ومن المؤسف أنه قد انتشر ذلك بين أبناء المسلمين وطلابهم، وهذا –
والله – دليل على انحطاط في التربية،
وتفريط من أولياء الأمور الذين لا ينشئون أبناءهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة والخصال الجميلة.
وهذا الوعيد فيمن كان سبباً في سب أبيه وأمه دون أن يسبهما بنفسه،
فكيف حال من يقوم بسبهما بنفسه،
فيسب والديه ويلعنهما،
وهناك من يضربهما ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آفة اللعن أما اللعن فقد ورد فيه وعيد شديد وتهديد أكيد من النبي صلي الله علية وسلم ،
فقد قال النبي صلي الله علية وسلم :
لعن المؤمن كقتله
{ متفق عليه }.
وتأمل أخي في جريمة قتل المؤمن وشدة قبحها،
وما رتب الله عليها من العذاب والنكال واللعنه
والغضب في الدنيا والآخرة،
تعرف بذلك خطورة اللعن والتمادي فيه.
قال تعالى:
ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزآوه جهنم خلداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما .
{النساء:93 }.
فهذا جزاء قاتل المؤمن الذي شبه النبي صلي الله علية وسلم لاعنه به، فأي جرم هذا الجرم؟
وأي خطيئة تلك الخطيئة؟!
وبين النبي صلي الله علية وسلم
أن المؤمن كامل الإيمان لا يكون لعاناً أبداً،
فقال عليه الصلاة والسلام:
لا يكون المؤمن لعاناً
{ رواه الترمذي وصححه الألباني }.
ولذلك نهى النبي صلي الله علية وسلم عن التلاعن
فقال عليه الصلاة والسلام:
لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه ولا بالنار
{ رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح }.
وأخبر صلي الله علية وسلم عن تأخر منازل اللعانين يوم القيامه
فقال:
لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
{رواه مسلم }.
قال النووي رحمه الله عن هذا الحديث: فيه الزجر عن اللعن،
وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة،
لأن اللعنه في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى،
وليس العاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين
وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى،
وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه،
فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة –
وهي الإبعاد من رحمة الله –
فهو في نهاية المقاطعة والتدابر
{شرح صحيح مسلم 16/364 }.