السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له،وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد ...
سلام الله عليكم عباد الله وددت أحدثكم فى أمر وهو من الأمور الهامة جداً فى حياة كل مسلم وكل مؤمن ألا وهو
( اليقين بالله )
نعم أخوتى فى الله، ( اليقين بالله ) ما أعظمه من أمر لو ترسخ فى قلب كل مسلم ومؤمن ، والله لإنه علاج كل أمور دنيانا،
عباد الله من أركان ديننا أن نشهد أن لا إله إلا الله ، ومن الإيمان أن نؤمن بالله فهل حقاً جاء فى قلوبنا
( لا إله إلا الله )
فهل حقاً جاء فى قلوبنا ( اليقين بالله )، عباد الله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة الكرام
( اليقين بالله )
ويعلمهم التوحيد 13 عاماً
--------
6090 - وَحَدَّثَنِي اَبُو عِمْرَانَ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - اَخْبَرَنَا اِبْرَاهِيمُ، - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ اَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَاَدْرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ اَغْصَانِهَا - قَالَ - وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اِنَّ رَجُلاً اَتَانِي وَاَنَا نَائِمٌ فَاَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَاْسِي فَلَمْ اَشْعُرْ اِلاَّ وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ فَقَالَ لِي مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ قُلْتُ اللَّهُ . ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ قُلْتُ اللَّهُ . قَالَ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ " . ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
(رواه مسلم ....)
---------
ـ حَدَّثَنَا اِسْمَاعِيلُ، قَالَ حَدَّثَنِي اَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ اَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ـ رضى الله عنهما ـ اَخْبَرَهُ اَنَّهُ، غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ، فَاَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ فَنِمْنَا نَوْمَةً، ثُمَّ اِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ فَاِذَا عِنْدَهُ اَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي، وَاَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهْوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قُلْتُ اللَّهُ. فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ". ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(رواه البخاري)
------
فالرسول صلى الله عليه وسلم يحضر الصحابة ليعلمهم عملياً وحتى يأتى فى قلوبهم ( اليقين بالله )،
ويقول الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ( 16 ) والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ( 17 ) فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ( 18 ) فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ( 19 ) ) .
-------
وعندما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام
( إنا لمدركون ( 61 ) قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 62 ) ) ، أليس هذا من اليقين بالله من جانب موسى عليه السلام.
وقصة إبراهيم عليه السلام حينما ألقى فى النار
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( حسبنا الله و نعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار و قالها محمد صلى الله عليه و سلم حين قالوا له ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل )
رواه البخاري و النسائي
قوله ( حسبنا الله ) أي كافينا فلا نتوكل إلا عليه قال تعالى ( أليس الله بكاف عبده ) قوله ( ونعم الوكيل ) أي نعم الموكول إليه كما قال تعالى ( و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير )
قال ابن القيم رحمه الله هو حسب من توكل عليه و كافي من لجأ إليه و هو الذي يؤمن خوف الخائف و يجير المستجير فمن تولاه و استنصر به و توكل عليه و انقطع بكليته إليه تولاه و حفظه و حرسه و صانه و من خافه و اتقاه أمنه مما يخاف و يحذر و يجلب إليه ما يحتاج إليه من المنافع …
قوله (قالها إبراهيم حين ألقي في النار ) قال تعالى ( قالوا حرقوه و انصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين )
قوله ( و قالها محمد صلى الله عليه و سلم حين قالوا له
( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ) و ذلك بعد منصرف قريش و الأحزاب من أحد بلغه إن أبا سفيان و من معه قد أجمعوا الكرة عليهم فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في سبعين راكبا حتى انتهى إلى حمراء الأسد فألقى الرعب في قلب أبي سفيان فرجع إلى مكة بمن معه و مر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون قالوا نريد المدينة قال فهل أنتم مبلغون محمدا عني رسالة قالوا نعم قال فإذا وافيتموه فاخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه و إلى أصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان فقال
(حسبنا الله و نعم الوكيل )
ففي هاتين القصتين فضل هذه الكلمة العظيمة و إنها قول الخليلين عليهما الصلاة و السلام في الشدائد و جاء في الحديث ( إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا حسبنا الله و نعم الوكيل )
وغيرها كثير من الأمثلة والقصص التى تؤكد أنه لا نجاة إلا بصدق المناجاة واللجوء اليقين لله عز وجلّ،
وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى : حدثنا محرز بن عون ، حدثنا عثمان بن مطر ، حدثنا عبد الغفور ، عن أبي نصيرة ، عن أبي رجاء ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار ، فأكثروا منهما ، فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب ، وأهلكوني ب " لا إله إلا الله " والاستغفار ، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء ، فهم يحسبون أنهم مهتدون " .
عباد الله يجب علينا أخراج اليقين الفاسد من القلب على الأسباب وادخال اليقين الصحيح على رب الأسباب وذلك بأن نتيقن أن كل شىء بيد الله سبحانه وتعالى، فالرزق بيد سبحانه، والنفع والضر بيده سبحانه وتعالى، وإن كل شىء بيده وتحت أمره، وأن الله على كل شىء قدير، تخيلوا معى عباد الله لو أننا ملأ قلوبنا اليقين بالله ولا إله إلا الله ماذا سيحدث؟ .........
لن يسرق ولن يغش ولن يخدع مسلم أخاه المسلم لأنه كل شىء بيده سبحانه وتعالى فلماذا أغش أو أسرق والله الرزاق هو الذى يرزقنى وانما هى أسباب يرسل لى الله عز وجلّ من خلالها رزقى، ولماذا أتحايل فى عملى بالطرق غير المشروعة للحصول على كسب أكثر والله سبحانه وتعالى هو الذى يرزقنى، ولماذا أعامل أخى معاملة سيئة والله سبحانه وتعالى هو خالقنا وتبارك الله أحسن الخالقين ولماذا أكذب مادام النفع والضرر بيد الله سبحانه وتعالى، ولماذا ولماذا ولماذا وفى النهاية تجد أن يقينك بالله يمنعك من الذنوب والمعاصى ومن الخوف من عباد الله
ونأتى إلى أهم لماذا؟؟؟؟
ولماذا يخشى المسلمون اليهود وغيرهم لماذا ..........؟ لماذا ................؟
سبحان الله يخشونهم بسبب الأسباب وتناسوا ربهم مسبب الأسباب، تناسوا أن كل ساكن أو متحرك إنما يتحرك أو يسكن بأمر من الله سبحانه وتعالى ،،، تناسوا أن الله أعد لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ......؟ تناسوا أن الموت والحياة بأمر الله سبحانه وتعالى وليس بيد عباده، تناسوا أننا الله أوجدنا فى هذه الأرض خلفاء ..............وأى خلفاء ...........
تناسوا أن الله سبحانه وتعالى تباهى بنا أمام ملائكته .......
تناسوا أن الله سبحانه وتعالى أمر ملائكته وأبليس اللعين لعنة الله عليه بالسجود لنا
تناسوا أن الله حملنا الأمانة التى أبين و أشفقن السموات والأرض والجبال منها ، وحملناها نحن بظلم وجهل منا
ما لكم ألا تتذكرون ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟
عباد الله شغلتنا الدنيا فأنستنا أنفسنا وكدنا حتى ننسى خالقنا
شغلتنا الدنيا فأنستنا آخرتنا
ما لكم يا مسلمون تهتزون وتخشون أحفاد القردة والخنازير
ما لكم يا مسلمون تخشون المغضوب عليهم
أيكون معنا الله والحق ونخشى الناس والباطل؟؟
أيكون أخرتنا الجنة إن شاء الله ونتعلق بالدنيا
عباد الله والله ووالله ووالله متى تعلقت قلوبنا بالله رب الأسباب انقطع منها الخوف من الأسباب
ماذا سيحدث إذا قمنا لتحرير أقصانا من اليهود ، ماذا سيفعلون سيقتلوننا ، سيدمروننا بالقنابل النووية، ستقف بجوارها أمريكا وتدمر البلاد ، ويموت الملايين ؟؟أهذا ما تعتقدون
أتخافون الموت يا مسلمون ، ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )
أتخافون أن لا تستمتعوا بالدنيا الفانية ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ، " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب "
ما لكم كيف تحسبون؟
الحق يا عباد الله فى الآخرة
الحق يا عباد الله أن نقاتل من أجل الأمانة، من أجل ديننا، من أجل نشر ..................
لا إله إلا الله