال الشيخ : تفقـّد كَـدمات الطَـريق في قلبك .. وقُـل : على الله مَسحُ الوجَـع !
على قَـدر حُسن الظَـن ؛ّ يتّسع العَطـاء .. وقَـدر الصُخور ؛ أنـّها بالدعـاء تَـزول .. لكن لَن تنال المُنى في مَرقَدِك !
«وأشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي، تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة. وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك».
الإمام أحمد بن حنبل
mervat
نقاط : 88 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الجمعة يونيو 08, 2018 10:46 pm
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكي الله عنا كل الخير بتاعتنا الحبيبة ام الياس الطُف بنا لُطفك بـيُوسف الصـِّدِّيق .. مالنا إلا لُطفك ؛ يَنتشلنا من غَيابة الجُـبّ .. مالنا إلا لُطفك يخرجنـا مـن الأَسْـر ؛ إنْ حكَـمَ العَزيـز بالقَهـر !
الَلهُـمَ بِلُطْفك .. اخـْرِج الأسـرى المَظلومين مَن سُجـون العَـدوّ .. الطُـف بهم .. وَدبـِر لهم أسبـابَ الحُريـّة .. فَـ { إنَّ رَبي لطيفٌ لما يشاء } ! اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى الجمعة يونيو 08, 2018 10:57 pm
mervat كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكي الله عنا كل الخير بتاعتنا الحبيبة ام الياس الطُف بنا لُطفك بـيُوسف الصـِّدِّيق .. مالنا إلا لُطفك ؛ يَنتشلنا من غَيابة الجُـبّ .. مالنا إلا لُطفك يخرجنـا مـن الأَسْـر ؛ إنْ حكَـمَ العَزيـز بالقَهـر !
الَلهُـمَ بِلُطْفك .. اخـْرِج الأسـرى المَظلومين مَن سُجـون العَـدوّ .. الطُـف بهم .. وَدبـِر لهم أسبـابَ الحُريـّة .. فَـ { إنَّ رَبي لطيفٌ لما يشاء } ! اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
اللهم آميين
أم الياس
نقاط : 592 السٌّمعَة : 34 تاريخ التسجيل : 19/05/2018
موضوع: رد: رمضان في صحبةِ الاسماء الحُسنى السبت يونيو 09, 2018 8:31 pm
السلام عليكم
الُليلةُ الخامسةُ والعُشـرون ..
السَـّلام ..
قال الشَيخ : تضلع من ليلةِ القدرِ فهي للعمرِ ماءُ زمزم .. بدعائها تُقضى الحوائج كلها .. ليلةُ القدر تقيمُ الأبد في يَدك .. ليلةٌ آن آوانها .. ومَن يضمن آوانَ ليلةٍ وراءها !
وما استُفتِح غيبُ البِشارات ؛ بمثل القيام في المحـراب .. { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ } !
بـالدُعـاء في الصلاة .. توثّـق عُـرى التَوفيق .. إنّ ( الدعاء أبواب توفيقٍ ؛ تُفتَح ولا تُغلق ) !
وللدُعاء بركة الدّنو .. وغنائمها ؛ تيسير قبل التَفريج .. فإنْ ألهمَك الدعاء ؛ فقد أرادَ لك فسحة العافية .. و( كَم من دَعوةٍ صالحة ؛ أدنَـت عطيّة وافِـرة ) !
والزيادةُ حَظّ مَن أكثَر الطلب .. فاعرِض على ربـِك دقائق الحاجـات .. وصابِر في خَندق الدعاء ؛ ترى المواهب عَـجب !
وما ألَـحّ في الدعـاء ؛ إلا موقـِن .. وثـِقْ ؛ أنَ (كُل حوائجك يأتِ بها الذي أتَى بـك ولم تَـكُ شيئا ) !
دُعاء السَحـَر لايعـرو صاحبه كَـدر .. وإن بكَـت العين ؛ أبصَـرت نعيم الإجابـة .. وبعضُ الأصـوات عنـد الله ؛ معروفة .. وما يلمّ شتَـات الأمنيات ؛ إلا بالدعـاء ! وقد أفلحَ والله ؛ مَن رمَى حوائجه على باب الله .. فاتـَّقِ غارات الهمُوم ؛ بدقائـق السحـر .. فإنّ العيشَ مع الله غنيمةٌ مضمونة !
إنّ الثرثرة شَعثُ الروح .. وإذا توغـَّل الِّلسان في الثرثرة ؛ رحَـل السَـلام !
اظفـَر بِنـَفسك .. { فاصفَح عَنهم وقُـل سـلام } !
قال تلميذ : كيف نَغسل الـرُوح مـِن أثـر الَلغو ؟
قال الشيخ : إنّما تُغْسلُ الروحُ بِفَيض الصَّمت .. فتعلّم سَـلام الّلسان !
كان السَلف لايرون العبادة في الصوم ، ولا في الصلاة .. بل في الكَفّ عن أعراض الناس .. فإنّ المُسلم مَن سلِمَ الناس منه .. لا تفرح بالعبادة ؛ إذا كَان لسانك لا يتوب من الغيبـة !
قال تلميذ : الَلهُمَ أنت السَلام .. فهَبْنا السَـلام في الحِساب !
قال الشيخ : سَـلامٌ لمن يرى الشَهوات بعينه ؛ ولا يشتهي الخطايـا بقلبه !
كل لحظةٍ هي سَـلامٌ وطَـرَب .. لا زمنَ في الجنَـة ؛ فقد صارت اللحظةُ عُمْـراً يفيضُ بخلود الفَـرح .. فلا ترى في الجنـِّة إلا سَـلاماً يُضـيء . { وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } !
قال التلميذ : الَلهُمَ خِفافاً خِفافاً في السَيـر إليك .. لامُثقليـن بالأوزار ، ولا مُتعَبـين بالخَطايـَا .. ُينادَى علَينا ؛ { اهبـِط بسـلامٍ منـّا } . الَلهُمَ قَـيِّض لنا سبُـل السَلام !
يَـا سيـّدي .. كيفَ السلامة من الحَـرام ؟
قال الشيخ : عليكَ بطُـول القُنـوت .. وصـُنْ لسانك عَـن الإثم .. وَقلبك عَن ذنُوب الباطن !
يَـا بُـنـَيّ .. كُل السَـلام مـِن حولك لايكفيك ؛ إذا كانت المعارك فـي داخلك !
يارب إنا استودعناكَ من دُعائنا ؛ ما تقدر عليه ولا نقـدر !
يَـا ولـدي .. حسبُك أنّ الله يعلم سـِرَّك .. فخلّص القلب من أكداره ؛ يصفو لك الطَـريق إلى وُدّه .. وما أقبل عليه عبدٌ بصدق ؛ إلا تودّد إليه بالقَبـول .. { إِنَّ رَبِّـي رَحِيـمٌ وَدُودٌ } !
قال التلميذ : يَـا سيـّدي .. إنـّي ليحزنني أن يذهبَ رمضـان ؛ وتذهبَ أنت فقد أحببناك !
قال الشيخ : إن أوثَْق أعمال الصالحين عند الله ؛ حُـب الصالحين .. وقد كانوا يتواصـون بهذه الحسنة !
استَـودِع الله ودّاً بينك وبين من تُحـِب .. فإنَ الله لا تَضيع عـنده الودائـع . ومن رُزق ودَاً من أخيه .. فليتمسك بـه !
تعلـّموا الودّ .. كان أحدهم يقول : ( إنّي لألقى الرجلَ أبغضه فيقول لي ؛ كيف أصبحت ؟ فيلينُ له قلبي ) ! فاقطعوا مسافات الجُفاء ؛ بلينُ الكَـلم .. ( ومِن دلائل رقـّة قلب المؤمن .. أن يتوجّع لعثَرة أخيه المؤمن إذا عَـثر ؛ حتى كأنه هو الذي عـثر بها ، ولا يشمت به ) ! ذاك ود يحبه الودود ..فتعلم كيف تستنزل ود الله
يَـا ولـدي .. إذا خَـلا العبد بـِمَحارم الله فانتَهكَها ؛ نَـزع وده من قُـلوب الخَلـْق !
قال التلميذ : أعـوذ بك من الذنوب الذاريـات للقَبول .. المـَانعات مـِن الوُصـول .. الَلهُمَ ودّاً لا ينقطع !
قال الشيخ : سبيل الود الدائم قوله تعالى { اذكُـروني أَذكُـركـُم } .. والله ( لو استقرّ يقينها في قلبك ؛ ما جفّت شفتاك ) !
يَـا بُنَـيّ .. أيَسلِـبُ الله قلباً نوراً ؛ استضـاء بـه ؟! أيحبـِسُ الله لساناً ؛ عوّدَه الثناء عليه ؟! فاحفَظ الـودّ !
قال التلميذ : عَـلِّمنا !
قال الشيخ : أحسـِن للنـِّعَم .. والرفق يصنعُ الفَـرق ، ويظَـل التَيسيير بأمرك حتى يتّسـِق .. الودود يحب الرفق .. يابني .. الودّ منه ؛ يبقيك في عافية التـّيسيير !
يَـا بُنَـيّ .. إنّ لله عباداً يُحيـيهم في عافيةٍ ؛ ويبعثهم في عافية ، ويُدخلهم الجنّة في عافية ! أولئك أهل وده ..
قال التلميذ : مُشتاقٌ لك يَـا الله .. ومَـا زالَ مَـذاق رمضـان فـي فَمـِي !
قال الشيخ : لا تقِف في سَيـْرك .. قـِف فقط ؛ حين تَصـِل !
شـِدّ الرّحال .. فإنّ مَـن يطلبه المَـوت على غـَرّة ؛ حَـريٌّ به الوجـَل !
إيـّاكَ وحافـّة الطَـريق .. وعلى عكـّازة العَـرَج قُـل : { إيـّاكَ نستعيـن } . و ( إذا أقبَل العبدُ على الطاعة ؛ بعثَ الله له صَوارفَ ليتبـيّن صِدقه .. فإذا جاهَـد وصـبر وثبـَت ؛ عادت هذه الصـّوارف عوناً لـه على الطاعة ) !
وفي بيـادر السنابل .. لا ينبُت ما كان لغير الله .. خُطـى تنبُـت بـِحرثها ياسَميـن الجنـّة .. ترسو في رُبـى الفـِردوس .. ياولدي .. ملَايين السنابل التي تميـس راقصةً في حُقول الجمال .. تموج مثقلة بالأجُـور .. مَـا نصيـبك منها ؟
كُل صَدقةٍ حبـّة .. وكُل حبـّة ؛ تفيضُ سبع سنابل ، في كُـل سُنبلة مائـة حـّبةٍ مـِن ألوان النعيم الخفيّ .. فلا تحرم نفسك .. ذاك الغيـب العظيم !
الَلهُمَ قلباً سليمـاً ؛ يَليـقُ بـالوفادةِ عَـليك .. أنتَ الباقـي .. فلا يبْـقَى إلا ما اتّصَـل بـك !
يَـا بُـنَيّ .. لا تجعَـلن عُمْـرك نَعْشـا .. لا يكُـن عُمْـرك عَدداً ؛ ليسَ له مـِن الله مَـددا .. فَقُـل : يـا باقي ؛ هَـبْنا مَـدَداً لا انقطَـاعَ بَعْـده !
يَـا ولَـدي .. إنَّ فراغ مـا بينك وبين الآخـرة ؛ هو مـِن صُـنع يَـديك .. هو الباقـي ؛ فَـاتَّـصِل بـه !