ومما قيل أيضًا في سبب نزول هذه الآية:
{ ولا تلقوا بأيديكم }
فيما أصبتم من الآثام
{ إلى التهلكة }
فتيأسوا من رحمة الله، ولكن ارجوا رحمته، واعملوا الخيرات؛
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه،
قال في قوله تعالى:
{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }
قال:
هو الرجل يصيب الذنوب، فيُلقي بيده إلى التهلكة، يقول: لا توبة لي !
قال الطبري
بعد أن عرض لأسباب نزول هذه الآية:
( والصواب من القول في ذلك عندي،
أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر بالإنفاق في سبيله،
بقوله: { وأنفقوا في سبيل الله }
وسبيله: طريقه الذي شرعه لعباده وأوضحه لهم. ومعنى ذلك:
وأنفقوا في إعزاز ديني الذي شرعته لكم، بجهاد عدوكم الناصبين لكم الحرب على الكفر بي، ونهاهم أن يلقوا بأيديهم إلى التهلكة،
فقال:
{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } .
ثم يتابع الطبري
فيقول:
و( كذلك الآئس من رحمة الله، لذنب سلف منه، ملق بيديه إلى التهلكة،
لأن الله قد نهى عن ذلك،
فقال:
{ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون }
(يوسف:87)
وكذلك التارك غزو المشركين وجهادهم، في حال وجوب ذلك عليه،
وفي حال حاجة المسلمين إليه، مضيِّع فرضًا، ملقٍ بيده إلى التهلكة.
فإذ كانت هذه المعاني
كلها يحتملها قوله:
{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }
ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئًا دون شيء، فالصواب من القول في ذلك،
أن يقال: إن الله نهى عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا،
والاستسلام للهلكة - وهي العذاب -
بترك ما لزمنا من فرائضه ) .
81 - ( صحيح )
من قال : سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كانت له كفارة